العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
aliraqi7




ذكر
عدد الرسائل : 40
العمر : 64
Localisation : iraq
Emploi : ----------
Loisirs : ----------
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/4 Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/4   مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/4 Icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2008 6:25 pm

بعد أن أنهى أبوبكر كلامه. توجهت إلى المهجع، ووضعت حوائجي على الأرض الباردة. كانت درجات الحرارة انخفضت انخفاضاً كبيراً لدى غروب الشمس، وراح البرد يخترق ملابسي إلى جسدي. لم أشعر بالدفء إلا بعد بضع دقائق تحت كيس النوم والبطانيات.
ما لبثت نبضات قلبي أن تباطأت، ارتخى جسدي وبدأت أفكر بكل شيء كان قد حدث. كنت قد استيقظت في بلد آخر ذلك الصباح، كنت في اسطنبول قبل أقل من شهر. والآن إنني هنا، في معسكر للتدريب مع المجاهدين، كل شيء بدا غريباً لكنه مألوف في الوقت نفسه، هذا ما كنت قد توقعته تماماً وحلمت به وتطلعت إلى ممارسته بعد مشاهدة كل تلك الأفلام، بعد القراءة عن الحرب ضد الروس. بعد الاستماع إلى كلام كل من أمين وياسين. رحت أفكر بدويّ القصف الذي سمعته ورشاشات الكلاشنكوف التي كان الإخوان يحملونها، وأيقنت أنني سأجد كثيراً من المتعة هنا.كنت منفعلاً وتواقاً لطلوع الفجر. غير أنني في اللحظات الأخيرة قبل الاستغراق في النوم أجبرت نفسي على تأمل مهمتي، تلك الليلة، وسائر الليالي التي أعقبتها في العام التالي، بقيت حريصاً على تذكير نفسي بحقيقة أنني كنت جاسوساً.
أول أيام التدريب...لم أنم كثيراً تلك الليلة، فبعد نحو ساعة أو اثنتين فقط أيقظتني أصوات تقلبات النائمين الآخرين في الظلمة. حين فتحت عيني وجدت الظلام دامساً لا يزال. وفيما كنت أحاول التركيز أدركت أن وقت الصلاة الأولى كان يجب أن يكون قد حان. كان الوقت صيفاً، وأشرقت الشمس في ساعة مبكرة جداً.
توضأنا وتوجهنا إلى الجامع للصلاة مع الآخرين. كان البرد لا يزال شديداً. بعد الانتهاء من الصلاة، احتشد الجميع في الساحة أمام المسجد، قسمنا أبو بكر إلى ثلاث مفارز وعيّن لكل منها مدرباً.ركضنا جميعاً إلى أمام المعسكر، حيث كانت فسحة منبسطة واسعة، كانت الشمس قد بدأت تناغي قمم الجبال وكان جسدي لا يزال متجمداً من برد الليلة الماضية. قمنا بعدد من الحركات والتمرينات الجماعية تحمية لعضلاتنا. لاحظت أن الآخرين كانوا ذوي لياقة بدنية استثنائية، فبدأت أشعر بالقلق. منذ سنوات وأنا بعيد عن جميع أنواع الرياضة وألوانها.
ذلك الصباح تم إلحاقي بمفرزة يقودها مدرب اسمه أبو همام. كان أريتيرياً، وبشرته أكثر سواداً بما لا يقاس من بشرة الآخرين. حركاته كانت رشيقة، ولكن بطريقة مختلفة عن طريقة أبي بكر.
لم يتوفر لي وقت كافٍ لدراسة أبي همام قبل بدء تماريننا، من دون أن ينبس ببنت شفة، بدأ الجري باتجاه أحد الجبال العالية خلف المعسكر، وحذونا حذوه. ما لبثنا أن وصلنا إلى سفح الجبل ورحنا نعدو صعوداً.في البدء بدت الحركة منشطة. شعرت بالدفء في جسدي متغلباً على الصقيع الذي كان في الليلة السابقة. غير أنني بدأت بعد نحو مئة متر، أحس بوخزة في عضلات الفخذ الرباعية. كان الآخرون سبقوني كثيراً، كنت الأخير في الرتل، كان ثمة رجل واحد على الدرجة نفسها تقريباً من البطء، غير أنه كان بديناً تماماً ويرتدي سترة واقية من الرصاص لابد أنها كانت تزن عشرين كيلوغراماً أو أكثر. لم يكن أحد مرتدياً سترة واقية، افترضت أنه طلب من هذا أن يفعل ما فعله لتخفيف الوزن. على مسافة غير بعيدة منا كان ثمة سعوديان. من الواضح أنهما كانا أكبر سناً بكثير من الآخرين، في الدرجات العليا من أربعينياتهما. كان قلبي ينبض بقوة إلى درجة أنني كنت قادراً على سماعه. واضح أن تدريبي لم يبدأ بداية موفقة.
