العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1)   كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1) Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 12:51 am

خمسون منطقة تقع تحت سيطرة قوى إجرامية تتحدى الدول
تأليف :جاك دوسان فكتور
يستمد هذا الكتاب أهميته من أنه يقدم معلومات جديدة عن المافيات القديمة، ويركز على تحليل العلاقات المعقدة بين هذه المافيات ومجموعات مناظرة أخرى ظهرت على الساحة العالمية، مثل الترياد الصينية والباباس التركية والياكوزا اليابانية والمافيا الروسية والمافيا الألبانية، وإذا كانت هذه المنظمات الإجرامية تكرس صناعة الخوف على امتداد العالم، فإن المؤلف يطرح في مواجهتها مجموعة مهمة من علامات الاستفمهم، أبرزها السؤال الكبير:هل ستكون لدى المجتمع الليبرالي الامكانيات التي تجنبه سيطرة الجريمة عليه في وقت يصل عدد المناطق الخارجة عن سيطرة الدول والواقعة في قبضة قوى إجرامية إلى أكثر من خمسين منطقة؟ «في عام 2010 قد يشهد العالم بروز دول إجرامية». هكذا جاء في تقرير سرّي قدّم للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في عام 2000، ويتساءل مؤلف هذا الكتاب مباشرة، أليست هذه التوقعات المنذرة بصدد التحقق؟ ويجيب: «لم يكن الإجرام المنظّم في يوم من الأيام، على الصعيد العالمي، أقوى مما هو عليه اليوم في عام 2008».
لا يتردد المؤلف في القول ان مناطق عديدة من المعمورة قد خرجت من سلطة بعض الدول «الضعيفة». وينقل عن صحيفة «صنداي تلغراف» تساؤلها في صيف عام 2007 عمّا إذا كانت غينيا بيساو، مثلا، ليست بصدد أن تصبح الدولة الأولى ذات العلاقة بعالم التجارة الممنوعة في إفريقيا. ويشير المؤلف إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «السي.آي.ايه» قد أكّدت في تقريرها السنوي المقدم للكونغرس عام 2004 أن 50 منطقة في العالم قد خرجت عن سيطرة الدول لتدخل تحت سيطرة قوى إجرامية. وهذه المناطق المعنية ليست موجودة على مهمش العالم وإنما هي في صلبه أحيانا. ويقول مؤلف الكتاب انه على بعد ثلاث ساعات بالطائرة عن باريس تقع «ترانسنيستريا» على الحدود الروسية، وكانت قد انفصلت عن مولدافيا.هذه «البلاد» وصفها المدير التنفيذي السابق للبنك الدولي بأنها «مشروع إجرامي في الواقع»، كما ينقل المؤلف عنه ويضيف أنها «مركز مهم لتجارة الأسلحة غير المشروعة».
[تساؤلات... فكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ وكيف يمكن تفسير هذا التسارع الكبير في تقدم عالم الجريمة مع منعطف القرن الحادي والعشرين؟ هكذا يتساءل المؤلف. ويجيب أن «هذا الفيروس القاتل للديمقراطيات ازدهر في التاسع من نوفمبر 1989». أي في ذلك اليوم الذي سقط فيه جدار برلين الشهير، مما كان مقدمة لنهاية «الستار الحديدي» الذي قام في أوروبا خلال فترة الاستقطاب الثنائي الدولي إلى معسكرين أثناء الحرب الباردة. مع انهيار جدار برلين وسقوط المعسكر الاشتراكي بدت الليبرالية منتصرة وانفتح الطريق واسعا أمام العولمة، لاسيما عولمة الاقتصاد. لكن تلك «العولمة السعيدة»، كما يصفها المؤلف، لم تكن سوى أحد وجوه ذلك المنعطف الكبير في تاريخ العالم المعاصر. وكان ازدهار المبادلات التجارية قد وضع في الواقع حدّا للرقابة على صرف العملات، مما سهّل بالتالي انتقال الأموال وتبييض «القذرة» منها، مع ما رافق ذلك من تقليص مهمش مناورة الدول.
[ويشير المؤلف إلى أن هذا التطور كان محسوسا وجليا أكثر في دول أوروبا الشرقية والوسطى الشيوعية وحيث أدى الانفتاح العشوائي للأسواق إلى «انفتاح شهية» المنظّمات ذات الطابع الإجرامي. وفي المحصلة «لم تؤد العولمة إلى تحرير المبادلات المشروعة وإنما أيضا، وخاصة، إلى تحرير المبادلات غير المشروعة». ينقل المؤلف عن مدير صندوق النقد الدولي، مايكؤل كامديسوس، قوله في عام 1998 ان تدفقات الأموال «القذرة» قد زادت من نسبة 2 بالمئة إلى 5 بالمئة في الاقتصاد العالمي. لكن الأرقام الأكثر حداثة الصادرة عن منظمة التجارة والتنمية الأوروبية تثير القلق أكثر، إذ تدل هذه الأرقام على أن «اقتصاد الظل» مثّل عام 2005 نسبة 30 بالمئة من إجمالي الإنتاج الداخلي لـ 22 بلدا هي بطور الانتقال نحو اقتصاد السوق و15 بالمئة من إجمالي الإنتاج الداخلي لـ 21 بلدا من بلدان المنظمة. كذلك تدل حسابات دقيقة أخرى أن قيمة النشاطات غير المشروعة تجاوزت مبلغ 1000 مليار دولار، أي ما يعادل 8 بالمئة من قيمة المبادلات الدولية. الأرقام خيالية رغم أنها مجرّد تقديرات، وإنما تقديرات لها مصداقيتها.
