العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نشأة المخابرات الدبلوماسية /2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

نشأة المخابرات الدبلوماسية  /2 Empty
مُساهمةموضوع: نشأة المخابرات الدبلوماسية /2   نشأة المخابرات الدبلوماسية  /2 Icon_minitimeالإثنين مارس 24, 2008 1:41 am

فرانسيس ويلسنجهام

كان "ويلسنجهام" بروتستانتيا متزمتا, درس القانون في شبابه, وهرب إلى القارة خوفا من الملكة الكاثوليكية "ماري تيودور", التي اعتلت العرش عام 1553 م وبدأت تنكل بالبروتستانت. ولما خلفتها الملكة "إليزابيث" بعد خمس سنوات, شعر بالأمان, وعاد إلى إنجلترا.

اكتسب من إقامته في الخارج خبرة لفتت إليه أنظار "لورد بورجلي" وزير الخارجية, فكلفه برصد أعمال الجاسوسية في أوروبا. وأمكنه من إنشاء شبكة تجسس خاصة داخل البلاط الملكي الفرنسي, حصلت على سلسلة من التقارير الهامة, عن المؤامرات التي كان يحيكها ملك فرنسا مع الجزويت, ضد الملكة.

في عام 1569 استدعى "ويلسنجهام" إلى إنجلترا, وعين رئيسا لجهاز الخدمة السرية, ثم أعيد بعد عام إلى فرنسا بعد أن رقى إلى منصب السفير الإنجليزي, علاوة على رئاسة كل العملاء والجواسيس في فرنسا. ولما تولى "بورجلي" وزارة الخزانة عام 1573 استدعى " ويلسنجهام" مرة أخرى ليتولى وزارة الخارجية خلفا له. بالإضافة إلى إدارة شبكة المخابرات داخل بريطانيا وخارجها.

تفانى "ويلسنجهام" إلى أقصى الحدود. لكن الملكة "إليزابيث الأولى" كانت بخيلة. ولكي يحصل على نتائج طيبة, اضطر إلى الإنفاق من جيبه الخاص, إلى أن أفلس ومات غارقا في الديون. ورغم شدة بخلها على ميزانية المخابرات إلا أنه ظل دائماً حريصاً على حمايتها بمظلة الأمان, فلم تنجح واحدة من مؤامرات اغتيالها العديدة في الاقتراب منها.

وضع "ويلسنجهام" كل الإنجليز المبعوثين إلى الخارج في دائرة الشك إلى أن يثبتوا ولاءهم الكامل بطريقة حاسمة. فلما عين "سير إدوارد ستافورد" سفيراً لإنجلترا في باريس عام 1583م, ترامى إلى علم "ويلسنجهام" أنه تقاضى مالاً من الأسبان مقابل العمل جاسوسا لحسابهم, كان يعرف ان المشكلة قائمة, لكنه لا يملك الدليل, فكلف عميلا موثوقا به اسمه "روجرز" بمراقبة "ستافورد" في باريس. أكدت تقارير "روجرز" ضلوع "ستافورد" في الخيانة, ومع ذلك ظل حراً طليقاً, لأن "ويلسنجهام" رأى أن زيادة ثقة الأسبان في "ستافورد" تجعلهم يصدقون كل ما يقول. وبالتالي يمكن - عن طريقه - دس معلومات مزيفة ظاهرها الصدق لتضليل الأسبان دون أن يفطن إلى ذلك "ستافورد". وهكذا لم يقدم للمحاكمة ولم يوجه إليه اتهام.

في عام 1586م كانت "ماري تيودور" ملكة اسكتلندا قيد الاعتقال في إنجلترا لأن الملكة "إليزابيث الأولى" اعتبرتها خطرا على العرش الإنجليزي.
كانت "ماري" على اتصال بمتآمرين كاثوليك معينين أرادو عزل الملكة البروتستانتيه عن العرش. ظلت "ماري" على اتصال بأعوانها عن طريق رسائل تكتب بالشفرة وتدس في براميل المؤن التي تصل إلى الملكة في سجنها. وكانت الملكة ترسل رسائلها بنفس الطريقة في البراميل الفارغة. دبر هذه الحيلة رجل اسمه "جيلبرت جيفورد", ولم تعلم "ماري" أن "جيفورد" كان يعمل لحساب "ويلسنجهام" رئيس جهاز الخدمة السرية الإنجليزي, الذي كانت تصله كل رسائل "ماري" أولا بأول لمدة ثلاثة أشهر, وظل على صمته متحفزا, ينتظر دليلا حقيقيا ضد "ماري".
وهذا ما حدث في يوليو عام 1586 حيث كتب أعوانها عن تدبيرهم خطة لقيام ثورة كاثوليكية, واستعداد ستة رجال لقتل "إليزابيث" وتتويج "ماري" ملكة على عرش بريطانيا.

أراد " ويلسنجهام " أن يعرف أسماء الرجال الستة. وبدلاً من توجيه الاتهام إلى الملكة السجينة في الحال كلف خبير الشفرة بتزوير فقرة أضافها إلى رد الملكة "ماري" تقول فيها: "سوف يسعدني أن أعرف أسماء وشخصيات الشبان الست الذين سينجزون المهمة, فربما أستطيع أن أدلى برأي نافع على ضوء هذه المعرفة"
غير أن "ويلسنجهام" لم يعد محتاجا للأسماء, فسرعان ما أصاب المتآمرين الذعر وسلموا أنفسهم وحكم على "ماري" بالإعدام.

رغم ضآلة الميزانية التي أتاحتها الملكة "إليزابيث" البخيلة لجهاز المخابرات إلا أن "ويلسنجهام" نجح في استخدام جواسيس في الخارج كما في الداخل. وكان من الضرورة أن يوسع شبكة مخابراته في أسبانبا بعد أن أخبره عملاؤه في أوروبا أن الملك الأسباني "فيليب الثاني" قرر غزو بريطانيا ليستولى عليها بالحرب بعد أن يئس من الاستيلاء عليها بالسلم إذ رفضت الملكة " إليزابيث الأولى " الزواج منه.

تأكدت هذه الأخبار بتقارير دقيقة عن خطط الغزو الأسباني أرسلها "سير أدوارد ستافورد" السفير الإنجليزي في باريس - وكان لويلسنجهام عميل نشط في فلورانسا اسمه "أنتوني ستاندن", ينتحل اسم "بومبيو بليجريني" استطاع أن يحصل على نسخة طبق الأصل من التقرير الذي قدمه الماركيز "سانتا كروزا" قائد أسطول "الأرمادا" إلى الملك "فيليب", ويحتوي على: عدد السفن وأسلحتها, والجنود وأسلحتهم, والبحارة, ومستودعات الأسلحة والذخائر والمؤن, ومواقع وحدات الأسطول, وموعد إبحاره لغزو بريطانيا, وأماكن رسوها للهجوم. وذكر "ستاندن" في تقرير آخر أن الملك "فيليب" أرسل مندوبين إلى "جنوة" للحصول على قرض يستعين به في الإنفاق على الحملة, فبادرت ملكة بريطانيا تقطع على "فيليب" خط الرجعة, فحذرت سلطات "جنوة" بأنها تعتبر إقراض ملك أسبانيا عملاً غير ودي موجها ضدها.

وسع "ويلسنجهام" شبكة مخابراته الخارجية خلال عام 1587 وصار له عملاء في: نانتس, وروين, ولاهافر, ودييب. كما أحكم مخابراته في "كراكاو", ليرصد اتجاهات الفاتيكان نحو أسبانيا. ونشر جواسيسه في: بروكسيل, وليدن, والدانمارك, وداخل البلاط الأسباني. وكلف بعض رجاله بالتجول في موانئ سواحل أسبانيا وفرنسا, وأستأجر الصيادين وبناة السفن لمعرفة تحركات وتطورات الأسطول الأسباني.

وكان "ويلسنجهام" يضم بعض الطلبة والكتاب إلى جهاز المخابرات بعد إخضاعهم لاختبارات معينة, ويرسلهم إلى الدول الأوربية, ليتجسسوا على المتآمرين الكاثوليك. ومن هؤلاء الروائي الإنجليزي "كريستوفر مارلو" الذي لقي مصرعه في مشاجرة بمطعم في ظروف غامضة, وأخلى سبيل قاتله "فريزر" لسبب مجهول. من هؤلاء الجواسيس أيضا "روبرت بولي".

في عام 1588م شوهد الأسطول الأسباني في المواقع التي توقعها "ويلسنجهام" قرب شواطئ بريطانيا وبنفس العدد والوصف الذي نصت عليه تقارير "ستاندن", وشاهد "ويلسنجهام" انتصار بلاده على أسطول فيليب, وتوفي بعد عامين في عام 1590م يدين الملكة "إليزابيث" شخصيا بمبلغ 346 جنيها وشلنين وستة بنسات. كتب جاسوس أسباني في إنجلترا إلى الملك "فيليب الثاني" يقول: "مات ويلسنجهام مخلفا حزنا عظيما هنا" وعلق الملك على هامش الرسالة قائلا: "نعم هناك حزن, لكنها أخبار طيبة هنا".



http://almoarekh.com/index.php?option=com_content&task=view&id=61&Itemid=31&limit=1&limitstart=1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
نشأة المخابرات الدبلوماسية /2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نشأة المخابرات الدبلوماسية /1
» نشأة المخابرات الدبلوماسية /3
» المخابرات المغربية
» المخابرات السرية
» علم المخابرات (الجاسوسية ). الجزءالثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية الامنية-
انتقل الى: