العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سياسة الشرق الأوسط /الثقافات والصراعات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abu




ذكر
عدد الرسائل : 33
العمر : 64
Localisation : --------------
Emploi : ---------------
Loisirs : --------------
تاريخ التسجيل : 29/11/2007

سياسة الشرق الأوسط /الثقافات والصراعات Empty
مُساهمةموضوع: سياسة الشرق الأوسط /الثقافات والصراعات   سياسة الشرق الأوسط /الثقافات والصراعات Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 1:24 am

قام بتأليف هذا الكتاب كل من الباحثين ميكائيل روسكين وجيمس ج. كويل. والأول هو أستاذ السياسة الخارجية في كلية الأمن الوطني والإستراتيجي بواشنطن. وهي كلية تابعة لمعهد الجيش الأميركي. كما وكان أستاذا للعلوم السياسية في بعض الجامعات الأميركية. وله مؤلفات عديدة عن الموضوع.
أما الثاني، أي جيمس ج. كوايل، فهو أيضا باحث في الشؤون الإستراتيجية ومختص بقضايا الشرق الأوسط. وفي هذا الكتاب الجديد يستعرض المؤلفان تاريخ المنطقة منذ أقدم العصور وحتى اليوم. وهما يقصدان بالشرق الأوسط هنا بلدان المشرق العربي بالإضافة إلى تركيا وإيران وإسرائيل.
ويرى المؤلفان أن المنطقة مليئة بالثقافات المختلفة والصراعات. فهناك أولا العرق العربي واللغة العربية، وهناك ثانيا الثقافة التركية، ثم الثقافة الفارسية، الخ. والثقافة التركية واقعة في صراع مع الثقافة الكردية التي تحاول الدفاع عن نفسها ولغتها أمام هيمنة الأتراك. وتنتج عن ذلك صراعات وحروب وسفك دماء. وفي الماضي كانت تركيا تسيطر على العالم الإسلامي من خلال الإمبراطورية العثمانية. وقد حاول الأتراك قمع العرب أيضا بل وتتريكهم ومحاولة طمس لغتهم وثقافتهم.
ولكن العرب ثاروا عليهم أخيرا وتحرروا منهم بعد صراعات دامية. ولا ننسى أن الصراع بين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية العثمانية كان قويا أيضا. فكلتا الإمبراطوريتين حاولتا الهيمنة على المنطقة. ولكن الإمبراطورية العثمانية تفوقت على ما عداها وانتصرت لفترة طويلة من الزمن قبل أن تنهار عام 1918.
ثم يستعرض المؤلفان جغرافية المنطقة ومواردها المادية وتاريخها القريب والبعيد ويقولان بما معناه: إن تركيا المعاصرة هي من أهم دول الشرق الأوسط لأن مساحتها تقارب الثمانمائة ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من مساحة فرنسا بمرة ونصف. كما أن عدد سكانها يحاذي السبعين مليون نسمة، أي نفس عدد سكان مصر أو إيران وهي أكبر دول الشرق الأوسط، ولغتها الرسمية هي التركية.
نقول ذلك على الرغم من أن خمس سكانها تقريبا من الأكراد. ولكنها لا تعترف بهم ولا بلغتهم إلا بشكل جزئي جدا ومحدود. هذا وتتهم تركيا بارتكاب أول مجزرة كبرى في القرن العشرين: أي مجزرة الأرمن التي حصلت بين عامي 1915-1917. وقد ارتكبتها جماعة تركيا الفتاة المتعصبة قوميا وذهب ضحيتها بحسب إجماع أغلبية المؤرخين مليون ومائتا ألف أرمني من منطقة الأناضول.
ولا يزال الأرمن حتى الآن مجروحين من هذه المجزرة الرهيبة ويطالبون الحكومة التركية بالاعتراف بها. هكذا نلاحظ أن الصراعات العرقية والقومية والثقافية تملأ منطقة الشرق الأوسط. تضاف إليها بالطبع الصراعات الطائفية والمذهبية سواء بين المسيحيين والمسلمين أو بين السنة والشيعة. ولكن أي هي المنطقة التي تخلو من خلافات وصراعات في هذا العالم؟ يبقى صحيحا القول بأن منطقة الشرق الأوسط تعجّ بالمتناقضات.
وقد انضافت إليها مؤخرا المشكلة الشائكة للصراع العربي الإسرائيلي. وهكذا أصبحت المنطقة كخزان البارود المتفجر.ويرى المؤلفان أن الإمبراطورية العثمانية استطاعت فرض السلام على المنطقة طيلة عدة قرون بفضل قوة جيشها وجبروتها. ولكن بعد انهيارها على إثر الحرب العالمية الأولى انقسمت المنطقة إلى عدة دول صغيرة ومتناحرة. ولم يتح للشعب الكردي أن يشكل دولته القومية كبقية شعوب المنطقة عندما سقطت الإمبراطورية العثمانية.
وكان هذا يعتبر بمثابة الظلم الفادح ولا يزال. ولهذا السبب فإن القضية الكردية لا تزال مشتعلة وبالأخص في تركيا. لماذا؟ لأن هذا البلد يحتوي على أكبر عدد ممكن من الأكراد. وهو عدد قد يتجاوز الخمسة عشرة مليون نسمة. وأما فيما يخص إيران الدولة الكبيرة الثانية في المنطقة فيقول المؤلفان ما معناه: لا ريب في أنها من أهم دول المنطقة. وبناء على تصرفاتها وقراراتها يتوقف مصير الشرق الأوسط حاليا.
فهي أولا دولة ضخمة من حيث المساحة وتبلغ ضعف مساحة تركيا. وهي ثانيا تبلغ السبعين مليون نسمة مثل تركيا ومصر مع فارق أساسي، هو أنها غنية بالبترول ومصادر الطاقة. وبالتالي فهي تمتلك هامش حركة أكبر من منافستيها الأساسيتين على زعامة المنطقة. يضاف إلى ذلك أن إيران ذات تراث ثقافي طويل عريض ويتفوق على التراث التركي.فمنذ أيام الفرس أساسا وحتى الحقبة الإسلامية المعاصرة شهدت إيران ظهور أعلام كبار في حقل العلم والفلسفة والشعر والأدب والموسيقى بل وحتى الفن والسينما مؤخرا.
ولكن الثورة الإسلامية التي اندلعت فيها عام 1979 حاولت، كما يرى المؤلفان ، إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؛على أساس أنها قد اتخذت عدة قرارات معادية للحداثة خاصة فيما يتعلق بقضية المرأة وسوى ذلك. ولهذا السبب يبدو المجتمع الإيراني بنظرهما منقسما على نفسه حاليا إلى قسمين: قسم تقليدي أصولي محافظ، وقسم إصلاحي تنويري حديث. وبناء على مجريات هذا الصراع ونتائجه سوف يحسم مصير إيران مستقبلا.
ثم يقول المؤلفان ما معناه: ينبغي العلم بأن إيران كانت سنية في غالبيتها قبل القرن السادس عشر. ثم أصبحت شيعية بعدئذ. فلماذا يا ترى؟ لأنها أرادت التمايز عن الإمبراطورية العثمانية السنية المنافسة لها على زعامة المنطقة فلم تجد طريقة أفضل لذلك من تغيير مذهبها! وكان ذلك على يد الإمبراطور الصفوي الأول: إسماعيل. وبالتالي فإن النزعة القومية، نزعة تأكيد الذات والاختلاف، هي التي دفعتها إلى تغيير المذهب واعتناق التشيع. وهنا نلاحظ مدى تداخل العوامل القومية والسياسية بالعوامل الدينية.
وأما فيما يخص مصر فيرى المؤلفان أنها الدولة الكبيرة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط بعد تركيا وإيران.ولكن مشكلتها هي ضعف مصادرها المادية. فمعظم أراضيها صحراء ما عدا الدلتا أو وادي النيل. ومصادرها الطبيعية ضعيفة بالقياس إلى إيران وتركيا.ـ ولكن نقطة قوتها هي أنها أول دولة عربية من حيث الأهمية وبالتالي فيمكن أن تجمع العرب حولها وتصبح قوية بهم ـ والعرب ككل أكبر من الأتراك والإيرانيين بكثير. فعددهم يتجاوز الثلاثمائة مليون نسمة. ولديهم اثنتان وعشرون دولة ناطقة باللغة العربية. وبالتالي فقوة مصر ليست فقط بذاتها وإنما بما وراءها.
ثم يختتم المؤلفان كلامهما قائلين: أما إسرائيل الدولة الجديدة في المنطقة فلا يستهان بقوتها على الرغم من صغرها. فعدد سكانها لا يتجاوز الخمسة أو ستة ملايين على أكثر تقدير. ومن بينهم أكثر من مليون عربي. وبالتالي فلا يمكن مقارنتها بمصر أو إيران وتركيا من هذه الناحية. ولكنها تسيطر على التكنولوجيا العليا وتمتلك أقوى جيش في المنطقة. كما أنها دولة حديثة مائة بالمائة مثل دول أوروبا حتى لكأنها قطعة من أمريكا وهناك من يرى بها إحدى الولايات الأميركية. والواقع أن قوتها تعود إلى دعم الغرب لها بشكل متواصل، راسخ، لا محدود ، وذلك على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من هذا الغرب.
*الكتاب:سياسة الشرق الأوسط: الثقافات والصراعات
*الناشر:برنتايس هول - لندن ـ نيويورك 2007
*الصفحات:360 صفحة من القطع الكبير
البيان الامراتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سياسة الشرق الأوسط /الثقافات والصراعات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب: رجل في الظل، الصراع الشرق اوسطي في أعين رئيس الموساد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: