العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3)   كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3) Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 1:00 am

تأليف :جاك دوسان فكتور
يجد القارئ نفسه هنا أمام لوحة بانورامية هائلة تشمل الملامح الأكثر بروزا للقوى الأساسية في عالم المافيا على نحو ما بدا للعيان بالأمس البعيد، وهو العالم الذي يرى المؤلف أنه لابد من التعرف عليه وتحليل مكوناته وفهم دقائقه من أجل فهم المواقع التي وصلت إليها المافيات اليوم واستشراف آفاق ما يمكن أن تصبح عليه في عالم الغد، خاصة مع طموحها إلى التحول إلى إمبراطوريات اقتصادية فاعلة تحت سقف تناقضات العولمة.
في ربيع عام 2007، اكتشف العالم كله عبر شاشات التلفزة جبالا من القمامة تتكدس في شوارع مدينة نابولي ومنطقتها. تساءل الكثيرون عن الأسباب التي جعلت أكبر مجمع سكاني في أوروبا لا يستطيع أن يقوم بمعالجة نفاياته بطريقة طبيعية. سادت في نابولي آنذاك أجواء من القلق على الصحة العامة، وجرى الحديث طويلا عن سوء العمل التقليدي في الإدارات الإيطالية. مع ذلك برز السؤال: لماذا لا تملك نابولي ما يكفي من المواقع العامة لمعالجة القمامة؟ سُمعت في نابولي آنذاك الأقوال حول «اقتصاد المافيا». لقد قيل ان المافيا المحلّية تمنع بناء مواقع جديدة لتجميع القمامة. لكن لماذا؟ وكانت الإجابة مخيفة، حسب تعبير المؤلف الذي يشرح ذلك بالقول ان عملية «تدوير النفايات» أصبحت تشكّل سوقا مهمة تبلغ قيمتها 6,2 مليار يورو سنويا. وكانت المافيا المحلية هناك المعروفة باسم «الكامورا» قد دخلت إلى هذا القطاع منذ حوالي 20 سنة ولا تريد أية مزاحمة فيه. ولمنع أية مزاحمة فعلت كل شيء من أجل منع بناء أية مراكز عامة لمعالجة القمامة. ذلك أن الطريقة التي تنتهجها هي ذات مردود أكبر، ذلك أنها تخبئ في الأرض النفايات الآتية من عموم أوروبا، محوّلة بذلك هذه المنطقة إلى «سلة مهملات» إيطاليا. النتيجة هي أن بعض المناطق القريبة من أمكنة تجمع القمامة عرفت معدّل إصابات بمرض السرطان القاتل يزيد بنسبة 400 بالمئة بالقياس إلى متوسط المعدّل العام في البلاد.
الكامورا وأختها... تتم الإشارة هنا إلى أن المافيا المحلية «الكامورا» في نابولي، والتي قد تكون أقدم من «الأخت» الأكثر شهرة في صقلية، فرضت منذ القرن التاسع عشر نظام فرض الأتاوات في سوق بيع السمك وغيرها. كذلك تتم الإشارة هنا إلى أن «الكامورا» لعبت دورا مشهودا في إعادة توحيد إيطاليا عام 1860 أثناء الانتقال من الإدارة القديمة في ظل سلالة البوربون إلى إدارة الدولة الجديدة الموحّدة. ويشير المؤلف إلى تقرير رسمي إيطالي يعود إلى مطلع القرن العشرين ويحمل اسم «تقرير ساريدو» كان قد رسم صورة للمجموعات المافيوزية لا تزال مقبولة حتى الآن. وجرى وصف أعضائها بأنهم «أناس نجحوا في تأمين عيشهم من التجارة والعقود العامة ومن المظاهرات والنوادي والصحافة. وترافق تطور الكامورا مع تنظيم انتخابي جديد قائم على أساس تقديم خدمات مقابل شراء أصوات الناخبين، وحيث أخذت الظاهرة أشكال الحماية والمساعدة والاستشارة والتوصية».
ومع وصول الدولة الليبرالية استطاع العديد من المافيوزيين التغلغل حتى أعلى المناصب الحكومية والاجتماعية. واستطاعت المافيا أن تسيطر على الشارع. وإذا كانت السلطات العامة لم تول أهمية كبيرة لتلك الظاهرة فإن السبب كان يكمن في ضعفها وإهمالها. ويشرح المؤلف أنه إذا كانت المافيات قد استفادت دائما من حالات عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي فإنها ضعفت وتدنّت سلطتها مع ظهور أشكال جديدة للتضامن مثل العمل النقابي. هذا ما يفسر النزاع المستمر بين المافيات والمنظمات النقابية في إيطاليا، خاصة طيلة فترة الحرب الباردة. وإذا كانت الكامورا في نابولي هي ذات أصول مدينية فإن المافيات الصقلية الكوزا نوسترا هي بالأحرى ذات أصول ريفية. لكن في جميع الحالات كان التركيز على الولاء للمنظمة بمثابة القاعدة. وقد أعطيت أحيانا تسمية العائلات لمختلف المجموعات التي تتكون منها. ذلك أنه كان يراد توظيف الأعضاء من العائلة نفسها، على أساس أن رابطة الدم تشكل عاملا إضافيا في التلاحم والإخلاص، إذ يصبح من الصعب أكثر خيانة أخ أو عم. لكن إذا حصل وخان أحد أفراد العائلة، فستكون مهمة الأخ أو العم هي التخلّص منه. وينقل المؤلف عن أحد المافيوزيين قوله لهيئة المحكمة ان رؤساء المنظّمة استدعوه ذات مساء إلى مكان سري وكشفوا له أن ابن أخيه خائن. وبالتالي كان أمام هذا «الأخ» المافيوزي ، حسب التسمية المتداولة في أوساط المافيات ، الاختيار بين قتل ابن أخيه أو أن يتم قتلهما معا. هكذا استقدم ابن أخيه إلى أحد الأمكنة المهجورة حيث قتله ثم وجدوه هو نفسه مشنوقا في زنزانته بعد فترة من الزمن.
إنها حادثة بين عشرات الحوادث التي يرويها المؤلف للتدليل على أنماط مختلفة من سلوكيات المافيات وحيث نالت المافيا في جزيرة صقلية شهرة قوامها أنها كانت في تاريخها هي الأكثر عنفا حيث أن مسيرتها حافلة بالجثث وبالدسائس السياسية، كما أظهرت المحاكمات الكثيرة التي يذكرها المؤلف. ويربط المؤلف بين ازدهار المافيات الأميركية وظاهرة تزايد موجات الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال العقود الأولى من القرن العشرين. لقد ازدهرت «إيطاليا الصغيرة» في نيويورك، ففي هذه المدينة «كان الوافدون الجدد من أصول إيطالية يتكدّسون في بنايات قرميدية بغرفة أو غرفتين. وكانوا يعيشون بعزلة كاملة بسبب اللغة، ولكن أيضا بسبب الحذر من السلطات، وهكذا اهتم بهم مباشرة مواطنوهم الذين كانوا قد سبقوهم حيث قاموا بحمايتهم من المجموعات المنافسة الأخرى، الإيرلندية واليهودية خاصة. ضمن تلك الأجواء المدينية والشعبية انزرعت المافيات في الولايات المتحدة»، كما يكتب المؤلف مشيرا إلى أن السنوات الواقعة بين مطلع القرن العشرين ونشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 شهدت هجرة مليون شخص من جزيرة صقلية، أي ربع السكان، إلى الولايات المتحدة الأميركية.
عندما وطئت أقدام هؤلاء المهاجرين الجدد، الحالمين بالحرية والثروة، أرض أميركا اكتشفوا بسرعة الواقع الحزين. لقد تقاسمت منظمات سريّة مجهولة مناطق النفوذ، وفرضت على أولئك الفقراء «ضرائب حماية». وكانت أولى المنظمات المافيوزية التي ظهرت في الولايات المتحدة قد اتخذت تسمية «اليد السوداء». هكذا تعوّد التجار في نيويورك وعدد من المدن الأميركية الكبرى الأخرى أن يتلقوا رسائل تهديد ممهورة بـ «خاتم اليد السوداء» لمجرّد أنهم كانوا من أصول إيطالية. وكان مضمون تلك الرسائل واحدا تقريبا ومفاده: «نتمنّى عليك إرسال 2000 دولار، إذا كنت على الأقل تعطي بعض الأهمية لحياتك».
من نيويورك إلى باليرمو
خدم النظام الرأسمالي بالصيغة التي اتخذها في الولايات المتحدة الأميركية تحت تسمية «الرأسمالية التاريخية» من أجل التمايز عن نظريات «الرأسمالية الليبرالية»، في ازدهار النشاطات المافيوزية، لاسيما من حيث مفهوم الاحتكار. ومن هذه الزاوية قدّمت المافيا الإيطالية، من خلالها تجربتها الاحترافية» الطويلة خدمات للرأسمالية لم يكن بمقدور المنظمات المنافسة أن تقدمها لها.
هكذا قامت في نيويورك وفي العديد من المدن الأميركية الكبرى «منظومة مثلّثة» من أجهزة الشرطة والطبقة السياسية والمافيا، أي على الطريقة الإيطالية. وبعد مقتل ضابط شرطة من أصل ايرلندي «رفض اللعبة» أصدرت المحكمة حكمها بتبرئة المتهمين من المافيوزيين بسبب عدم وجود الأدلّة.
لكن الجماهير التي كانت أغلبيتها من الإيرلنديين سحلت 11 متهما من أصل 15 متهما كانوا جميعهم من المهاجرين الصقليين والذين جرت تبرئتهم. وهذا ما يطلق عليه المؤلف صفة الرأسمالية العشوائية التي أنتجت جرائم عشوائية والتي كانت المافيات أحد محركاتها الأساسية.
مع تنامي ظاهرة المافيات في الولايات المتحدة الأميركية أدركت السلطات العامة أهمية وجود جهاز شرطة أكثر فعالية من أجل مكافحة الجريمة المنظّمة. هكذا جرى «تنظيم» الجهاز السابق الذي كان أغلب عناصره من الإيرلنديين واليهود بعناصر ذات أصول إيطالية من أجل التغلغل داخل عالم المافيات. وفي مثل تلك الأجواء عرفت العقود الأولى من القرن العشرين «حربا» بين العصابات الإيرلندية والعصابات الإيطالية في مدينة نيويورك وعدد آخر من المدن الأميركية الكبرى مثل لوس انجلوس وشيكاغو.
وفي تلك الأجواء أيضا برزت أسطورة آل كابوني، أو ما يسميه المؤلف ب«السنوات المجنونة للجريمة» في شيكاغو. ومن أهم سمات تلك الحقبة وجود الكثير من العلاقات المشوشة بين رجال الشرطة ورجال آل كابوني.
وكذلك تميّزت بعمليات قتل واغتيال كثيرة امتدت من الولايات المتحدة إلى أوروبا ومن سنوات العشرينات إلى سنوات التسعينات المنصرمة مع اغتيال روبرتو كالفي، المشهور بـ «مصرفي المافيات» في لندن عام 1982 ثم اغتيال رئيس وزراء إيطاليا الأسبق الدو مورو، حيث تشير التحليلات المقدّمة الى أن يد المافيا لم تكن بعيدة عن ذلك الاغتيال.
عرض ومناقشة: د. محمد مخلوفالبيان الامراتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1)
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (2)
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (4)
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة 5
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية الامنية-
انتقل الى: