وهناك نوعان من الذخائر: ذخيرة الأسلحة الخفيفة وذخيرة المدفعية، وتشمل ذخيرة الأسلحة الخفيفة ذخيرة البنادق وبنادق الرش والبنادق الآلية.
ويتم إطلاق ذخائر المدفعية باستعمال المدافع الثابتة وتشمل: مدافع الميدان، ومدافع الهاون والمدافع المضادة للطائرات ومنصات إطلاق الصواريخ وصواريخ الدفع الذاتي، وتسمى معظم أنواع ذخائر الأسلحة الخفيفة الخراطيش، بينما تعرف معظم أنواع ذخائر المدفعية بالقذيفة أو القنابل.
ذخيرة الأسلحة الخفيفة
تعرف «الخراطيش» بالذخائر الثابتة لأنها تصنع من وحدات جاهزة التجميع للاستعمال الفوري، وتحتوي جميع أنواع الخراطيش على مادة دافعة (داسر) وكبسولة (فتيل تفجير) وغلاف، وتختلف الخراطيش في نوع القذائف التي تحتويها، وتتضمن معظم الخراطيش رصاصة واحدة إلا أن الخرطوشة التي تستعمل في بنادق الرش (الصيد) تحتوي على عدد من الكريات (الحبيبات) الفلزية التي تعرف بالطلقات (خرادق).
وتمثل الرصاصة الجزء المقذوف من الخرطوشة، ومعظم أنواع الرصاص ذو جوف من الصلب أو الرصاص المغطى بغلاف فلزي صلب، وبعض أنواعه تتمدد عند إصابتها للهدف مما يحدث إصابات بالغة الخطورة، ويحرم القانون الدولي على العسكريين استعمال هذا النوع من الرصاص، وتستعمل القوات المسلحة رصاصاً مغلفاً بسبيكة من النحاس والخارصين (أو سبيكة من الرصاص والأنتيمون) تمنع التمدد، ويرمز إلى حجم الخراطيش التي تستعمل في الأسلحة -عدا بنادق الرش- بمصطلح العيار (قطر الرصاصة)، فالخرطوشة ذات العيار 0.30 مثلاً ذات قطر 7.6 ملم، ويتراوح عيار معظم طلقات الأسلحة الخفيفة بين 0.22 و 0.60.
ويدفع «الوقود الدافع» الرصاصة خارج البندقية ويقذفها صوب الهدف، وتعرف مواد الوقود الدافع في البنادق بالمتفجرات المنخفضة، وتتركب تلك المواد من مسحوق غير مثير للدخان (البارود) ويتكون من «النتروسليلوز» أو خليط من النتروسليلوز والنتروجلسرين، ويستعمل هذا المسحوق أيضاً لإطلاق قذائف المدافع الثقيلة.
ويتفجر فتيل الإشعال (الكبسولة) حينما يتعرض للطرق من إبرة الإطلاق، وهو تصميم يأخذ شكل المطرقة داخل البندقية، ومن المواد الشائع استعمالها في هذا الجزء مادة استيفينات الرصاص.
ويظل الغلاف داخل البندقية أو يقذف خارجها عند انطلاق الرصاصة، ويصنع عادة من سبائك الألومنيوم أو النحاس وبعض أنواع الخراطيش لاتزود بغلاف، وفي هذه الحالة يلحم الوقود الدافع بقاعدة الرصاص.
وتتكون خراطيش بنادق الرش (الصيد) من أنبوب من اللدائن أو الورق عوضاً عن الأغلفة المصنوعة من النحاس، وذلك لأنها تعمل عند ضغط منخفض وتنتهي بقاعدة من النحاس أو الفولاذ، وتطلى الخرطوشة بكاملها بالورنيش لمنع تسرب الرطوبة إلى الداخل، وليس لهذه الطلقات رصاص، وعوضاً عن ذلك تحشى الخرطوشة بكرات صغيرة (خرادق) من فلز الرصاص، وتتركب المادة الدافعة عادة من مسحوق البارود.
وهناك ذخائر تستخدمها قوات الأمن للسيطرة على المشاغبين، ولكنها قد تكون قاتلة حينما تصيب جزءاً حساساً من الجسم، وتصنع معظم هذه الذخائر من طلقات من المطاط المقوى، ولكن هناك نوع حديث من هذه الطلقات يصنع من حلقات المطاط اللين، وقد تحتوي على غاز مسيل للدموع، ويتسبب هذا النوع في إحداث إصابات أقل خطورة من الرصاص المطاطي.
ذخيرة المدفعية
تشمل المدفعية الأسلحة الحربية مثل المدفع القذّاف ومدافع الهاون والمدافع المضادة للطائرات وغيرها من المدافع المثبتة، كما تشمل منصات إطلاق الصواريخ ذاتية الدفع، ومعظم قذائف المدفعية ذات قطر أكبر من 2.5 سم ويعادل وزنها نحو 340 كجم .
وتتضمن الذخيرة الخاصة بالمدافع -على اختلاف أحجامها- شحنة دافعة ومقذوفاً، ويمكن تثبيتها معاً بشكل دائم، وتوريد الذخيرة بهذا الشكل (طلقة مثبتة)، كما يمكن توصيلهما معاً قبل الشحن إلى المدفع (شبه تثبيت)، أو توريد كل منهما وشحنة على انفراد (شحن منفصل)، ويتوقف اختيار الأسلوب الملائم لكل نوع، على العوامل المحددة مثل طريقة حبس تسرب الغاز المستخدم وقطر أنبوب المدفع (السبطانة) أو عياره، ويحكم حبس الشحنة داخل خزانة المدفع بواسطة حشو يوضع في بدن المغلاق، أو بإحاطة المادة الدافعة داخل غلاف الطلقة، ويقوم ضغط الغاز الناشىء عن احتراق المادة الدافعة بإحداث تمدد في الحشو أو غلاف الطلقة، حتى يتم إحكام سد الجزء الواقع خلف الشحنة تماماً، ويتم توفيق المقذوف بطريقة محددة في السبطانة لمنع التسرب الأمامي للغاز، ومع اتساع القطر الداخلي لماسورة المدفع يزداد ثقل الشحنة والمقذوف.
وتتألف الطلقة الكاملة للذخيرة من المادة الدافعة (أو الشحنة) والمقذوف (أو القذيفة)، ويصنع غلاف الطلقة المثبتة عادة من النحاس الذي يتكون من %70 من النحاس و %30من الخارصين، وثمة مواد أخرى مثل الفولاذ والألمونيوم واللدائن، وطرق تصنيع أخرى أرخص تكلفة يجري تطبيقها في أهداف وتطبيقات محدودة.
ويمكن أن تتخذ المادة الدافعة هيئة حبيبات صغيرة أو أسلاك طويلة أو قصيرة أو كتلة صلبة ذات ثقوب أو شقوق للتحكم في سرعة الاختراق، ويتم إشعالها بواسطة مسحوق الإشعال الذي يتضمن كمية ضئيلة من مادة قابلة للانفجار ذات حساسية بالغة، تنفجر عندما تضغط عليها أداة الضرب بين القدح والمصد، ويمر الوميض الناتج إلى جرامات عدة من مسحوق البارود الذي يشتعل لإطلاق المادة الدافعة.
أجزاء المقذوف
ويتألف المقذوف من 3 أجزاء أساسية: المادة المالئة شديدة الانفجار وطرق الدفع والصمامة، ويصنع المقذوف بالطرق (الحدادة) من فولاذ له جودة مرتفعة، ويتخذ شكله النهائي بعد إجراء 3 عمليات تشكيل وربما أكثر حتى يبلغ الأبعاد النهائية الدقيقة، ويتحدد شكل المقذوف بعدد من العوامل، إذ يتعين ألا يزيد طوله على 5 أمثال عيار المدفع، حتى يمكن أن ينطلق إلى هدفه بشكل ثابت، كما يجب أن يكون ناعم السطح حتى تنخفض المقاومة بالاحتكاك، وأخيراً يتعين أن تكون قاعدته انسيابية لخفض المقاومة الديناميكية للهواء، ويتألف طوق الدفع من حلقة نحاسية تركب قسراً داخل حز (شق) مقطوع حول الجزء السفلي من المقذوف، وتحدد مهمة هذا الطوق في توفير مانع محكم ضد تسرب الغاز أمام الشحنة، وتوفيق وضع المقذوف داخل الأنبوب والتعشيق مع الأخاديد الحلزونية الموجودة داخل أنبوب المدفع لإكساب المقذوف حركة مغزلية عند انطلاقه، ويُملأ جسم المقذوف بمادة شديدة الانفجار مثل T.N.T وتجري عملية الملء بصب مصهور المادة، ومن المعتاد أن تبلغ نسبة المادة المتفجرة إلى الوزن الكلي للمقذوف %15.
وأخيراً يتم تركيب «الصمامة» وهي أكثر أجزاء الطلقة خطورة، وينبغي أن تصمم بحيث لاتنفجر أثناء الإطلاق، عندما تتعرض لضغط غازي عال، ويجب أن تعمل بطريقة صحيحة حينما يرتطم المقذوف بالهدف، وتحتوي على خط بارود قابل للانفجار، ويبدأ عملها بتشغيل المفجر بفعل سن الطرق (الأداة الضاربة) فتمر النبضة الناتجة إلى مادة متفجرة منخفضة الحساسية شديدة الدفع، توجد داخل طلقة صغيرة، وتقوم موجة التفجير الناتجة من هذه الطلقة الصغيرة بإطلاق المادة المالئة الرئيسية، وتتسم الصمامات بشدة تعقيدها ودقتها.
مواد القذيفة
ومن المواد الشديدة الانفجار المستعملة داخل القذيفة مادة تي.إن.تي (T.N.T) و آر.دي.اكس (R.D.X) المعروفة أيضاً باسم «سيلكونيت» أو «هيكسوجين» و«التركيبة ب»، وهي مخلوط من مادة آر.دي.إكس ومادة تي.إن.تي ومادة ب.إي.ت.إن ومادة البنتوليت وهي تركيبات لعدد من المواد، وتحتوي أنواع أخرى من القذائف على ألغام أو على عدد من القذائف (القنابل) أصغر حجماً تطلق تباعاً من القذيفة الأساسية، وتصنع القذائف التي تخترق الدروع على سبيل المثال من فلز صلب ويمكنها اختراق التحصينات والسفن الحربية والدبابات، وتنفجر القذائف المتشظية حال ارتطامها بالهدف ناثرة العديد من الشظايا الفلزية.
ويزداد تعقيد تصميم الذخيرة الضرورية للمدافع مع زيادة عدد المقومات المطلوبة، بينما تتسم الأنواع التي تنقل يدوياً أو بالطائرات بالبساطة النسبية، وتكون قنابل الطائرات سميكة الجدران عادة ولكنها تحتوي على كمية وافرة من مادة شديدة الانفجار، يتراوح وزنها بين 5.5 كلجم و 7250 كلجم، وتبلغ نسبة المادة شديدة الانفجار إلى الوزن الكلي نحو %40، ويتحقق الثبات المطلوب أثناء عبور القنبلة الطائرة من خلال الذيل والشكل الإنسيابي (الايرودينامي) الجيد، وتركيب الصمامات عند الذيل أو المقدمة أو كليهما، ويمكن أن تتضمن فعل تأخير بحيث تنفجر القنبلة بعد فترة من ارتطامها بالأرض.
ويوجد أيضاً نوع آخر من القذائف يعبأ بمواد غير متفجرة مثل الكيميائيات السامة، أو التي تنتج الدخان أو تشعل الحرائق، والقذائف المزودة برؤوس متفجرة يمكنها قذف شرائط من الألمونيوم التي تظهر على هيئة أشكال تلك الناتجة عن وجود الطائرات وبذلك تخدع العاملين على الرادار وتساعد في حماية الطائرات من دفاع العدو، وتسلط بعض قذائف اختراق الدروع تياراً نفاثاً من فلز منصهر يسبب اختراق الدرع.
