العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قياس العولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abu




ذكر
عدد الرسائل : 33
العمر : 64
Localisation : --------------
Emploi : ---------------
Loisirs : --------------
تاريخ التسجيل : 29/11/2007

قياس العولمة Empty
مُساهمةموضوع: قياس العولمة   قياس العولمة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 1:28 am

قام بتأليف هذا الكتاب ثلاثة باحثين مختصين بشؤون العولمة. فالأول أي أكسيل دريهير، هو أستاذ الاقتصاد والعولمة في جامعة زيوريخ بسويسرا. والثاني، أي نويل غاستون، هو أستاذ الشؤون المالية والمصرفية وأرباب العمل في جامعة بوند بأستراليا. وأما الثالث، أي بيم مارتينز، فهو مدير المركز الدولي لشؤون الاقتصاد والتنمية المستمرة أو الدائمة في جامعة ماستريخت بهولندا.
هكذا نلاحظ أن التأليف يعكس عصر العولمة بامتياز. فكل واحد من مؤلفي الكتاب ينتمي إلى بلد وجامعة مختلفة ومتباعدة بعضها عن البعض الآخر. حقا لقد دخلنا في عصر العولمة ولم نعد بحاجة للسكن في بلد واحد لكي نتعاون ونؤلف كتابا مشتركا. ففي عصر الانترنيت أصبح التواصل يتم بشكل فوري وآني بين مختلف أصقاع الأرض. ثم يردف المؤلفون قائلين: هناك تاريخ طويل للعولمة. وينبغي أن نستعرضه بسرعة قبل أن نتحدث عن أسبابها ونتائجها. فالواقع أنه كانت هناك عدة عولمات في الماضي ولكن وحدها العولمة الحالية استطاعت أن تشمل كل البشرية وكل قارات وبلدان العالم.
ففي عصر الإمبراطورية الرومانية تشكلت العولمة الأولى وتمحورت حول حوض البحر الأبيض المتوسط. ولكنها ظلت محصورة بذلك النطاق الذي يبقى ضيقا على الرغم من اتساعه. والسبب هو أن وسائل المواصلات كانت بدائية آنذاك ولا تسمح بتوسيع نطاق التواصل لكي يشمل الصين والهند وغيرهما من البلدان والقارات. وكان ينبغي علينا أن ننتظر حتى القرن الخامس عشر والاكتشافات الجغرافية الكبرى واختراع السفن الحديثة لكي يتوسع نطاق العولمة ويشمل مختلف مناطق العالم تقريبا. وعندئذ تشكل اقتصاد يحجم العالم كما قال المؤرخ الفرنسي الشهير: فيرنان بروديل.
ثم تشكلت عولمة ثالثة في القرن التاسع عشر وكانت متمحورة حول المحيط الأطلسي. وقد ربطت بشكل وثيق بين أوروبا وأميركا وأدت إلى تشكيل فضاء عالمي مليء بالتبادلات التجارية والثقافية. فقد دشنت عندئذ طرق بحرية أو ملاحية جديدة بين عامي 1870-1914 وذلك عن طريق شق قناة السويس وقناة بناما. وتزايدت السكك الحديدية بعد صناعة القطارات التي تنهب المسافات نهبا على الرغم من أن سرعتها لم تكن تتجاوز آنذاك المائة كيلومتر في الساعة. ولكنها كانت تعتبر معجزة بالقياس إلى ما سبق: أي إلى عصر البغال والحمير وحتى الخيول.
ثم تزايدت التبادلات التجارية بمعدل ستة أضعاف قياسا إلى ما سبق. ولا ينبغي أن ننسى أن عصر الاستعمار بلغ أوجه آنذاك. فقد شهدنا تدفق ما لا يقل عن خمسين مليون أوروبي على مختلف قارات العالم من أجل استعمار البلدان الآسيوية، والإفريقية، والعربية الإسلامية. وهذا يعني أن العولمة ذات جوانب سلبية أيضا وليست كلها إيجابية. وبالتالي فإن ولادة العولمة كما نعرفها اليوم ابتدأت قبل قرن ونصف ولكن مع فارق واحد: هو أن سرعة التواصل بين مختلف البلدان والقارات كانت أضعف بكثير مما هي عليه الآن. والسبب واضح: ففي ذلك العصر لم تكن هناك فضائيات تلفزيونية، ولا هاتف نقال، ولا فاكس، ولا إيميل، ولا انترنيت.
وبالتالي فلم يكن البشر يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض بالسرعة نفسهاوالسهولة التي يتواصلون بها الآن. هذه حقيقة لا مجال لإنكارها أو الشك فيها. وبالتالي فالعولمة مرتبطة بمدى التقدم التكنولوجي السائد في كل عصر.
ثم يردف المؤلفون قائلين: ولكن هذا التقدم الذي طرأ على البشرية لم يكن خطيا مستقيما متواصلا على طول الخط. فالحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914 كسرت مسار العولمة الصاعد وأوقفته ولو إلى حين. والسبب هو أنها أذكت العصبيات القومية من ألمانية وفرنسية وانكليزية وسواها.
وأدى ذلك إلى تشرذم السوق الاقتصادية العالمية. وتشكلت عندئذ أسواق اقتصادية محلية متنافسة فيما بينها ومقطوعة عن بعضها البعض. فكل سوق راحت تحاول حماية نفسها ومحاربة الأسواق الأخرى. ولم يعد العالم كله سوقا اقتصادية واحدة مفتوحة على كافة التبادلات التجارية كما كان يحصل سابقا. ثم جاءت الحرب العالمية الثانية لكي تزيد الأمور تفاقما ولكي تفصل مناطق العالم عن بعضها البعض وتجعلها متحاربة ومتخاصمة.
ولهذا السبب فإن العولمة الحالية لم تظهر إلا بعد عام 1945: أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط الفاشية والنازية الهتلرية. والواقع أن العولمة ناتجة عن التجارة الناعمة كما كان يقول الفيلسوف الشهير مونتسكيو. فالناس مضطرون إلى المتاجرة مع بعضهم البعض حتى لو كانوا يكرهون بعضهم بعضا. والمال لا رائحة له كما يقول المثل، بل إن الحروب الصليبية لم تمنع المتاجرة بين الشرق والغرب، وبين المسلمين والمسيحيين.
والعولمة المالية ناتجة عن تعميم التجارة على أوسع نطاق بعد عام 1945. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت التبادلات تتقدم بسرعة أكبر من إنتاج السلع والثروات. ولهذا السبب تشكلت منظمة التجارة العالمية عام 1995. فمهمتها تكمن في تنظيم شؤون التجارة العالمية في عصر العولمة الزاحفة. ثم انتصرت العولمة الرأسمالية حوالي عام 1979 أو 1980: أي بعد وصول رونالد ريغان إلى سدة السلطة في البيت الأبيض وكذلك وصول مرغريت ثاتشر إلى رئاسة وزراء بريطانيا. وقد كانا من أشد القادة تحمسا للعولمة الليبرالية المتحررة من كل القيود.
ولم يكن يهمهما مصير العمال والفقراء في العالم وإنما ازدهار الاقتصاد والأغنياء وأرباب العمل بالدرجة الأولى. ولهذا السبب فإن العولمة بدت جائرة ومتوحشة وخالية من أية عواطف إنسانية. وازداد الأمر تفاقما في عهد بوش الحالي. والواقع أن العولمة الحالية تتمركز حول ثلاثة أقطاب أساسية: الولايات المتحدة، اليابان، أوروبا الغربية. ولكن اضافت إليها مؤخرا الصين والهند والبرازيل وبعض الدول الصاعدة الأخرى في جنوب شرق آسيا ككوريا الجنوبية وسواها.
أما بقية العالم فيقع على هامش العولمة الرأسمالية ولا يستفيد منها إلا قليلا هذا إذا كان يستفيد شيء ما. من هنا الطابع غير المتوازن للعولمة الحالية: فهناك الرابحون، وهناك الخاسرون، هناك الأقوياء وهناك الضعفاء. هل نعلم بأن ثمانين بالمئة من ثروات العالم متمركزة في أيدي مليار شخص أو أقل، وأن عشرين بالمئة فقط متوزعة على الخمسة مليارات الأخرى؟ لهذا السبب فإن الفقر أو الجوع ازداد في عصر العولمة بدلا من أن ينقص. نقول ذلك على الرغم من أن العالم لم يكن غنيا أبدا مثلما هو عليه الحال حاليا. وهذا الوضع العبثي البائس هو من نتائج العولمة الرأسمالية المتوحشة.
ويرى المؤلفون أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. فإذا لم يتم تعديل مسار العولمة أو تصحيح نهجها فإن الإنفجارات سوف تكثر وتتكرر في مناطق شتى من العالم. وذلك لأن الفقر لا يطاق والجوع كافر كما يقال. وشعوب العالم الأخرى ترى كيف تعيش شعوب الغرب المترفة بكل بطر ونعمة وهي تتضور جوعا.
وبالتالي فإذا كانت للعولمة أسباب وجيهة فإن لها انعكاسات ونتائج وخيمة على قسم كبير من سكان الكرة الأرضية. وربما لهذا السبب تشكلت مؤخرا التجمعات والمنظمات المناهضة للعولمة الظالمة واللاإنسانية. وهي تتظاهر باستمرار كلما عقد زعماء العالم الحر اجتماع قمة. نقصد بذلك الاجتماع السنوي الذي يعقده قادة الدول الصناعية السبع أو الثماني الكبرى في العالم: أي الولايات المتحدة، وكندا، واليابان، وفرنسا، وانجلترا، وألمانيا، وإيطاليا، وأحيانا روسيا.
ثم يختتم المؤلفون كلامهم قائلين: لو تم تصحيح مسار العولمة لارتدت بالخير العميم على كل شعوب الأرض. فالعولمة بحد ذاتها ليست سيئة أبدا بل إنها ذات ديناميكية عالية ومزايا لا تقدر بثمن. فهي التي ربطت كل قارات العالم ببعضها البعض عن طريق تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة والفضائيات التلفزيونية. وهي التي نشطت الاقتصاد العالمي بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. كما وضاعفت ثروات العالم أربع أو خمس مرات خلال ربع قرن فقط.
*الكتاب: قياس العولمة فهم أسبابها ونتائجها
*الناشر: سبرنجر ـ لندن ، نيويورك 2008
*الصفحات: 214 صفحة من القطع الكبير
البيان الامراتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قياس العولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: