albaghdady مشرف
عدد الرسائل : 68 العمر : 63 Localisation : baghdad Emploi : --------- Loisirs : --------- تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: أبطال وخونة الإثنين مارس 17, 2008 7:57 am | |
| غريب تومي: حاربنا اليهود بسلاح الإنجليز وصفته المخابرات البريطانية في تقاريرها الصادرة عن تلك الفترة، بأنه “أخطر رجل في منطقة القناة”، ووصفه كمال الدين رفعت في مذكراته الصادرة في العام 1968ب”الفدائي الصغير” إذ كان عمره عندما تلقى حول جسده النحيل، دفعات كثيفة من مدفع رشاش ماركة “تومى جن” لا يزيد على ستة عشر عاما فقط. يقول رفاق السلاح الذين عاصروه، وعمل معهم منذ العام ،1948 أنه “كتلة من الوطنية تمشي على الأرض”، لكن العم غريب إبراهيم خضيرى الشهير ب”تومي” يقول وعلى وجهه الذي تسللت إليه تجاعيد الشيخوخة، ملامح رضا بالغ: “لم أفعل شيئا يستحق كل ذلك، إن كل ما قدمت لا يعدو أكثر من جزء صغير جداً، لرد الجميل لهذا الوطن الرائع”. القاهرة - أحمد أبو المعاطي: على سني عمره التي قاربت الثمانين، وتحت شجرة عجوز من أشجار حدائق الملاحة حيث يحلو له الجلوس لساعات، تحت شمس الشتاء الدافئة في مدينته الإسماعيلية، يتذكر العم غريب تلك الأيام الساخنة التي عاشتها المنطقة على مدى نحو ثلاثين عاما، ويروي بذاكرة حديدية للشباب من أبناء حي “المحطة الجديدة” حكايات رائعة عن سنوات المقاومة، ولسان حاله يقول: “مساكين أبناء هذه الأيام”. في أحد بيوت حي المحطة الجديدة ولأب يعمل موظفاً صغيراً بشركة قناة السويس، ولد غريب إبراهيم خضيرى في نهايات فبراير من العام ،1927 وفي ذلك الحي الشعبي العتيق بحواريه المرصوفة بأحجار البازلت السمراء، يقضي الفتى طفولة مميزة بين أقرانه، فقد كان الراتب الذي يحصل عليه الأب من الشركة الفرنسية التي تدير شؤون القناة حينذاك، كافيا لكي يلحقه بالدراسة الأولية وعلى نحو رفيع، ويقول العم غريب عن تلك الأيام: “كنت سعيد الحظ عندما ألحقني أبي بالدراسة في إحدى المدارس الفرنسية، التي كان الالتحاق بها مقصورا على أبناء الأجانب فقط، فتلقيت تعليما متميزا وأتقنت لغتين أجنبيتين هما الإنجليزية والفرنسية في فترة قياسية، لكن دراستي وسط الأجانب في ذلك الوقت لم تنسني أنهم محتلون، فقد أفهمني والدي رحمه الله من البداية أننا بلد نعيش تحت الاحتلال، وأن هؤلاء الأجانب يجب أن يغادروا أرضنا مهما كلفنا الأمر”. أول دروس الوطنية بعد سنوات من الدراسة نجح غريب خضيرى في الوصول إلى السنة النهائية، بتفوق لافت حتى إن إدارة المدرسة اختارته من بين طلابها المتفوقين لتكريمهم في نهاية العام، وعن تلك اللحظة يقول: “كانت أول لحظة صدام بينى وبين الاحتلال ممثلا في ناظر المدرسة “مسيو مونيه” وكان فرنسي الجنسية، وحدث يومها أن وقفت في طابور المكرمين كي أحصل على جائزتي، وقد فوجئت بإدارة المدرسة تضع على ثلاث مناضد بعض الجوائز والهدايا وكانت تتراوح ما بين صلبان ذهبية وأطقم ملابس فاخرة، وبعض الهدايا العينية الأخرى، وعندما جاء دوري طلب مني ناظر المدرسة أن أتخير جائزة، فوجدتني في حيرة من أمري، فأنا لا أستطيع مثلا أن أتخير صليبا ذهبيا لأنني مسلم، كما أنني لست عارياً كي تهديني المدرسة بعض الملابس، فاعتذرت عن قبول أي من الهدايا ما أوغر صدر مدير المدرسة ضدي”. كان حفل الختام يتضمن مباراة في كرة القدم بين التلاميذ المصريين ونظرائهم من أبناء الجاليات الأجنبية، ولعب تومي المباراة مع زملائه من أبناء المدينة وكأنها معركة حربية، وهو يتذكر تلك المباراة ضاحكا: “قررنا أن نلقنهم درسا ونهزمهم رياضيا، وأتذكر أنني أحرزت هدفي الفوز في تلك المباراة، وفوجئت بعدها بمدير المدرسة يعاقبني بأن أمرني بالركوع على ركبتي وقد وضع تحتهما حجراً صغيراً أدمى قدمي، فرجعت إلى البيت في حالة نفسية سيئة، ويومها لقنني أبي أول دروس الوطنية”. ويروي كمال الدين رفعت أحد أشهر الضباط الأحرار الذين تولوا مسؤولية الاتصال بفرق المقاومة في منطقة القناة في مذكراته التي صدرت في العام ،1968 تحت عنوان “حرب التحرير الوطنية”، قصة لقائه بغريب تومي، الذي كان عمره حينذاك لا يزيد على ستة عشر عاما، فتحت عنوان “الفدائي الصغير” كتب رفعت يقول: “كنت أعرف بحكم علمي أن غريب تومي على صلة بالضباط الأحرار منذ عام ،1948 وعند كتابة هذه المذكرات سألته عن الضابط الذي كان يتصل به، وكيف كانوا يحصلون على السلاح والذخيرة، فقال إن ذلك سر لا يملك حق الكلام عنه غير الضابط نفسه، فلقد أقسمت على ذلك يوم بدأت تلك الصلة”. وبالمصادفة وجد كمال رفعت حينذاك صورة لمجدي حسنين فيما يجلس إلى جواره شاب صغير وحوله عدد من الرجال والجنود، ويقول كمال رفعت: سألت مجدي عن الشاب الجالس بجواره فقال لي إنه غريب تومي. كان غريب تومي يتصل بمجدي حسنين منذ العام 1948 وبمساعدته كان الأخير يحصل على الأسلحة والذخيرة، ويضيف كمال رفعت: “اتصل مجدي حسنين بغريب تومي ليحله من القسم الذي أقسمه منذ ما يقرب من العشرين عاما، وروى لي “تومي” القصة الكاملة. العمل مع المخابرات لم يرد مجدي حسنين على كلام غريب تومي في هذا اللقاء، لكنه أخذه من يده وسار به متجها إلى سلاح الإشارة الكائن حينذاك بحديقة الملاحة، ويقول غريب عن تلك اللحظة الفارقة: دخلنا غرفة وجلس هو على مكتبه وطلب مني الجلوس، ثم أشار إلى جاكيت عليه ثلاث نجوم معلقا على شماعة، وقال لي وابتسامة رائقة على وجهه: هذا الجاكيت يخصني.. أنا ضابط مخابرات بالجيش المصري، ومن الضباط الوطنيين الذين يعملون ضد الاستعمار، ثم أخرج مصحفا من مكتبه وقال: “أقسم لك على هذا المصحف الشريف أنني من الضباط الذين يعملون لخير هذا الشعب، وأنت اليوم تعرف سرا لو أفشي لتعرضت للخطر، اسمي مجدي حسنين وهذا هو الكارنيه الخاص بي”. شعر غريب بالاطمئنان للضابط، وقرر ساعتها أن يكون واحدا من جنوده، وأقسما على المصحف، بألا يبوح أحدهما بالصلة التي بينهما مهما حدث من أمور، وعن المرحلة التالية لتلك الحادثة المثيرة يقول العم غريب تومي: لم نتفق على تفاصيل العمل، فقد ترك لي مجدي حسنين التصرف، فقط اتفقنا على طريقة الاتصال به لأعرض عليه خطتي في العمل، وبعد يومين استقر رأيي على خطة للاستيلاء على الذخيرة عن طريق البر، وبوساطة عربات الجيش الإنجليزي نفسها، فاتصلت بإبراهيم درويش وكان يعمل مشرفا على حملة عربات النقل بأحد معسكرات الجيش الإنجليزي في المنطقة، واتفقت معه على العمل معا. كان إبراهيم درويش يأتي كل يوم بثلاث عربات جيش إنجليزي ومعه أمر التشغيل اللازم، وكان يقود كل عربة رجل وطني يعرف المهمة، ويقول غريب تومي: كنا قد أقسمنا نحن الخمسة على العمل من أجل خدمة الوطن والحرب ضد “إسرائيل”، ولم يكن يعرف أحد منهم أين كانت تذهب هذه الأسلحة، ومن الذي يتسلمها، وكان كل ما كانوا يعرفونه أن هذه الذخيرة تذهب للمحاربين في فلسطين ضد “إسرائيل”. ويروي العم غريب تومي وقائع ما جرى في تلك الفترة المثيرة قائلا: “مكثنا عشرة أيام على هذا النحو، نحمل كل يوم ثلاث عربات بالذخيرة والعمال الذين يقومون بتحميل العربات، ولا يعرفون شيئا عن عملنا، فهم يقومون بعملهم العادي، بينما كان مجدي حسنين ينتظرنا كل يوم بثلاث عربات تابعة للجيش المصري، في مكان نحدده يوميا، كي ننقل الذخيرة عليها، ثم يقود هو واحدة وأقوم أنا بقيادة الثانية، وإبراهيم درويش يقود العربة الثالثة حتى معسكرات الجيش المصري. وبلغ ما حققناه بعد عشرة أيام متوالية، أن استولينا على حمولة 30 عربة لوري من مختلف الذخيرة والأسلحة، التي كانت تتنوع بين مدافع 75مم ضد الدبابات، و4 بوصة، 303 بنادق لي انفيلد، ومدافع برن وقنابل يدوية، ومتفجرات”. بدأ الإنجليز يشعرون بالنقص الشديد في الذخيرة، فانتشرت المخابرات الإنجليزية في المعسكر لتعرف من الذي يسرق الذخيرة وكيف تسرق، ويقول العم غريب: لم يتجه تفكيرهم إليّ لأنني كنت لا أزال صغير السن، وكان المخزن عهدتي لا يوجد به أي نقص”، ويضيف العم غريب: اضطررنا لتعديل خطة العمل، وبدأنا نستولي على الذخيرة عن طريق البحر، وقد كانت الحراسة على البحر من جنود “الموريشان” وفيها وطنيون، أذكر منهم شاويش اسمه محمود وآخر اسمه روزي، وقد كان الأول متعاطفا معنا فهو مسلم، بينما كان الثاني وطنياً معادياً للإنجليز، وقد قمنا بسرقة كميات كبيرة من الذخيرة عن طريق البحر، وكنا نحن الخمسة ومعنا مجدي حسنين نفسه نقوم بالعمل. أبو جلمبو الخائن في إحدى المرات وبينما كان غريب تومي ومجدي حسنين في أحد اللنشات ينتظران زملاءهما الذين نزلوا إلى البر ليأتوا بالذخيرة، لاحظ الاثنان أن رفاقهم غابوا وقتا أكثر، من الوقت الذي كان يستغرقه عادة نقل الذخيرة من مكانها إلى المراكب، ويقول العم غريب: وقتها تأكدت أن كمينا قد أعد لنا في هذه الليلة، ووجدتني أفكر في طريقة لتهريب مجدي حسنين بأي شكل، ولم اترك له فرصة للتفكير، ففي لحظة كنت قد قفزت إلى البر وطلبت من سائق اللنش أن يهرب فورا بمجدي حسنين، وفي لحظة أخرى كانت الصورة قد اتضحت، بعدما علمت أن أحد جنود الموريشان وكنا نطلق عليه لقب “أبو جلمبو” أبلغ عن زميليه الشاويش محمود والشاويش روزي وأنهما صارا رهن الاعتقال بتهمة مساعدة لصوص الذخيرة، وأن الإنجليز اعدوا لنا هذا الكمين. فجأة وجد غريب تومي نفسه أمام ما كان يخشاه ويتحسب له منذ فترة، مقيداً في الأغلال بينما الضربات تنهال عليه من كل جهة، وهو يقول عن تلك اللحظات الدامية: بقدر ما كنت أشعر بالألم الشديد من ضربات أقدام الإنجليز وكرابيجهم التي تنهال على جسدي، وأنا معلق من يدي بجنازير من الحديد، كنت سعيدا بهروب مجدي حسنين، لقد افتديته بحياتي وهذا عزائي. في الصباح حين ذهب قائد المعسكر للتحقيق مع اللصوص، ووجد الصغير غريب تومي بينهم جن جنونه، فقد كان الصبي غريب آخر من يفكر فيه القائد، الذي استبعده في وقت سابق من قائمة المشبهين لصغر سنه ولكفاءته في العمل، ويقول العم غريب: بدأت وصلات التعذيب مرة أخرى ولكن بشكل مضاعف، بينما راح القائد يطلب مني الاعتراف على الذين أقوم بتسليمهم الأسلحة، وكان من بين الضباط الذين يشهدون تعذيبي، خائن عرفته الإسماعيلية متعاونا مع الإنجليز، وقد كان لا يستطيع المرور في شوارعها، وفوجئت ساعتها بهذا “الخائن” يقول باللغة الإنجليزية: “فكوه علشان أعرف أتفاهم معاه”، ثم أردف باللغة العربية: أنت يا واد أنت.. اعترف على اللي بتعطيه الأسلحة، فهذا الاعتراف وحده هو الذي سينقذك، وآدي دفتر الشيكات، وأنا مستعد أكتب لك شيك من مائة جنيه لغاية ألف، لو قلت ح تاخد الفلوس وتهيص، ولا من سمع ولا من دري”. ولم أرد عليه بكلمة واحدة، فقط بصقت على وجهه، وفوجئت به بعد ذلك يقول للجنود من حوله: طيب سيبوه لي شوية. فك الإنجليز قيود العم غريب، وتركوه مع “الخائن” ليتولى عملية المفاوضات معه، ويقول غريب تومي الذي كان على موعد مع مفاجأة جديدة: في الطريق إلى مكتب القائد فوجئت بالخائن يقول لي همسا: يا غريب أنا وطني مخلص زيك وبكرة تعرف، أوعى تعترف لأنك لو اعترفت ح يعدموك، واللي ح تبلغ عنهم ح يروحوا في داهية، قول لهم إنك ستعترف بس أمام البوليس المصري، وبعد كتابة شيك بألف جنيه. ويضيف العم غريب: فوجئت بالخائن يقبلني والدموع تملأ عينيه، فعقدت المفاجأة لساني، وفي مكتب القائد الإنجليزي عملت بنصيحته، فطلبت شيكا بمبلغ ألف جنيه، وكان مبلغا خرافيا في ذلك الوقت، فكتبه “الخائن” ووقع عليه قائد المعسكر، ثم حدث أن قال لي وهو يمسك بالشيك ملوحا به: آدي الشيك بألف جنيه، تقول مين اللي بتعطيه السلاح تاخد الشيك، ونزود راتبك وتاخد فلوس كتير بعد كده طول ما أنت بتشتغل معانا. كانت خطة الفكاك من الورطة قد بدأت هكذا، فقال غريب مطمئنا لمحدثه لأول مرة: أنا ح اعترف، لكن علشان أجد حماية من اللي راح أبلغ عنهم، عاوز اعترافي يكون أمام البوليس المصري وفي محضر رسمي. الهروب من القتل نجحت الخطة حسبما أراد لها الاثنان، وفي المساء كان غريب تومي يتحرك من المعسكر بصحبة ضابط وعدد من الجنود الإنجليز إلى قسم شرطة الإسماعيلية، ومعهم الشيك كي يدلي باعترافاته، وبعد أن فتح ضابط البوليس المحضر وسأل غريب عن أسباب وجوده ليلا في المعسكر، فوجئ الجميع به يقول وقد رسم علامات الدهشة على وجهه: أنا كنت أقوم بنزهة في مركب وجرفني التيار إلى هناك، وليس صحيحا أنني كنت على البر عندما قبض علي، لكن الشاويش “أبو جلمبو الموريشاني” هو الذي قفز إلى المركب وأمسك بي. ويضيف غريب: كانت تلك الخطة هي السبب في نجاتي من موت محقق، وقد نجوت بفضل هذا “الخائن”، الذي لم يكن سوى عواد حسن، ذلك الشاب الذي عرفته منطقة القناة طول سنوات عمره من أخلص الوطنيين، بعد أن ظلت لسنوات طويلة لا تعرفه إلا “خائنا”، يبصق الناس على وجهه كلما مر بهم في مكان، بينما لم يكن يعرف سر هذا الرجل سواي ومجموعة الشباب التي كانت تعمل معه، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت على صلة بعواد حسن كفرد من أفراد مجموعته، التي قامت بأعمال بطولية بعد إلغاء معاهدة سنة ،36 وخلال مفاوضات الجلاء بعد الثورة، وأثناء العدوان الثلاثي في العام ،1956 فقد كان جندياً من جنود المخابرات المصرية التي نظمت أعمال الفدائيين حتى وقعت معاهدة الجلاء. لقاء عاصف في الملاحة في العام 1948 التحق المصري غريب تومي بالعمل أميناً لمخازن “معسكر الذخائر” التابع للجيش الإنجليزي، والذي كان يطل حينذاك على بحيرة التمساح، وكان عمره لا يزيد حينذاك على ستة عشر عاما، وفي يوم من أيام مايو التي كان فيها أهالي الإسماعيلية يغلون بالسخط على الاستعمار، الذي أقام دولة “إسرائيل”، وبينما كان غريب يجلس في اللنش الذي يعبر القنال إلى البر الثاني، حيث المعسكر الإنجليزي الذي يعمل به سمع همسا من شاب يجلس إلى جواره: “عاوزك ضروري الليلة الساعة 8 بجوار كوبري الملاحة”. ويقول غريب: لم أتمكن من الرد عليه سلباً أو إيجاباً، فاللنش كان قد وصل إلى البر الثاني، وانصرف الشاب مسرعاً، لكني مكثت طوال اليوم أفكر في هذه المقابلة الغريبة، حتى دقت الساعة السابعة مساء، ولم يتبق على الموعد المحدد للقاء سوى ساعة واحدة. قال الشاب كلاماً كثيراً عن الحرب ضد “إسرائيل”، الوطنية والإنجليز، فوجد غريب أن كلامه كله هو ما يجول في نفسه، وما تمتلئ به مشاعره، وحدث أن سكت الشاب للحظات ثم قال له: أنت بتشغل أمين مخازن معسكر الذخيرة، وأنا بطلب منك باسم الله والوطن، أن تساعدنا في الحصول على الذخيرة الضرورية في حربنا مع “إسرائيل”. بوغت غريب من شجاعة الشاب وصراحته، لكنه قال له في فزع: “شوف حد غيري أنا عندي 16 سنة”، لكن الشاب قاطعه بسرعة قائلا: أنت الوحيد اللي تنفع للمهمة. قال الشاب كلامه الخطير ثم انصرف بهدوء تاركا لغريب الدهشة والحيرة، وإن كان قد طلب منه لقاء ثانيا في نفس الزمان والمكان في اليوم التالي، ويقول العم غريب: لم أنم في تلك الليلة، حيث دارت في رأسي العديد من الأسئلة، من يكون هذا الشاب، وهل يمكن أن يكون كمينا أعدته المخابرات البريطانية لي، لذلك فقد مكثت طول النهار وأنا متردد في الذهاب للموعد، لكني في تمام الساعة السابعة والنصف، قررت أن أذهب، وإن كنت لم أقرر بعد قبول ما عرضه علي. ( عن الخليج ) [b] | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 13/05/2007
| موضوع: رد: أبطال وخونة الإثنين مارس 17, 2008 6:30 pm | |
| بارك الله بك على هذه المساهمات القيمة | |
|