أسرار محادثات بريطانيا وفرنسا حول اتفاق الجزائر بين بغداد وطهران
03/09/2007
الشاه لعب بالأكراد طويلا وحصل على ما يريد فرأى أن يبيعهم على حافة النهر
* وثيقة رقم: 66
* التاريخ: 26 مارس 1975
* الموضوع: المحادثات البريطانية الفرنسية حول الشرق الأوسط. جلسة بعد الظهر.
* الحضور:
الجانب البريطاني:
مستر ام.اس.وي مستر آي. تي. ليوكاس مستر دي. اتش. كولفن مستر ايه. دي. هاريس
* الجانب الفرنسي:
1 ـ مستر دي كومينز 2 ـ مستر ديلوس سانتوس 3 ـ كستر بارباروكس أ ـ منطقة الخليج:
(كل الفقرة مخصصة لتداعيات اغتيال الملك فيصل على المنطقة، وليس فيها جديد، الإيضاح من الشرق الأوسط.
ب ـ إيران والعراق:
يقول دي كومينز أن اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران مدهشة ومهمة، وقد أشار السفير الفرنسي في بغداد وهو ذو صلة لصيقة بصدام حسين، في تقرير له، بالأهمية التي يلصقها صدام حسين بالمشكلة الكردية، فالحرب قد وضعت ضغوطا كبيرة على العراق وإيران ولكنها وبصورة أساسية أثرت على الشؤون الداخلية في العراق، وقد لاحظ الفرنسيون منذ وقت مبكر في 1972 حينما عقدوا محادثاتهم مع العراق أن النظام العراقي راغب في فتح نوافذ له مع الغرب، وهناك بالطبع تيارات مختلفة داخل النظام العراقي ومن الصعب التقرير بما توصلوا إليه. ومن الواضح، على الجانب الإيراني، وفي شأن تعاطيه مع المشكلة الكردية، إن للشاه هدف واحد، وهو الحل لمشكلة شط العرب. وفي نهاية التحليل، فالخلافات الأخيرة بين العراق وإيران عنت بمشكلة (التالويغ Thalweg ) في شط العرب. (تالويغ كلمة ألمانية وتعني طريق الوادي، ولكنها في سياق الوثيقة تعني خط النصف العميق في شط العرب الذي يريد الجانبان الإيراني والعراقي ترسيمه ليقسم الشط إلى نصفين، الإيضاح من الشرق الأوسط).
مستر وير قال إن أهمية مسألة شط العرب في الاتصالات الأخيرة بين العراق وإيران لم تصبح ظاهرة بالنسبة لنا إلى آخر لحظة.
دي موكينز قال إن لكل من إيران وتركيا مخاوف تجاه مستقبل الأكراد، ولكن الفرنسيين متأكدون أن دوافع الشاه في تعاطيه مع المشكلة الكردية كان ببساطة لجذب العراق لجهة الموافقة بمناقشة مشكلة الشط.
مستر وير وافق بأن للشاه وساوسه حول هذه المشكلة، وقال إنه وبرغم أن سفيرنا في طهران تحدث إلى الشاه بقدر كبير حول الوضع في كردستان في الشهور الأخيرة، فقد كان انطباعنا بأن هدف الشاه هو إبقاء العراقيين مشغولين ومنعهم من التدخل في شؤون الكويت والخليج التحتي. ونحن نعتقد في بريطانيا أنه وما إذا ما كان للشاه أن يبقي على المشكلة الكردية على درجة الغليان الى ما لا نهاية، لكان قد فعل ذلك، وفي النهاية تكون مخاطر ومجازفات هذه السياسة ضخمة جدا حين يحذو العراقيون نفس الشيء ضد الأكراد.
مستر دوميكنز قال إن من الواضح أن قوات برزاني قد تكبدت خسائر كبيرة وأن الخيار أمام إيران أصبح إما أن تتوقف عن مساعدة الأكراد، أو أن تقدم تضحيات جسيمة بالنيابة عنهم أو ربما حتى التدخل المباشر في الحرب، والسؤال: لماذا ساعد الشاه الأكراد بالقدر الكبير الذي فعله؟ ولماذا غيّر فجأة خططه؟ من وجهة النظر الكردية فسلوك الشاه لم يكن جميلا ومن وجهة نظر الشاه أن الكرد غير منظمين بصورة دقيقة.
مستر وير قال إن هذه النقاط الأخيرة تبدو أكاديمية في ضوء معطيات الحاضر. مستر دي مومينز وافق، ولكنه قال إن الشاه وبعد حل لقضية شط العرب ثبّت الحقائق، فالشاه لعب بالأكراد طويلا الى أن حصل على ما يريد. مستر ليوكاس قال إن الشاه وبطريقة ما فعل ما هو أكثر مما تمليه الضرورة، فرأى أن يبيع الأكراد على حافة النهر، ولكنه استطاع أن يحول الصفقة الى حساب جيد.
مستر وير قال إن السؤال الحقيقي الآن هو ماذا سيفعل العراق؟ وهل ستبعد الحكومة العراقية نفسها من الروس؟ وكيف سيستخدمون مواردهم في الطاقة؟ والكويت من جانبها لن تكون سعيدة بهذه التطورات الأخيرة. مستر دي كومينز وافق بأن الكويتين غير سعيدين كليا، وأضاف أن الاتفاقية سيكون لها تأثيرها على دولة الامارات في الخليج التحتي، وتساءل: كيف سيتعايش العراقيون والإيرانيون الآن في الخليج؟ مستر وير قال إن لدى الكويت الكثير الذي تخشاه، ويذهب فهمنا الى أن العراق لن يتوقف عن مطالبه بوصل أكبر الى السواحل بالخليج، وبصفة خاصة الجزر الواقعة على رأس الخليج وكل القضايا بالاتجاه أكثر جنوبا ثانوية، وفي كل الأحوال لن يوافق الشاه بكل تأكيد على إمتداد النفوذ العراقي الى الخليج التحتي. مستر دي موكينز قال إن النفوذ الرئيس على الامارات من السعودية. مستر وير وافقه الرأي، وقال إن الأمير فهد في آخر زيارة له هنا قال إنه انبهر نوعا بصدام حسين والشاه في مؤتمر الجزائر. وقال فهد إنه يخطط للذهاب الى بغداد في الأول من أبريل، وقال مستر وير إن لديه انطباعه أن الأمير فهد قد تحدث عن تدخله في الخلاف الحدودي بين العراق والكويت، وينوي الأمير فهد أيضا الذهاب الى طهران، وبالتالي فمن الممكن للكويت أن تستفيد من الاتفاق بين العراق وإيران، لأنه لا السعودية ولا إيران يمكن أن تتركا الكويت تعاني، ومن الممكن أن تضع السعودية ضغوطا على الكويت لتعطي طريقا نحو الجزر، ونحن لا نظن أن المحتمل أن يقوم العراقيون بهجوم حدودي على الكويت. مستر دي كومينز قال إن السفير الفرنسي في بغداد متأكد أن الروس غاضبون جدا من الاتفاقية بين العراق وإيران، وقد أعلن السفير السوفياتي في بغداد علنا عن عدم سعادته، وقد أرسل السفير الفرنسي في موسكو كذلك نفس الانطباع حول الاتفاقية هناك. ومن المثير للاهتمام أن نضع في الاعتبار أن الاتفاقية قد رأت النور بتأثير من الرئيس بومدين. مستر وير قال إن المصريين أيضا قلقون نحو مسعى يبعدون فيه العراق من الروس، والاتفاقية لا بد أن تكون جيدة إذا كان الروس غير سعيدين بها، والإسرائيليون بالطبع أيضا غير سعيدين.
مستر دي موكينز قال إن جاك شيراك قد سأل قبل أعياد الميلاد وزير المحاكم الإيراني كيف يقيم الشاه إمدادات السلاح الفرنسية للعراق. وقد جاءت الإجابة إيجابية وغير متوقعة، وقال الشاه إن أي شيء يكون بوسع الفرنسيين عمله لزيادة النفوذ الغربي في العراق يلقى الترحيب. مستر وير قال إن الشاه كان إيجابيا في الحديث معنا، ولكننا اتفقنا على انطباع عام بأن الشاه يريد تقليل النفوذ الروسي في العراق. مستر دي كومينز قال إن دور صدام حسين محيّر، وأن سمعته كانت سيئة جدا، ولكنها تغيرت الآن. مستر وير وافق وقال إن الناس قد قالوا قبل اشهر قليلة إن صدام حسين هو صانع القرار في السياسة العراقية، ولكن ذلك لا يبدو صحيحا الآن.
مستر دي موكينز قال إن صدام حسين وحين أتى لباريس في 1972 للقاء.. (كلمة ساقطة من عمليات تصوير الوثيقة .. الإيضاح من الشرق الأوسط) غابان ـ دالماس من أجل مفاوضات حول CAF كان من الواضح أن العراقيين يريدون اتصالا مع الغرب، وقد وجد الفرنسيون من جانبهم أن سياستهم في الشرق الأوسط محل تقدير من العراق، فيما لا يلقى الأميركيون التقدير بسبب علاقتهم مع اسرائيل. وعلى كل، ففرنسا تملك الوضع الصحيح وقد بدأ العراقيون برنامجا للتعاون الاقتصادي مع الفرنسيين، وإني أراه من جانبي واعدا.
مستر وير تساءل عن الأوضاع الداخلية في العراق. مستر دي موكينز قال إن صدام حسين سيستفيد إذا وجدت المشكلة الكردية حلا. أما بالنسبة للرئيس البكر فهو مريض، ولكنه لا يزال يحظى بدعم الجيش. مستر ليوكاس تساءل عن أثر الاتفاقية على الرأي العام في العراق، فالعراقيون يبدون كما لو أنهم ربحوا الحرب ضد الأكراد، ولكن لماذا توقفوا وقدموا التنازلات للشاه. مستر دي موكينز قال إن الأكراد لن يكونوا يوما مهزومين تماما، إذا استمر الشاه في تزويدهم بالسلاح والقوات، فشعر العراقيون بلا شك أن بوسعهم أن يفسحوا مجالا في شط العرب.
والمشكلة في أساسها بالضرورة مشكلة عدالة ، ولكنها الحرب الكردية هي التي فرضت أكبر المشاكل على العراق .
مستر وير لا يزال يرى أن التناقض يكمن في شعور العراقيين أن بوسعهم تقديم تنازلات في شط العرب ولا يملكون نفس الشئ مع الأكراد.
* صدام يعامل وزراءه كقاذورات .. والعراقيون أدخلوا وفد إيران لخيمة بها رسم كبير لجنود عراقيين يحررون إقليم عربستان
http://www.wattan4all.org/wesima_articles/derasat-20070903-25054.html