الماء سيتحول مصدر الثروة ... بديلاً من النفط ... العالم يواجه «حروب الموارد» نهاية الربع الأول من القرن
«الطاقة والماء والغذاء» اصبحت الوقود المستقبلية للصراعات في العالم، بعد اشتداد الطلب عليها وسيُطلق العالم اسم «حروب الموارد» على ما سيجري مع نهاية الربع الاول من القرن الجاري.
وأظهرت خلاصة لمداولات «اسياد العالم الرأسمالي» من كبار المصرفيين وقادة الفكر والتخطيط وعدد من زعماء الدول، الذين اجتمعوا في منتدى دافوس الاسبوع الماضي، ان «الماء سيصبح مصدر الثروة في القرن الجاري بديلاً من النفط في القرن الماضي».
وكانت مناقشات المنتدى الذي انعقد في ظل شبح انهيار البورصات الدولية وصدمة الخفض الكبير غير العادي لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والتي ستُخفض ثانية اليوم، ووسط احتيال في القطاع المصرفي، لم تصل الى نتيجة مؤكدة عما اذا كان النظام المالي الدولي سليماً أم ان المشاكل الكبرى التي يعيشها ستؤدي الى كوارث اكبر مما يشهده العالم اليوم.
ولم يستطع المصرفيون والرؤساء التنفيذيون للشركات الدولية العملاقة اعطاء ملامح عن كون الولايات المتحدة دخلت مرحلة الركود، وانعكاسات «الركود الاميركي» على اقتصادات اوروبا والعالم.
«قبل عام من الآن عُقد المنتدى وسط نشوة كاملة للعولمة أبطالها ساسة الغرب وبعض رأسمالييه الكبار، لكن هذه السنة شهدت قاعات الاجتماعات مصرفيين قلقين وزعماء دول يترددون في اعطاء اجوبة لأسئلة عدة طرحتها الصحافة»، كما قال جدعون راخمان من «فايننشال تايمز»، الذي لاحظ ان الهدوء السياسي في العالم تميز بـ «قتل اقل في العراق وتراجع فرص الحرب بين الولايات المتحدة وايران واتجاه الى تسريع المفاوضات في الشرق الاوسط على رغم ان الموقف متأزم في افغانستان من دون ان يصل بعد الى درجة الكارثة».
ومن الاشارات الخطرة التي حامت فوق رؤوس الجميع في دافوس كون كلفة الغذاء والطاقة ترتفع بسرعة غير مسبوقة، اضافة الى ان ندرة الماء اصبحت ملموسة من استراليا الى افريقيا وحتى الولايات المتحدة.
وكان بزوغ «فجر اقتصادي جديد» في الصين والهند الدافع الاساس لتغييرات على مستوى العالم خصوصاً بعدما ارتفعت اسعار النفط بنسبة 80 في المئة خلال اقل من 18 شهراً. وبدت الصين وكأنها وراء زيادة اسعار النفط بنسبة 40 في المئة بين العامين 2001 و2007، بينما ارتفعت اسعار الغذاء نحو 50 في المئة خلال سنة من دون ان تتزامن مع ارتفاع في الاجور التي تحاول الحكومات والشركات ابقاءها في نطاق الحد الادنى.
ومما جرى تسليط الضوء عليه في دافوس ان من بين اسباب غلاء الغذاء تراجع مخزون الماء في استراليا وافريقيا ومختلف المناطق التقليدية المصدرة للغذاء. كما ان زيادة نسبة التصنيع والتوسع المديني ساهما في قلة الماء المتوافر للزراعة وتوسعها، مع اتجاه جنوب الصين الذي يعاني قلة الامطار الى التصحر في حين ادت الامطار الغزيرة في الشمال للقضاء على المحاصيل. ما دفع «الغول الصيني» الى الاسواق الدولية لشراء الغذاء.
ومن الامثلة التي اعطيت في دافوس عن غلاء الاسعار ان القمح ارتفع بنسبة 90 في المئة والذرة 20 في المئة والصويا 80 في المئة والحليب ومشتقاته 37 في المئة، اضافة الى اسعار النفط والغاز التي حلقت الى الأعلى.