تشتمل قذائف المدفعية على 5 أنواع هي:
الذخيرة الثابتة: تطلقها المدفعية وتتكون من مقذوف وغلاف وفتيل تفجير والوقود الدافع، وهذا النوع من قذائف المدفعية يصنع على هيئة وحدات جاهزة كما هو الحال بالنسبة لطلقات الأسلحة الخفيفة.
الذخائر شبه الثابتة: تشبه الثابتة، إلا أن المقذوف مثبت جزئياً بالغلاف، وعلى ذلك يمكن فصل هذه الأقسام، ويمكن زيادة خفض الوقود الدافع في الغلاف حسب المسافة التي يتعين على القذيفة قطعها لبلوغ الهدف.
ذخائر التحميل المنفصلة: وتسمى أيضاً «ذخائر الخزنة»، إذ يعمل مغلاق المدفع على توفير الإحكام الخلفي، فتتألف الشحنة من قضبان من مادة «الموردايت» مربوطة مع بعضها البعض داخل كيس من القماش، ويخاط في أحد طرفي الكيس حشو مشعل، يحتوي على بضعة جرامات من مسحوق البارود، وتتم عملية الإشعال بواسطة الوميض الناتج من خرطوشة صغيرة ذات غلاف من النحاس الأصفر، يتم تركيبها في بدن المغلاق، وتتكون هذه الذخائر من أقسام منفصلة لكل من المقذوف وفتيل التفجير والوقود الدافع، ويوضع الوقود الدافع في عبوات يمكن تثبيتها خلف المقذوف، ويتوقف عدد العبوات على المسافة التي يتعين على القذيفة قطعها، وتستعمل هذه الذخائر لإطلاق قذائف المدفعية الثقيلة بعيدة المدى.
الذخائر المنفصلة: وتتكون كل ذخيرة من وحدتين: الأولى هي المقذوف والثانية تحتوي على الفتيل والغلاف وكمية من الوقود الدافع، وتعد الطلقات شبه الثابتة المنفصلة ضرورية للمدافع التي تتطلب توفير سرعات متغيرة للمقذوف في حال عبور أحد العوائق (مثل تل مرتفع أو غابة)، ويتم حشو شحنات إضافية في الطلقات من هذا النوع، داخل أكياس صغيرة متعددة تسهل إزالتها من الشحنة الرئيسية.
الذخائر ذاتية الدفع: تشمل الطوربيدات والقذائف الموجهة التي تقطع المسافات بقوة دفع مولدة ذاتياً، ويمكن زيادة سرعتها أو خفضها كما يمكن تغيير اتجاهها، ويمد محرك صاروخي معظم هذه الأنواع من المقذوفات بالطاقة الدافعة.
وتوجه بعض أنواع القذائف ذاتية الدفع باستعمال حاسوب مثبت داخل المقذوف، وهناك أنواع أخرى من القذائف يتحكم في توجيهها جهاز يتحسس الحرارة أو أنواع محددة من الإشعاعات التي تنبعث من الهدف، كما توجد أنواع أخرى من القذائف توجه بوساطة موجات الراديو أو الرادار من خلال أسلاك تثبت بالمقذوف، أو من خلال حزم ضوئية شديدة التركيز تنتج عن جهاز يعتمد على أشعة ليزر.
وتحمل بعض أنواع القذائف آلات تصوير تبث صوراً مباشرة للهدف وتساعد على تحديد مسار المقذوف بدقة، كما تحدد مدى دقة الإصابة.
أخيراً تجدر الإشارة إلى أن هناك مايزيد على 150 مادة كيميائية تصلح للاستعمال كمواد متفجرة، وتستخدم منها نحو 75 مادة في الصناعة فقط، في حين تستخدم 45 أخرى كمواد متفجرة لتطبيقات عسكرية بحتة، أما الباقي فيستعمل في المجالين العسكري والمدني على السواء.