ما يؤكّد عليه المؤلف هو أن اختصاصيين من ذوي المصداقية يقدمون البراهين على وجود اقتصاد «إجرامي»، حوّل فكرة «التجارة الناعمة» التي تقوم عليها إيديولوجية العولمة، جزئيا، إلى تجارة حقيقية ل«الموت»، أو على الأقل ل«الخوف». بكل الحالات وجد أولئك الذين يمارسون التجارة غير المشروعة من كل نوع تسهيلات كبيرة من قبل الإيديولوجية الليبرالية السائدة القائلة بـ «الحد الأدنى من الدولة». الدول مطلوب منها أن لا تتدخل في الأسواق المالية، كي لا تعيق عملها.
بالنتيجة أصبحت دورة التمويلات الدولية وأسواقها بعيدة عن أية رقابة. هكذا لم تعد بعض البلدان مثل إيطاليا والولايات المتحدة هي التي تعرف نوعا من «التغلغل ذي الطابع المافيوزي» في حياتها السياسية - الاقتصادي والمالية، وإنما غدت جميع الساحات المالية في العالم كله موضع اهتمام المجموعات ذات الطابع المافيوزي. إن هذه المافيات امتلكت إمكانيات مالية هائلة تكدّست بصورة غير مشروعة خلال العقدين الأخيرين، خاصة من تجارة المخدرات، واستطاعت بالتالي أن تغيّر من الآليات التقليدية لعمل بعض الأسواق.
هنا يفتح المؤلف قوسين كي يدقق القول انه ليس المقصود التشكيك بنظرية الاقتصاد الليبرالي وإنما آلية عمل الرأسمالية هي التي «انحرفت». ذلك أن العناصر الفاعلة «الجديدة» في الاقتصاد المعولم لا تواجه منافسة حقيقية. و«رجال الأعمال» هؤلاء بـ «بذاتهم المخططة» لا يتورعون عن استخدام أعنف الوسائل من أجل إزالة أولئك الذين يعترضون طريقهم. وإذا كان منظّر الحرب الغربي الأكبرفي كل العصور كلاوزفيتز قد قال إن الحرب هي متابعة السياسة بوسائل أخرى فإن «الجريمة المنظمة غدت بمثابة متابعة التجارة بوسائل أخرى»، كما يكتب المؤلف.
ما تتم ملاحظته أنه بعد عشر سنوات من انهيار جدار برلين، كان الوضع مثيرا للقلق إلى حد أن الولايات المتحدة والدول الغربية الرئيسية بدأت تشعر حقيقة بالخوف. وكانت مدينة باليرمو، عاصمة صقلية، ومهد المافيات الأكبر، قد شهدت في شهر ديسمبر 2000 عقد قمة دولية كبيرة لـ «مناهضة المافيا»، وجعل النضال ضد الجريمة المنظمة «موضع الاهتمام الأول للديمقراطيات الغربية خلال السنوات المقبلة».
ذلك أن خطر التغلغل المافيوزي في الاقتصاد لم يعد مقتصرا على تهديد عالم الأعمال فحسب، وإنما أصبح وجود هذه الأنظمة الديمقراطية نفسها مهددا. لكن مثل ذلك الطموح في مكافحة المافيات جرى التخلّي عنه خلال عدة أشهر فقط. وذلك مع تفجيرات برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001.
ابتداء من تلك التفجيرات تحولت أنظار أجهزة الشرطة الغربية، وإلى حد ما العالمية، نحو مكافحة الخطر الذي بدا أكثر تهديدا والمتمثل في «الإرهاب». وبهذا المعنى يرى مؤلف الكتاب أن تلك التفجيرات قدّمت خدمة كبيرة للمافيات الدولية. فمنذ وقوعها أصبح بإمكان المجموعات المافيوزية أن تقوم بعملياتها بـ «سلام» وذلك على قاعدة شعار يقول: «كي نعيش سعداء، علينا أن نعيش في الخفاء».
ويقول انه غدا من الواضح اليوم أن العديد من التفاعلات الاقتصادية، والتي لم يكن يرقى لها الشك أبدا منذ فترة قريبة، قد أصبحت خاضعة لرؤوس أموال تعود بطريقة مباشرة، إلى هذه الدرجة أو تلك، لمنظمات إجرامية أو مافيوزية أو ل«صناديق تثير الشبهات». ويشير المؤلف هنا إلى أن مثل هذه الممارسات قديمة في اليابان، وتعود إلى فترة ما قبل العولمة. ومثل هذا الأمر لن يمر دون أن يطرح بعض التحديات «الجديّة» على الديمقراطية، كما اعترف في عام 2007 رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي، بعد اغتيال رئيس بلدية ناجازاكي من قبل أحد أعضاء المافيا اليابانية.
عرض ومناقشة: د. محمد مخلوف
البيان الامراتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (2)
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3)
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (4)
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة 5
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية الامنية-
انتقل الى: