humam
عدد الرسائل : 120 العمر : 45 Localisation : iraq Emploi : baghdad Loisirs : ----------- تاريخ التسجيل : 19/03/2008
| موضوع: باراك أوباما ومستقبل السياسات الأميركية الخميس مارس 26, 2009 4:05 am | |
| ما هو مستقبل السياسات الأميركية في عهد اوباما؟ الإجابة على هذا السؤال هي موضوع كتاب الباحث والكاتب السياسي الأميركي المعروف بول ستريت. وهو ينطلق من التأكيد أن الكثير من الأميركيين يرون أن باراك اوباما يمثّل «المستقبل» بالنسبة لبلادهم. لكن إلى أي مدى سوف يبقى متأثرا بالسياسات التي سلكتها الإدارات السابقة؟ سؤال يترك المؤلف الإجابة عليه إلى المستقبل. |
ويرى المؤلف في وصول اوباما إلى الرئاسة دلالات عميقة تتجاوز ما عداها في التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأميركية، وهو يحلل المسار الصاعد الذي عرفه من أسفل الهرم الاجتماعي وصولا إلى ذروته على ضوء الرهانات المطروحة أمامه على مختلف الأصعدة الطبقية والعرقية والموقف من الحرب ومن مفهوم التوسع الإمبريالي. |
ومن أجل توضيح عمق هذه الرهانات وطبيعتها وأثرها الحاسم في رسم المستقبل السياسي للقوة الاميركية العظمى في العالم، يقوم المؤلف بتحديد مكانة اوباما في سياق التاريخ السياسي للأمة الأميركية. ولكن أيضا بتحديد ذلك على خلفية المقارنة بين الرئيس الحالي ورؤساء أميركيين آخرين كانوا قد تركوا بصماتهم على تاريخ أميركا، وفيما هو أبعد منها على التاريخ الإنساني عامة. |
مثل روزفلت وجون كندي وغيرهما. كما يتم التركيز على مقارنته مع الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلنتون، على أساس أنه كان آخر رئيس من المعسكر الديمقراطي، وأنه قد قيل الكثير عن إمكانية اعتماد اوباما على الإرث الذي تركه بل وعلى العديد من الشخصيات التي لعبت دورا رئيسيا في ظل إدارة كلنتون. |
على صعيد الواقع، تشير التحليلات المقدّمة أن المتغيرات الأساسية التي ستعرفها حقبة اوباما سوف تكون بشكل خاص على صعيد النموذج «الموديل» الاميركي في التعامل مع العالم، وأيضا على صعيد الولايات المتحدة في هذا العالم. وسوف يحرص الرئيس الجديد، بنوع من الاستجابة لما كان قد لقيه من تعاطف لدى شعوب العالم قاطبة تقريبا، على أن يعطي وجها أكثر إنسانية وأكثر شعبية فيما يخص سياسات «الإمبراطورية الأميركية». |
الهدف الرئيسي من هذه التوجهات على صعيد السياسة الخارجية الاميركية هو إيجاد المنظور الذي يمكن أن تكتسي فيه الطموحات الرامية للاحتفاظ بمركز القوة العظمى الدولية صيغة «تصالحية»، على غرار شخصية باراك اوباما نفسه. وهو سيقوم، بمعنى ما، بتسويق الفكرة التي كان قد جعلها أحد المحاور الرئيسية في حملته الانتخابية، وهو أنه مرشح «السلام». لكنه لم ينس بنفس الوقت أن يذكّر الجميع أنه ملتزم حتى النهاية بالمحافظة على دور أميركي «راجح» في العالم. |
هكذا، وبالإضافة إلى التأكيد على المسار السلمي لأوباما، يؤكد المؤلف أن النهج الاميركي حيال روسيا سوف يتابع في منحى «التشدد» ونفس النهج المتشدد حيال التوجهات القومية - اليسارية في أميركا اللاتينية، أي حيال الخط الذي ينتهجه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والذين يسيرون على خطاه. |
ولا يستبعد مؤلف هذا الكتاب أن يصل الموقف المتشدد حيال إيران، رغم اللهجة الجديدة الداعية للحوار المباشر، قد يصل إلى استخدام مختلف الوسائل، بما في ذلك خيار اللجوء إلى القوّة. وهذا ما عبّر عنه اوباما نفسه عندما تحدث عن «جميع الخيارات»، وهذا ما يمثّل استمرارا لنهج الإدارة الاميركية السابقة، ولكن ب«ثوب» آخر. |
وما يؤكد عليه المؤلف هو أنه يسعى إلى «الكشف عن آليات ممارسة السلطة» في ظل إدارة اوباما كما تبدو مؤشراتها في الواقع، وليس كما ربما يتمناها أصحاب الدعوات المفرطة في التفاؤل بخصوص توجهات السياسة الاميركية في الفترة القادمة. |
ولعلّ أحد أوجه تميّز هذا الكتاب هو القيام بنوع من التقييم النقدي لـ «ظاهرة اوباما» والتأكيد على أنها تأتي في سياق عودة الحياة إلى اليسار الاميركي ممثلا بالحزب الديمقراطي. هذا مع التأكيد على ضرورة فهم ظاهرة «اوباما» عبر سياقها التاريخي والاجتماعي. |
وفي المحصلة يؤكد بول ستريت أن اوباما هو نتاج طبيعي ومنطقي للثقافة السياسية الأميركية، كما أنه ليس بعيدا عن الأطروحات الإيديولوجية الديمقراطية. لكن السياق الذي جاء فيه انتخابه بعد السنوات الثماني «العجاف» لجورج دبليو بوش، وما رافق ذلك من ميول «توتاليتارية» على يد المحافظين الأميركيين الجدد، يعطيه، أي لأوباما، العديد من الأوراق الرابحة من أجل القيام بعملية «التحوّل الديمقراطي» الحقيقي في حياة الولايات المتحدة وفي علاقاتها مع العالم الخارجي. |
ويرى بول ستريت أن هناك أهمية خاصة اليوم في الولايات المتحدة لردود أفعال المواطنين الأميركيين على عمل رئيسهم الجديد. ذلك أن القوى الاجتماعية و«التاريخية» التي دفعته إلى المقدّمة وأعطته الهالة الكبيرة التي يتمتع بها، لها أيضا الكثير من النفوذ على توجيه مساره. وبالتالي مطلوب منه الذهاب أبعد في سياسات الإصلاح بحيث يتم التوجه نحو «التغيير» الحقيقي الذي كان قد رفعه أثناء حملته الانتخابية. ذلك على خلفية تأكيد المؤلف أن «النظام الاميركي مريض». |
وتحتوي الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب عددا من النقاط تشكّل نوعا من «الخطة لما ينبغي عمله»، حسب رؤيته كي لا تبقى الوعود بالتغيير مجرّد كلمات. وهي خطة قريبة من توجهات اليسار بعيدا عن الخطاب «الليبرالي» الذي يرى المؤلف أن الرئيس باراك اوباما يردده، بينما أن المطلوب هو أن يكون مستقبل السياسات الاميركية «تقدميا»، وذلك بمعنى أن يكون «التغيير» نحو إعادة أميركا إلى العالم.. وإعادة العالم إلى أميركا. |
بول ستريت، مؤرخ وكاتب سياسي، يعيش في ايوا بالولايات المتحدة الأميركية، عمل مديرا للأبحاث ونائب رئيس رابطة التخطيط العمراني في شيكاغو خلال سنوات 2000-2005. |
من كتبه: «التمييز العنصري في التربية خلال فترة ما بعد الحقوق المدنية» و«الإمبراطورية واللامساواة: أميركا والعالم منذ 11 سبتمبر 2001». |
يساهم المؤلف بالكتابة في العديد من الصحف والدوريات الأميركية مثل «شيكاغو تريبيون» و«كابيتال تايمز» و«زد ماغازين» وغيرها. |
الكتاب: باراك أوباما ومستقبل السياسات الأميركية |
الناشر: باراديغم نيويورك 2009 |
| |
|
| |
|