ناقش الكاتب الصحفي "بتريك كوكبورن" بمقال نشره في صحيفة الاندبندنت بعنوان "وماذا تعلمنا منه؟" الدروس المستخلصة "التي لم تدركها الادارة الامريكية من الحرب على العراق" على حد قوله، في إشارة إلى إعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما عن خطة إنسحاب القوات الامريكية من الارض العراقية لتعزيز صفوفها في افغانستان.
وحسب الكاتب إن أول الدروس التي لم تدركها الادارة الامريكية من غزوها العراق هو عدم التورط في شؤون بلد إنهارت دولته، "لان إنهيار الدولة والنظام الحاكم لا يعني غياب المقاومة". وانه لخطأ فادح طالما وقعت فيه الادارة الامريكية وهو إعتقادها الراسخ بأنها هي التي تعيد هيكلة وبناء الاجواء السياسية في أنحاء العالم المختلفة.
وأضاف الكاتب تخطأ إدارة واشنطن في ظنها انها بواسطة سنها للخطة الهجومية الجديدة وتعزيزاتها العسكرية على الارض كانت كفيلة بإنخفاض أحداث العنف في البلد. لان الكاتب يرجع هذه الحقيقة إلى الانتصار الذي حققته الميليشيات الشيعية على المجموعات السنية في البلد والتي إختتمت بالهدنة التي سنها جيش المهدي.
ويرمي "كوكبورن" من خلال مقاله إلى التنويه من مخاطر هذه النظرة الامريكية التي تتذرع وراء إنتصارها المزعوم في العراق لتغذي امالها في إحراز إنتصار مشابه في افغانستان.
وفي ختام المقال أعرب الكاتب عن دهشته من النتائج الإستراتيجية التي أحرزتها الولايات المتحدة من غزو العراق 2003 وافغانستان 2001 والتي كانت لصالح ايران! فمن خلال هاتين الحربين قضت الولايات المتحدة على عدوين لدودين لايران. حتى بلغت الدهشة والعجب بالإيرانيين إلى حد إعتقاد أحد رجالات الدين أن "البلادة الامريكية وحي من الله وعلامة على عودة الامام الغائب"! .
وفي نفس الصدد نشرت صحيفة التايمز مقالا يشجب الضجة العارمة التي تعتري الشارع البريطاني حول ضرورة الكشف عن سجلات جلسة مجلس الوزراء البريطاني قبيل الحرب على العراق. فعلى حد قول الكاتب أن المعضلة الافدح وقعت بعد شن الحرب. فلا حاجة لمثل هذا الجدل حول القرار عشية الحرب لان الحرب أصبحت واقعًا يوجب البت في تفاصيل النتائج التي أحرزتها وزنتها أمام الخسائر التي تكبدتها بالاموال والارواح.
وخلص الكاتب بالقول أن الحرب أدت إلى دفع بريطانيا على وجه التحديد مبلغًا باهظاً في الارواح والاموال. غير أن خلاصات الحرب تجسدت بحصول ايران على صفقة عقارية في البصرة وحصاد نيكولا ساركوزي على صفقات نفطية وقد كانت بلاده معترضة للحرب أساسًا! فعجبًا لهذه الفوضى.
من: اماني حصادية مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب – بريطاني