كتاب: رجل في الظل، الصراع الشرق اوسطي في أعين رئيس الموساد الاسرائيلي.
* المؤلف : افرايم هليفي.
مراجعة: عمر امين مصالحة
* اصدار : دار النشر " مطار".
* 223 صفحة من الحجم المتوسط.
* صدر في العام 2006.
كتاب: رجل في الظل، الصراع الشرق اوسطي في اعين رئيس الموساد الاسرائيلي، افرايم هليفي، اصدار دار النشر " َمطار"، 223 صفحة من الحجم المتوسط، صدر في العام 2006.
يلقي افرايم هليفي القليل من الضوء على مجمل العلاقات والصراعات في الشرق الاوسط من وجهة نظر الرجل الاول في الموساد ، الذي هو بمثابة المرجعية الاولى لاتخاذ القرارات المصيرية في منظومة الحياة الاسرائيلية على جميع الاصعدة، وكذلك صانع الاحداث ومسيرها في بعض الامور. يصف هليفي في كتابه الصراع بين الغرب والتطرف الاسلامي كحرب عالمية ثالثة، كما ويرى ضرورة الحوار آجلاً ام عاجلاً بين اسرائيل حماس وحزب الله، يصف هليفي السياسيين الذين يديرون المحادثات حول التسوية مع الطرف العربي على انهم يفتقرون المعرفة والمهارات الاساسية في اجراء الحوار وان من الصعب الثقة بقراراتهم. يتطرق كتاب رجل في الظل الى اتفاقيات اوسلو وفشلها والسلام الاسرائيلي الاردني.
يصف هليفي العلاقات بين متخذي القرار من السياسيين و"المهنيين" والمقصود بالمهنيين رجال الامن والمخابرات، وموظفي الدولة المختصين واعضاء السلك الدبلوماسي.
يوجه هليفي في كتابه نقدا شديداً لشمعون بيرس متهماً اياه بالتصرف في بعض الحالات بدون مسؤلية بسبب الثقة بالنفس المتزايدة التي يمتلكا بيرس، وحبه في الظهور اعلامياً، وقد تسبب الامر في فشل العديد من بناء الثقة والعلاقات مع الطرف العربي.
يشدد هليفي على موضوع تحييد "المهنيين" عن عملية التفاوض مع الطرف العربي والفلسطيني، ويطرح مثال: المحادثات مع الفلسطينيين والتي حيد فيها الخبراء وفشلها فيما بعد، والسلام الاسرائيلي الاردني الذي كان هليفي من اهم مخططيه من الطرف الاسرائيلي، حسب وصفه لتسلسل الامور.
يتهيأ لقارىء الكتاب ان لافرايم هليفي القسط الكبير في توقيع السلام مع المملكة الاردنية الهاشمية، وان تدخله في اللحظات الحاسمة كان له المرود الايجابي في انهاء محاولة اغتيال خالد مشعل من قبل الموساد على الاراضي الاردنية.
يطرح هليفي وجهة نظره الشخصية بخصوص الارهاب، ويشدد على تنظيم القاعدة الذي وجهه طلقته الاولى على الغرب والولايات المتحدة في تفجير السفارة الامريكية بنيروبي ودار السلام في شهر آب 1998، ويقترح في كتابه اعلان حالة طوارىء عالمية لمكافحة الارهاب، حسب وجهة نظره.
عندما اجريت محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في كامب دفيد، شغل هليفي منصب رئيس الموساد ولم يشرح الكثير عن هذه المحادثات، بل اكتفى في جمل مختصرة وصف فيها محادثة هاتفية بينه وبين رئيس الحكومة في حينها إهود براك وقد حدث الامر بعد فشل المحادثات ، يقول هليفي في كتابه، خلال محادثة براك الهاتفية حاولت طرح بعض الاسئلة، لكنه لم يسمح لي بذلك وطلب مني الاصغاء لاقواله، أو بالاحرى لخطابه، وقد انهى براك المحادثة قبل ان انطق او اعقب بكلمة واحدة. ان الانطباع الذي يتركه هليفي ان براك لم يكن قادراً على سماع آراءً مخالفة لرأيه.
وفي ملف الرئيس الراحل ياسر عرفات، يصف هليفي النظرية والادعاء على كون عرفات شخصية كاذبة وغير مصداقية، خاصة بعد فشل محدثات كامب دفيد، ويقول هليفي منتقداً الامر انه هو، أي هليفي، شارك في تلفيق النظرية على ان عرفات " كاذب في طبيعته" على الرغم من انه لم يتطلع على فحوى المحادثات في كامب ديفيد.
ينتقد هليفي في كتابه اصحاب النظرية التي تدعي: انه لا يوجد شريك للسلام في الجانب الفلسطيني، وانه كان من الذين اقترحوا بدائل لعرفات في الجانب الفلسطني، وانه ممن اقترحوا اقامة حكومة فلسطينية واعطاء رئيس الحكومة الفلسطينية صلاحيات تمسك بها ياسر عرفات.
ما يميز كتاب رجل في الظل، الصراع الشرق اوسطي في أعين رئيس الموساد الاسرائيلي لافرايم هليفي: هو وصفه للامور من وجهة نظر سياسية دبلوماسية، وانه يصف للمرة الاولى دور الموساد في اتخاذ القرار السياسي في اسرائيل وفي بعض الاحيان عدم تجانس آراء رئيس الموساد مع قيادة الدولة خاصة بسبب التباعد في الانتماء السياسي الداخلي في اسرائيل.[/b]