حيل التنظيمات الإرهابية ل"غسيل مخ " الشباب!
تحقيق - سماء المنياوي
كيف تجند التنظيمات الارهابية الشباب ؟ وكيف تدفعهم لايذاء وطنهم وأنفسهم بأن يفجروا أجسادهم ، فيخسروا دنيتهم ودينهم الذى يتسببون فى وصمه بالارهاب .
وبالتأكيد تلجأ هذه التنظيمات الارهابية الى حيل لغسل مخ الشباب حتى ينفذوا مخططاتهم ، وهو ما أكد عليه خبراء أمنيون ونفسيون بأن التنظيميات الارهابية تلعب بافكار الشباب لتنفيذ أغراضها الدنيئة .
ويقول اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي إن التنظيمات تدخل أفكار الارهاب لعقول الشباب من المنطلق الديني حيث إن المصري بطبعه متعطش ليعرف المزيد عن دينه، ويلي ذلك اقناع الشباب ان البلد كافرة وان المجتمع كافر ر ويحل تبعا لذلك دمهم وأموالهم .
وأشار الخبير الاستراتيجى الى أنهم يزرعون في عقول الشباب "الفكر الاستشهادي" وانهم سيدخلون الجنة بعد ان ينفذوا مخططاتهم ، ويدل على ذلك الرسوم والكتابات التي تعد بالجنة وحور العين في معاقل القاعدة في وزيرستان بجبال باكستان.
ويرى الخبير العسكري ان المشكلة ليست في التفكير الخطأ من قبل الشباب بل تكمن في عدم وجود رد مناسب ،فيقول : "لديهم مفاهيم باطلة لم يجدوا من يصلحها بالرجوع الى الدين."
ويعتقد أنه لا يكفي الاعتماد على الامن لمواجهة هذه الافكار، فالمشكلة تكمن في المفارخ التي أنتجت تلك الافكار في الزوايا والمساجد والمدارس التي يجب متابعتها.
ويقول اللواء "سويلم" إنه حدث تطور في الاسلوب الارهابي يتماشى مع روح العصر، فكان القتل يتم بطبنجة أو تفجير عن بعد او حتى اقتحام لكن الآن ومنذ فترة قصيرة اتخذت المهمات طابعا انتحاريا خطرا.
ويستطرد ان ذلك يدل على مدى ما وصلوا اليه من تلويث المخ حيث نجحوا في اقناع الشاب بالانتحار ليضمنوا دقة تنفيذ العملية وزيادة الضحايا من ناحية وألا يتعرض منفذ العملية لاعتقال وما يتبعه ذلك من احتمال كبيرلمعرفة الرأس المدبر.
العودة إلي أعلي يأس أم خداع ويرى اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي ان الشاب الذي يقوم بمثل هذه الاعمال يكون قد وصل الى درجة عالية من اليأس حتى انه يفقد قيمة الحياة ويفكر في ايذاء نفسه والاخرين.
وأضاف انه توجد أكثر من طريقة يمكن بها لتلك المنظمات الوصول الى مآربها وذلك بالاقناع أو الاجبار او الخداع ، وهذا ما أثبته التحقيق في حوادث مماثلة بمختلف دول العالم.
واكد الخبير الاستراتيجى ان منفذ العملية الانتحارية يكون قد تعرض لغسيل مخ يتم اقناعه فيه انه بعمله هذا سيدخل الجنة وهذا يعود الى فهم خاطئ للدين ونقص في الثقافة العامة . وأضاف ان مراقبة الاباء لابنائهم ذات عامل اساسي، فلا يوجد من يتحول فجأة ليصبح ارهابيا.
ويطالب اللواء "خلف" بمشاركة الرقابة الشعبية وان تخصص السلطات خطوط ساخنة يمكن للمواطن الاتصال بها للابلاغ عما يثير الريبة من عبوات أوحقائب أوتحركات وغيرها لأن الرقابة الامنية وحدها ليست كافية.
كما يؤكد على ضرورة نشر التحقيقات التي جرت مع أعضاء التنظيمات التي تم القاء القبض عليهم ليتسنى للخبراء وعلماء النفس الاطلاع عليها واستقرائها للوقوف على أسباب انخراط هؤلاء الشباب في تلك الاعمال ومحاولة منعها في المستقبل.
العودة إلي أعلي الصحة النفسية ويقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبو العزايم استشارى الطب النفسي ورئيس الاتحاد الدولى للصحة النفسية سابقا إن الشخصيات التي تقوم بالعمليات الارهابية الانتحارية تكون عادة شخصيات انطوائية يسهل التأثير عليها وتعيش في مناطق ذات قدرات محدودة.
وأضاف ان قوة التأثير على الشباب تأتى في الغالب لأن تفكيربعضهم سطحي ولاحساس الشخص انه موجه بطريقة آلية مع وعد بثواب كبير وانه يحظى بحور العين .
ويرجع استشارى الطب النفسى سهولة التأثير على الشباب الى عدم وجود برامج صحة نفسية يمكن من خلالها مناقشة أفكار الشباب ومشاكلهم بصورة علنية وذلك في ظل قانون الطوارئ الذي يمنع التجمعات العلنية.
ويطالب بايجاد منافذ للشباب ليمارسوا حريتهم في التعبير عما بداخلهم في المدارس والجامعات ،فالمناقشة العلنية على نطاق واسع تساعد في تصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأضاف د."أبو العزايم" أنه يجب تفعيل عمل الاخصائين النفسيين في المدارس والجامعات وربطهم بالمجلس القومي للصحة النفسية لتيسير اكتشاف الامراض النفسية التي تصيب الشباب في مراحلها الأولى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخبار مصر
3/ 1/ 2011
الثلاثاء أبريل 12, 2011 1:57 am