بعد نحو خمس عشرة دقيقة، اختفى باقي أفراد المفرزة بمن فيهم الرجل البدين والسعوديان المتوسطا العمر، خلف إحدى التلال. وحين وصلت إلى هناك متأخراً بضع دقائق، رأيت الجميع واقفين معاً في مكان أعلى بمئات الأمتار على سفح الجبل، كان أبو همام عاكفاً على إصدار التعليمات فيما كان الآخرون يمطون أجسادهم.
وفيما كانت الأصداء تتراجع، وصلت إلى حيث كانت المفرزة. أخيراً توقفت عن الجري، غير أن قلبي كان لا يزال يخفق وساقاي بدتا مشلولتين، انحنيت لأستعيد أنفاسي، وما إن رفعت رأسي حتى رأيت أبا همام واقفاً أمامي مباشرة. قال: ما شاء الله! يا أبا إمام!
رجوته أن يسمعني ورحت أقول: قبل أن يصبح أي مجاهد قادراً على القتال، لا بد له من أن يتدرب، أنا هنا من يوم أمس فقط، والآن تريد أنت، على ما يبدو، أن تقتلني حتى قبل أن أغدو مجاهداً! ابتسم أبوهمام ثانية ثم ضحك ضحكة ناعمة. وبعد ذلك دار وبدأ يتسلق الجبل قفزاً.
دام جرينا نحو أربع ساعات ذلك الصباح. حين وصلت إلى المعسكر وجدتني هالكاً من التعب. أما الآخرون فكانوا مصطفين أمام المصقف منتظرين وصولي. ما إن وصلت حتى بدأ أبوهمام بقراءة التفقد منادياً كلاً من أعضاء الفريق بالاسم. وبعد إنجاز مهمة تفقدنا سمح لنا أن نشرب ماء ونتناول فطورنا.
لم يكن ثمة سوى كأس شاي وكسرة خبز، غير أنني أجهزت عليهما بسرعة.
وكما علمت في الأيام التالية، كان هذا يوماً عادياً في خالدان. كان الشيء نفسه سينتظرنا كل يوم. كنا سننهض من النوم قبل الفجر لنصلي، ثم نخرج مباشرة للقيام بالحركات السويدية في الساحة ثم ننطلق للتدرب في الجبال.مهمات شتى لكنها شاقه لم أكن أجري باستمرار في جماعة أبي همام، كان لدينا مدربون مختلفون في أوقات مختلفة. لم يكن الجري نفسه على الدوام، أحياناً كنا نقوم بأشياء أخرى: نقفز، نزحف، نسبح في النهر المتجمد. كنا نصطحب الأسلحة، لا لمجرد زيادة الوزن ومضاعفة مستوى الصعوبة، بل لنكون قادرين على اتقان فن نقل المعدات والمواد إلى الجبهة. ذات يوم حملنا عدداً من الصواريخ وتسلقنا بها الجبال. بعضها كان كبيراً، أطول من متر. كانت هذه نسخة أصغر من نسخ الكاتيوشا، أو عضو ستالين التناسلي، راجمة الصواريخ المتعددة التي كان السوفيات استحدثوها في الحرب العالمية الثانية. ذلك اليوم لم يكن أحد يعدو. كان يكفي أن نصمد تحت وطأة الصواريخ العملاقة.
كثيراً ما كنا نجري حفاة، ليس في الصيف فقط. كنا نركض حفاة حتى فوق الصقيع أواخر الخريف. بدا الأمر مرعباً في البداية، كانت الصخور مدببة وحادة وممزقة، وكنت أعود إلى المعسكر وقدماي غارقتين في الدم. مع الزمن كان أبوهمام سيعلمني فن المشي فوق الصخور، فن قياسها بنظراتي لأحدد المكان الذي أضع فيه قدمي. علمني كيف أشكل قدمي وأقولبها وفقاً لشكل كل صخرة كي أتمكن من الانسياب على الأرض من دون أن أحس بشيء. تلك هي الطريقة التي تعلمت بها كيف أمشي مثل أمين وياسين.
كان أبوهمام يجري على نحو مغاير. لم يكن جسمه مشدوداً مئة في المئة مثل جسم أبي بكر، وبقيت حركاته أقل دقة وإحكاماً. كان ثمة ملمح ملكي في حركته، ولكن مع ارتخاء. لم يكن يبدو ناظراً إلى الصخور أمامه. مرة فكرت بالأمر، إذ وجدت ان ارتياحه الى هذه الطبيعة بطريقة مختلفة عن الآخرين ينطوي على معان كثيرة. كان قد نشأ وترعرع وهو يقاتل في جبال الوادي الانهدامي في حرب العصابات ضد الحكم الأثيوبي.
في ذلك اليوم كما في الأيام كلها، كان الدرس تفصيلياً على نحو يتعذر تصديقه. بالنسبة إلى كل سلاح، كل رشاش، كان مدربي الشخصي أبوسهيل يصر على تلقيني اسم القطعة وشرح نوعية الذخيرة المطلوبة. ثم كنت أتعلم إجراءات أمان كل بندقية. كان يتعين علي أيضاً أن أحفظ عن ظهر قلب عنوان الجهة المصنعة بل حتى اسم المخترع: ماركوف، كلاشنكوف. تعلمت مميزات كل مسدس أو رشاش: حجم بيت النار، الوزن والطول، طاقة السبطانة، المدى. أنسب الحالات التي يتم استخدام السلاح فيها: الاغتيالات، حرب المدن، وإلخ... أسلوب حساب مسار الطلقات المقذوفة، طريقة الفك والتركيب، كيفية المسح والتنظيف.
تعين علي أن أتعلم كل هذه الأشياء قبل أن أمد يدي الى الرشاش. كنت نافد الصبر. كلما تعلمت عن سلاح جديد، كنت أريد أن أحمله بيدي مباشرة.
كنت سريع التعلم، جزئياً، لأن أبا سهيل كان يمضي وقتاً طويلاً في العمل معي وحدي، لأن الشيشان كانوا متقدمين كثيراً علي. وجزئياً لأنني كنت، سلفاً، أعرف الكثير من الفترة التي عشتها مع إدوار.
خلال ذلك الشهر، كنت سأتعلم فنون استخدام سلسلة طويلة ومتنوعة من الأسلحة. عرفني أبوسهيل بمسدسات ورشاشات لم يسبق أن رأيتها من قبل. كانت تلك، بأكثريتها، أسلحة ألمانية وروسية من مخلفات الحرب العالمية الثانية. في الأسابيع الأولى، تدربت على ماركوف بي أم، مسدس سوفياتي نصف آلي اختراع في الأربعينيات من القرن الماضي، التوكاريف تي تي، مسدس نصف آلي، استخدمه السوفيات في الحرب العالمية الثانية، الوالتر بي بي كي، مسدس ألماني كان يستخدمه اللوفتوافه (سلاح الجو) (كنت أعشق الوالتر بي بي كي، إذ كان المسدس الذي درج جيمس بوند على حمله)، السيغ ساور، نسخة معدلة لمسدس كان الألمان اخترعوه خلال الحقبة النازية، واللوغار وهو السلاح الذي صممته المصانع الألمانية للأسلحة والذخائر أوائل القرن العشرين. الاسم الحقيقي للسلاح هو مسدس بارابيلوم. وكلمة بارابيلوم هذه مأخوذة من شعار الشركة اللاتيني: سي فيس باسم، بارا بيلوم Si vis pacem, para bellum، (إذا أردت السلم فاستعد للحرب).
الرشاش عوزي
بعد أن تعلمت تلك الأمور، صار أبوسهيل يعلمني كيفية استخدام مدافع رشاشة أكبر. بداية تدربت على العوزي، الرشاش الذي كنت أمقته كثيراً. وهو رشاش خفيف صممه عوزييل غال في أعقاب حرب 1948 العربية – الإسرائيلية.
بعد ذلك، تدربت على رشاشين حربيين سوفياتيين إضافيين: الديغتياريف دي بي، الذي هو رشاش خفيف من عشرينيات القرن العشرين، والآربي دي الذي تم استحداثه بعد وقت طويل. إنه رشاش يذخر بحزام ثنائي المنصب الموصول.
اخيراً علمني أبوسهيل عن الأسلحة الأسطورية التي اخترعها ميخائيل كلاشنكوف. أولاً بندقية كلاشنكوف ايه كي – 47 وهي بندقية اقتحام تعمل على الغاز. وقد حملت اسم المخترع. هذه هي البندقية التي قام السوفيات بتزويد الدول العميلة بها في طول العالم وعرضه، استخدمها الفييت كونغ كما استخدمها الساندينيون. وفي مناطق من أفريقيا ثمة آباء يسمون أولادهم الذكور كلاش تكريماً للبندقية ومخترعها.
وبعد ذلك تعلمت أسلوب استخدام البي كي والبي كي أم. (...) وغيرها من الأسلحة الثقيلة. وقال إنهم تدربوا على أنواع شتى من المتفجرات وأساليب الاغتيالات وحرب العصابات.
كذلك كنت أحب الاختبارات التي كان أبو سهيل يجريها لي، لأنني كنت أنجح دائماً. حين علمني الكلاشنكوف حدد لي الوقت ليرى المدة التي تلزمني لفك الرشاش وتركيبه مغمض العينين. في المحاولة الأولى كان معظم المجندين يستغرقون نحو دقيقتين. أما أنا فكنت أنجز العملية في أقل من ستين ثانية. كنت أرى مدى إعجابه وهو يهتف، ما شاء الله! يا أبا إمام، ما شاء الله!
- كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان بسبب مجاهد «مُطارد»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net
 
مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/1
» مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة/2
» مذكرات رجل الإستخبارات الفرنسية الذي تسلل إلى القاعدة 3
» هكذا تختار القاعدة انتحارييها
» القاعدة تنظيم ارهابي بحاجة الى دولة فاشلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية الامنية-
انتقل الى: