abu
عدد الرسائل : 33 العمر : 64 Localisation : -------------- Emploi : --------------- Loisirs : -------------- تاريخ التسجيل : 29/11/2007
| موضوع: عباءات الموت السوداء:الانتحاريات: 140 عملية في 5 سنوات السبت مارس 29, 2008 5:37 am | |
| عباءات الموت السوداء:الانتحاريات: 140 عملية في 5 سنوات
28/03/2008
الظاهرة الجديدة في العراق تفتيش النساء في شكل واسع, في بغداد وكربلاء ومدن عراقية اخرى 120 نقطة في مختلف المحافظات وتوظيف مئات الشرطيات للقيام بهذه المهمة, وتجهيزهن بكل التقنيات المتطورة للكشف عن المتفجرات. انه الخوف من الانتحاريات, ارامل العباءات السود اللواتي يشاركن في تنفيذ هجمات «القاعدة», واللواتي تزداد عملياتهن في المرحلة الاخيرة. نهج «القاعدة في بلاد الرافدين» تطور في المرحلة الاخيرة وبصورة انقلابية فالاسلاميون المتشددون الذين كانوا, حتى الامس القريب, يفرضون حظرا على مشاركة النساء في العمليات الجهادية, ويفصلون الزوجات عن ازواجهن في مخيمات التدريب, ويوكلون اليهن الاشراف على تربية الأبناء كي يتفرغ الازواج للجهاد, تحولوا عن هذا السلوك, واستحدثوا خلايا جهادية نسائية تشارك بفعالية في العمليات الانتحارية. وقصة الانتحاريات في العراق تتعاقب فصولا, والهلع الذي تثيره العمليات التي ينفذنها يتزايد, لأن امرأة ترتدي عباءة منظر عراقي مألوف لا يثير الريبة, لكن الانتحارية التي تختبئ وراء العباءة وترتدي حزاما ناسفا جاهزا للتفجير, صارت هاجسا امنيا يوميا في شوارع المدن العراقية, الى حد ان لبس العباءة في المدينة بات في عيون الكثيرين مشروعاً انتحارياً. وقصة الانتحاريات في العراق بدأت مع اعلان ابو مصعب الزرقاوي €زعيم تنظيم «القاعدة» السابق€ عن تجنيد امرأة انتحارية لتنفيذ عملية انتحارية في بلدة تلعفر القريبة من الحدود السورية في ايلول €سبتمبر€ 2005. هذه العملية دشنت هذا النوع من العمليات التي تنفذها لأول مرة, نساء يبحثن عن اكبر عدد من الناس لتحويلهم الى اشلاء. حينها, قال الزرقاوي في موقع الكتروني على شبكة الانترنت «اللهم تقبل اختنا بين الشهداء فقد دافعت عن عقيدتها وشرفها». حتى الآن, لا يعرف شيء يذكر حول اول امرأة انتحارية لتنظيم «القاعدة» في العراق, باستثناء انها كانت ترتدي زي القرويين في اطراف الموصل. وبهذا تمكنت من اخفاء جنسها بما يكفي كي تتمكن من السير داخل حشد من المجندين الجدد في الجيش, من دون ان يتنبه احد, وتتحول الى اشلاء مع خمسة من الرجال الذين وقفوا في طابور للتطوع في اجهزة الامن, لتفتح فصلا جديدا من فصول العنف المسلح في العراق, والذي كان يستثني النساء من «الجهاد», بفتوى الزرقاوي نفسه. عن هذه الظاهرة يقول الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري ان من اهم الاسباب التي تشجع على ضم النساء الى النشاط الارهابي, هو انهن لا يثرن الشبهات حين يتجولن ميدانيا. ويضيف العسكري «استخدام النساء لتنفيذ عمليات ارهابية يحظى عادة بتغطية اعلامية واسعة النطاق, على الرغم من اننا لو بحثنا عن العمليات الانتحارية التي تقوم بها نساء, لوجدناها لا تتعدى اصابع اليد الواحدة». بعد شهرين من تفجير تلعفر, شن مهاجمو ابو مصعب الزرقاوي, عمليات انتحارية داخل ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية عمان, تسببت في مقتل 60 شخصا, ونشرت الرعب في الكثير من العواصم العربية القريبة من العراق. الجديد في الامر هو ان انتحارية عراقية كانت ضمن منفذي العمليات, فشلت في تفجير نفسها, وسرعان ما وقعت في ايدي اجهزة الامن الاردنية. كانت تلك ساجدة الريشاوي التي بث التلفزيون الاردني اعترافاتها, مشيرا الى انها زوجة احد انتحاريي تفجيرات الفنادق في عمان, وشقيقة تامر الريشاوي الذي يوصف بأنه «امير الانبار» في تنظيم ابو مصعب الزرقاوي, وساعده الايمن, الذي قتل في الفلوجة في وقت سابق من عمليات التفجير. وحول الطريقة التي يتم اقناع النساء بها من اجل تنفيذ العمليات الانتحارية, يقول محمد العسكري ان الجماعات المسلحة «تعمد احيانا الى استغلال بعض الفئات العراقية ممن تعرضوا الى فقدان احد افراد عائلتهم, او ممن يعانون العوز المادي, وربما بعض المشاكل النفسية. لكن في الغالب هم يدخلون من باب الدين اكثر من اي شيء آخر, وهو ما يكون له ابعاد كبيرة على اي انسان كان, مهما كان مبدأه او مذهبه او دينه. لذلك يظهرون لهم صورة مغايرة لما يجري على ارض الواقع, ويبالغون في اظهار الاضطهاد ويحاولون اقناعهم انه لا سبيل لتغيير الوضع إلا بالقتال في سبيل عودة الامور الى ما كانت عليه. لذلك معظم التحقيقات التي جرت لنساء او رجال لجأوا الى العنف المسلح, اثبتت انهم يخضعون لدوافع يكون الدين فيها مدخلا الى السياسة, اي انها دينية سياسية. هؤلاء يكونون ادوات طيعة في ايدي اناس يستثمرونهم من اجل مكاسب سياسية ليس إلا, لكنهم يدركون هذه الحقيقة بعد فوات الاوان, بعد ان يلقى القبض عليهم, او ينفذوا عملية انتحارية». ويتابع العسكري «تنظيم «القاعدة» يعاني انحسار تأثيره في الشارع العراقي واستخدامه للنساء لا يتعدى كونه اعمالا دعائية تساعد على جلب المزيد من المسلحين. صحيح ان عملية تجنيد النساء ليست أمراً سهلا بالنسبة اليهم, لأن المرأة بطبيعتها اقل تقبلا للمخاطر من الرجل, لكن العمليات التي تنفذها نساء انتحاريات تكون لها قيمة اعلامية اكثر من قيمتها الميدانية, و«القاعدة» تريد ان تقول ان النساء يقاتلن والرجال غافلون عن الحرب. في هذا السياق يمكن استرجاع عملية مورييل دوغوك €زوجة المغربي الاصولي المقيم في بلجيكا€ التي قدمت من بروكسل كي تفجر نفسها في العراق. عقب تلك العملية وجه الزرقاوي رسالة بالانترنت يقول فيها: «ألم يعد هناك رجال بحيث اصبح علينا تجنيد النساء؟ أليس من العار على ابناء امتي ان تطلب اخواتنا القيام بعمليات انتحارية بينما ينشغل الرجال بالحياة»؟ ويقول العسكري: الانتحارية ديغوك التي اشار اليها الزرقاوي كانت واحدة في مجموعة مسلحين جدد توجهوا الى العراق, وقصتها تحمل الكثير من الغرابة. كانت قد تحولت الى الاسلام عن طريق زواجها من رجل بلجيكي من اصل مغربي, كان يتبع تعاليم السلفيين المتطرفين. وغيرت اسمها الى «مريم», وسافرت الى العراق اواخر العام 2005 لتنفذ عملية انتحارية, حيث فجرت حزامها الناسف عند عبور دورية اميركية بالقرب منها في مدينة بعقوبة الواقعة الى شمال بغداد, لكنها قتلت نفسها من دون قتل اي اميركي. وبعد ديغوك, اردت القوات الاميركية زوجها قتيلا بإطلاق النار عليه بعد وقت قصير من مقتلها». وتستمر قصة الانتحاريات في العراق, وتدخل دول المغرب العربي الى قائمة الدول التي تلقي القبض على متشددين يقومون بتدريب نساء من بلجيكا وفرنسا للقيام بعمليات انتحارية في العراق, وقد تم توقيف 18 شخصا بعد وقت قصير من عملية مريم البلجيكية, وهم يحاولون تكوين تنظيم اطلقوا عليه اسم «القاعدة في بلاد المغرب» يشكل خلايا نائمة لأبي مصعب الزرقاوي, تكون على اهبة الاستعداد في دولة مجاورة للعراق, وتضم عددا من النساء اللواتي يسعين الى تنفيذ عمليات انتحارية. احد المتهمين الرئيسيين في تلك المجموعة, وهو محمد الرحا, قال انه عرض الفكرة على ابو بصير الجزائري الذي كان محاربا قديما في افغانستان ومرشدا للمجموعة, فرحب بالفكرة. وأضاف انه اخبر الانتحاريات في المجموعة, بضرورة ان يبايعن اميرا يتولى ارشادهن, بعد تلقي الموافقة على ذلك من اسامة بن لادن نفسه. وتظل الصورة عن الانتحاريات في العراق, غير مكتملة, ليس هناك طريقة لمعرفة دوافع الانتحارية بعد ان تكون قد تحولت الى اشلاء. لكن العسكري يواصل حديثه: في الحادي عشر من شهر حزيران €يونيو€ 2007, ألقت الشرطة القبض على اربع نساء انتحاريات كن يلبسن احزمة ناسفة, اثنتان منهن كانتا تريدان مهاجمة مبنى محكمة في الاسكندرية جنوب بغداد, والاثنتان الاخريان كانتا تحاولان مهاجمة احدى نقاط التفتيش التابعة للجيش العراقي جنوب بغداد, إلا ان النساء الاربع كن مترددات في تنفيذ العمليات الانتحارية, ما ولد الشكوك حولهن وسهل من عملية الاعتقال, المعتقلات الاربع اعترفن فيما بعد, بأنهن يعملن لحساب الجيش الاسلامي في العراق». ويضيف العسكري: في الثالث من شهر آب €اغسطس€ 2007, اعتقلت القوات الاميركية افراد شبكة تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» كانت تتولى تدريب انتحاريات لتنفيذ عمليات ضد الجيش الاميركي وقوات الامن العراقية والمدنيين العراقيين». تنظيم ما يسمى «دولة العراق الاسلامية» هو الآخر كان له دور في تكوين خلايا انتحارية نسائية, فقد اعلن في بيان له على شبكة الانترنت تشكيل كتيبة من الانتحاريات هي الاولى من نوعها, جاء فيه ان «ثلة من المؤمنات بالله تعالى من امهات وزوجات وبنات الشهداء في دولة العراق الاسلامية, شكلن كتيبة الخنساء الاستشهادية, وأعلنَّ الجهاد في سبيل الله» ودعا البيان الى الانضمام اليهن لمحاربة «الشر الصليبي». اليمني رشاد محمد سعيد, المعروف بـ«ابو الفداء», والذي قضى فترة زمنية قرب بن لادن في مسكنه في افغانستان قبيل احداث ايلول €سبتمبر€ 2001, يقول في موقع الكتروني «ان النساء اصبحن مقاتلات في تنظيم القاعدة», موضحا ان «النساء رافد اساسي في عمل تنظيم «القاعدة», وكان بعضهن يتلقين ادبيات عسكرية للدفاع عن النفس, ولكن لم يشتركن في القتال مباشرة, وإنما كن شريكات في الادارة والعمل على اجهزة الكترونية مثلا». لكن في العراق, لم تكتف الانتحاريات بالعمل على اجهزة الكمبيوتر, بل اصبحن طوال السنوات الماضية, جزءاً من قصة العنف الذي شهدته مدن البلاد, وتحول الى قصة لا يعرف احد متى ابتدأت بالتحديد, ولا متى ستنتهي. قبل اسبوعين تجددت العمليات الانتحارية النسائية في العراق, وفي منطقة كربلاء تحديدا. عقب هذا التجدد احصت مؤسسة متخصصة اكثر من 140 عملية نفذتها جهاديات في السنوات الاخيرة بين العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين, كما نشرت مؤسسة «راند» الاميركية معلومات موثقة عن عشر هجمات ارهابية تم تنفيذها في العراق بواسطة نساء. في هذا السياق اوردت وسائل الاعلام فتوى ليوسف القرضاوي قال فيها: «انه عندما يهاجم العدو ارضا اسلامية معينة, فإن الجهاد يصبح فرضا واجبا على كل المقيمين في هذه الارض, بل يمكن للمرأة في مثل هذه الحالة ان تخرج الى الجهاد من دون الحصول على موافقة زوجها «لتسهم في زيادة اعداد النساء اللاتي ينخرطن في الجهاد العالمي. والجانب الاكثر اثارة في هذه الظاهرة هو ان استخدام النساء في الهجمات الانتحارية يبدو منطقيا من الناحية التكتيكية, لأن احتمال تفتيش المرأة عند نقاط التفتيش والمطارات والحدود اقل من احتمال تفتيش الرجل, علاوة على انها يمكن ان تخفي المتفجرات في طيات ملابسها الاسلامية, وهو ما يؤدي الى صعوبة الوقاية من تلك العمليات. ومن الواضح ان الامر لا يقتصر على العراق, فقد نفذت مجموعة من النساء الشيشانيات والصوماليات والاوزبكيات والمصريات والفلسطينيات عمليات انتحارية. وتورد «واشنطن بوست» معلومات وشهادات على لسان المتطوعات اللواتي لا يتسترن على الادوار التي يلعبنها. «مليكة العارود», مثلا ارملة بلجيكية من اصل مغربي لعضو في تنظيم «القاعدة» اغتال القائد الافغاني الشهير احمد شاه مسعود قائد التحالف الشمالي المضاد لـ«طالبان». بعد عودتها من افغانستان بدأت «مليكة» تلعب دورا اكثر فعالية حيث تقوم بزيارة سجناء «القاعدة» في السجون الاوروبية, كما تدير موقعا على الانترنت تابعا للتنظيم. ولم تخف «مليكة» آراءها العنيفة عندما التقتها مراسلة «واشنطن بوست» في سويسرا, وهي آراء يمكن ان نقول عنها انها تندرج ضمن خطاب حركة نسائية جديدة تتبنى منظور «الجهاد» الاسلامي. وعلى الرغم من ان «مليكة» دينت بتهم ارهابية في سويسرا فإن هناك الكثيرات غيرها ممن يعتنقن آراء ويتبنين مواقف مماثلة. نعود الى العراق حيث تتكثف عمليات التفتيش عن الانتحاريات في المرحلة الاخيرة في بغداد والمحافظات. ويؤكد مدير اعلام شرطة كربلاء عبد الرحمن مشاوي نشر اكثر من 16 نقطة لتفتيش النساء عند مدخل مدينة كربلاء. ويقول ان ارتداء النساء العباءة التقليدية في المدينة يساعد في اخفاء الاحزمة الناسفة والمتفجرات والاسلحة تحتها, الامر الذي يستلزم اخضاع جميع النساء الداخلات الى مركز المدينة, للتفتيش الدقيق. ويضيف ان الخوف من دخول الانتحاريات دفع اجهزة الامن في المحافظـة الى نشر نقاط تفتيش تشرف عليها نساء عند المداخل الرئيسية للمدينة, وإلى توزيع اجهزة دقيقة للكشف عن الاسلحة والمواد المتفجرة التي قد يحملها الركاب. وظاهرة تفتيش النساء لا تقتصر على مدينة كربلاء, ذلك ان بغداد ايضا بدأت تشهد عمليات تفتيش مماثلة للنساء عند مداخل المدن والاسواق الشعبية, ولا سيما في مناطق الكاظمية والشعب والكرادة. ويؤكد العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية ان انتشار ظاهرة الانتحاريات خلال الاشهر الماضية, دفع وزارة الداخلية الى اتخاذ اجراءات مشددة في مناطق وأسواق ترتادها النساء. كما نشرت نقاط تفتيش نسوية متدربة على عمليات الكشف عن الاسلحة والمتفجرات وكيفية استخدام اجهزة التفتيش الحديثة في شكل صحيح والتعامل مع الموقف في حال اكتشاف وجود انتحارية بين النساء. ويضيف ان الوزارة نشرت اكثر من 120 نقطة تفتيش نسائية في عموم محافظات العراق, ووظفت مئات الشرطيات للقيام بهذه المهنة. كما اقدمت على تشديد اجراءات الامن وتوزيع اجهزة الكشف عن المتفجرات في نقاط تفتيش النساء داخل الاحياء السكنية والمدن. ويطالب اللواء عبد العزيز محمد جاسم مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع بنشر نقاط لتفتيش النساء قرب الدوريات المتنقلة ونقاط التفتيش المركزية في بغداد. ويقول ان «نقاط الجيش باتت تخشى النساء اللواتي يرتدين الزي الشعبي العباءة او الملابس الفضفاضة لسهولة اخفاء الاحزمة الناسفة تحتها». وفي هذا السياق يشير الى ان الوضع الامني الحالي وانتشار ظاهرة الانتحاريات, يفرضان على قوات الامن اتخاذ اجراءات امنية مشددة وتوزيع نقاط تفتيش النساء على نطاق اوسع مما هو عليه. وكانت انتحارية قتلت ستة اشخاص وأصابت آخرين عندما فجرت نفسها في بلدة قرب بعقوبة قبل اسبوعين ضمن سلسلة عمليات انتحارية نفذتها نساء. تقرير . جاد بعلبكيالناشر جريدة حوارات الالكترونية |
|
| |
|