أهم الكتب الأمريكية عن حرب العراق
28/03/2007
"وطن الجميع" واشنطن (تقرير واشنطن) - صدر في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الأخيرة عشرات الكتب ومئات الدراسات التي تناولت الحرب في العراق. وتباينت هذه الدراسات في تقيمها لدوافع الحرب والسياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش فيما بعد الحرب.
وقد حرص تقرير واشنطن على عرض الاتجاهات والآراء المختلفة دون تميز أو تفضيل لأي فريق. وفيما يلي ملخص لأهم عروض الكتب التي تناولت الوضع في العراق والتي نشرت في التقرير خلال السنتين الماضيتين.
1- اسم الكتاب: بماذا ندين للعراق: حرب وأخلاق بناء الدولة
اسم الكاتب: نوح فيلدمان
عمل نوح فيلدمان في السابق مستشارا لشئون الدستور مع سلطة التحالف المؤقتة التي أدارت العراق منذ مايو 2003 إلي يونيه 2004، وكان ضمن فريق عمل شارك في إعداد قانون الإدارة المؤقت الذي احتوي علي ضرورة إجراء العملية الانتخابية، وتسليم الإدارة لحكومة عراقية منتخبة. يدرس فيلدمان مادتي القانون الدستوري والفكر الإسلامي بجامعة نيويورك المرموقة. وأهم ما يميز هذا الكتاب هو أن كاتبه يعكس خبرة أكاديمية ممتازة، ممزوجة بخبرة عملية داخل العراق بعد الاحتلال، امتزجت بخبرة عملية داخل العراق ومن خلال مشاركة الكاتب في إعداد خريطة الطريق لعراق ديمقراطي جديد.
ويعترف الكاتب أن إدارة الولايات المتحدة للشأن العراقي في حالة فوضي منذ بدء الاحتلال في مايو 2003. ويعرف فيلدمان العراق جيدا، بالإضافة إلي كونه يتحدث العربية، يجعله ملما بتفاصيل كثيرة عادة ما يجهلها الأمريكي العادي وحتى صانع السياسية. يعرض الكتاب لتفاصيل ما يجري خلف الأبواب المغلقة فيما يتعلق بإدارة الاحتلال في العراق. وينصح الكاتب بضرورة تبني الولايات المتحدة بصورة أكثر جدية لعملية بناء الدولة في العراق، “لأنه الشيء الوحيد الذي سيقبله العراقيين". ويؤكد الكاتب إمكانية بناء الدولة إذا أصبح ذلك هدف أمريكي استراتيجي، لأنه الوسيلة الأكثر فعالية لمحاربة الإرهاب علي المدى الطويل، هذا بشرط أن تنجح عملية بناء الدولة في العراق في خلق ديمقراطية مستقرة.
يتناول الكتاب ما اقترفته الولايات المتحدة من أخطأ في العراق مما أدي وصول الحالة لما نراه كلنا الآن من تسيب أمني كبير. ويعدد الكاتب الأخطاء الأمريكية بدأ من حل الجيش العراقي، وصولا إلي عملية اجتثاث حزب البعث التي تمت بعشوائية نتج عنها غضب قطاع كبير من الطبقة الوسطي في العراق. ومع غياب مجتمع مدني فعال، وبعد فشل تجربة مجلس الحكم الذي أوجدته الولايات المتحدة، ولم تحترمه، كذلك لم يحترمه الشعب العراقي، لم يعد أمام الولايات المتحدة إلا أن تبدأ في نقل السلطات الحقيقية للعراقيين.
في النهاية يركز فيلدمان علي غياب أي جدية داخل الولايات المتحدة فيما يتعلق بمناقشة الحالة العراقية، ويتمثل هذا في "غياب أي جدل أو مناقشة جادة داخل الولايات المتحدة بخصوص ضرورة بناء دولة عراقية حديثة ديمقراطية"، وبعيدا عن ذلك يتم "التركيز علي موعد عودة الجنود لبيوتهم". ويري فيلدمان أن إجراء الانتخابات العراقية لن ينهي مسئوليات الولايات المتحدة في العراق، بل سيغير طبيعتها، انتظارا لإقامة دولة متكاملة علي أسس ديمقراطية حقيقية.
*للمزيد من الإطلاع انظر:
http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=35 2- اسم الكتاب: تسلسل القيادة: الطريق من 11 سبتمبر إلى ابوغريب
اسم الكاتب: سيمور هيرش
يجيء هذا الكتاب لكاتب مجلة نيويوركر الشهير الحائز علي جائزة بوليتزر– الجائزة الأكبر للصحافة في الولايات المتحدة- سيمور هيرش، ليلقي الضوء على سياسات الولايات المتحدة منذ أحداث 11 سبتمبر والتي أدت إلى وقوع جرائم وانتهاكات سجن أبو غريب. والكتاب إعادة كتابة لعدد من تحقيقاته الصحفية الجريئة والناجحة والتي أدت دورا كبيرا في الكشف عن العديد من فضائح ممارسات إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والتي كان الأهم فيها فضيحة معتقل أبو غريب في العراق في صيف 2004. خلال عام 2004، كانت مقالات وتحقيقات هيرش تجعل القارئ يفهم أكثر ما حدث في معتقل أبو غريب، ويتساءل عن جدوى استمرار الحرب علي الإرهاب العالمي بصورتها الحالية، ومثلت تحقيقات هيرش صدمة للكثير من الأمريكيين الذين اعتقدوا أن حكومتهم تقوم بحرب دفاعية من أجل أغراض نبيلة.
ساعد سيمور هيرش على كشف فضيحة سجن أبو غريب. واذا كان برنامج "60 دقيقة" قد سبقه بوقت قليل جدا فان برنامج محطة «سي. بي. اس» قد تم تقديمه بعد تأخيره بناء على طلب من البنتاغون بعد سماعه بأن هيرش على وشك نشر تقريره. وقام الأخير بكشف تقرير الميجور جنرال أنتونيو تاغوبا حول "الانتهاكات الإجرامية المتميزة بساديتها الصارخة وطابعها الخليع" داخل السجن، وحصل على صورة مثيرة للاضطراب لكلاب استخدِمت لتهديد عراقي عار يرتعد هلعاً. وفي نهاية الأسبوع الماضي اتبع تقريره السابق بآخر يبين فيه أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قد وافق على توسيع البرنامج السري الذي يسمح بممارسة التحقيق القاسي مع المعتقلين والذي حسب رأي هيرش قد آلت في الأخير إلى وقوع الانتهاكات في سجن أبو غريب.
ويقدم هيرش تفاصيل أكبر عن عمليات التعذيب غير الشرعية-حسب اتفاقية جنيف- التي تدار تحت إشراف أجهزة الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع أجهزة المخابرات في الدول الصديقة داخل العراق وخارجه. ويري أن ما يحدث منذ عدة سنوات في معتقل غوانتانامو بكوبا كان هو المدخل الطبيعي لما حدث في أبو غريب. ويؤكد الكاتب مسئولية الرئيس جورج بوش شخصيا عما حدث في أبو غريب بسبب سماحه بتجاوزات غير مقبولة في غوانتانامو وإعطائه الكثير من الإشارات الايجابية التي أدت لما حدث في معتقلات العراق، وكانت الإشارة الأهم هي توقيع الرئيس علي وثيقة سرية في فبراير 2002 تقول " أن بنود اتفاقيات جنيف المتعلقة بأسري الحرب لا تنطبق علي حالة الحرب علي الإرهاب لا في أفغانستان ولا في أي مكان أخر في العالم".
*للمزيد من الإطلاع انظر:
http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=95 3- اسم الكتاب: الليل يقرب!! الشعب العراقي في ظل الحرب الأمريكية
اسم الكاتب: انتوني شديد
يأخذنا أنتوني شديد في رحلة مشوقة تجوب أرجاء العراق على أنغام أغنية عبد الحليم حافظ "سواح" التي ترددت ألحانها ونغماتها كثيرا هربا من ليل طويل لا ينجلي ونهار لا يبدو أنه يقترب. ويقدم كتاب شديد نقدا لاذعا لفشل إدارة الرئيس جورج بوش في الإعداد بشكل دقيق لعراق ما بعد الاحتلال، وكذلك لخطواتها وحساباتها الخاطئة عقب الإطاحة بنظام صدام حسين.
ويجيء حساب شديد موضوعيا، حيث إن مراسل صحيفة الواشنطن بوست أختار ألا يبقي خلف الحواجز الأمنية الأمريكية داخل المنطقة الخضراء ببغداد، ورفض أن يرافق احدي الوحدات العسكرية المقاتلة كما فعل غالبية المراسلين الأمريكيين. فضل شديد أن يبقي مع مواطني الشعب العراقي، يتفاعل معهم مباشرة ويكتب عنهم وعن أحوالهم قبل وإثناء الغزو الأمريكي مما أعطاه ميزات فريدة لم يتمتع بها غالبية الصحفيين الأمريكيين. وفي حين يركز الإعلام الأمريكي على خسائر الولايات المتحدة في حربها في العراق من جنود وأموال...ينقل لنا انتوني شديد كما فعل في كتاباته السابقة وجها آخرا من الصراع يركز فيه على حياة الشعب العراقي الذي طالما عانى من حكم صدام حسين ويعاني حاليا من تبعات الاحتلال وعدم الاستقرار في العراق.
قابل شديد الكثير من العراقيين الذين لم يكن لديهم أي شيء جيد يذكر عن فترة حكم صدام حسين، بينما كان لديهم الكثير ضد الوجود والممارسات الأمريكية في العراق. ويذكر شديد الكثير من الحوارات التي كان قد أجراها مع عدد من أفراد الشعب العراقي ... فينقل عن صاحب محل اسمه محمد حياوي قوله "ماذا ستفعل معنا الآن الولايات المتحدة...الأول كانت معاناتنا من صدام حسين والآن معاناتنا من أمريكا".
*
للمزيد من الإطلاع انظر:
http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=158 4- اسم الكتاب: في بطن الطائر الأخضر: انتصار الشهداء في العراق
اسم الكاتب: نير روسن
نير روسن مؤلف الكتاب يعمل باحثا في مؤسسة نيو أمريكا فونديشن New America Foundation ، وصحافيا ومراسلا متخصصا في موضوع الوجود الأمريكي في العراق وأفغانستان، حيث قضى ما يزيد على عام في العراق بعد الحرب، وكتب العديد من المقالات في نيويورك تايمز وواشنطن بوست عن الاحتلال والعلاقة بين الأمريكيين والعراقيين وتطور الحركات السياسية والدينية العراقية بعد الحرب والصراع الطائفي. كما ركزت مقالات روسن على المسلحين الإسلاميين في العراق والمقاومة والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة ببساطة تخسر معركتها في العراق، وأن إدارة بوش خسرت الحرب في العراق بعدما انتصرت على الجيش العراقي بسهولة.وتمثلت الخسارة عندما سمحت الولايات المتحدة بوجود فراغ سياسي تم ملؤه بالعصابات المسلحة، والميليشيات والمتمردين ورجال الدين المتطرفين. ومنذ شهر إبريل 2003 ذهبت الولايات المتحدة من فشل إلى فشل أخر. ومنذ مرحلة ما قبل الحرب، كان الخطاب السياسي الأمريكي والحسابات الإستراتيجية إما غير محسوبة في أحسن الأحوال وأما كاذبة ومضللة في أحيان أخرى مما أضر حتى بالديمقراطية داخل أمريكا.ويتألف الكتاب من سبعة فصول ومقدمة وخاتمة. ويورد المؤلف في مقدمة كل فصل بعض الإحصاءات عن عدد القتلى بين الجنود الأمريكيين وعدد القتلى في صفوف المدنيين العراقيين وأحيانا عدد السجناء والمعتقلين خلال الفترة الزمنية التي يتناولها كل فصل.
يفرد روسن خاتمة كتابه للحديث عن أجواء الخوف والفزع والإحباط التي تخيم على العراق، حيث أطلق عليه جمهورية الخوف. وقد أورد الكاتب في بداية الخاتمة عدد السجناء العراقيين الذين اعتقلوا في الفترة ما بين مارس 2003 ويناير 2006، والذي بلغ 50 ألف سجين. ويضيف أن أقل من 2 بالمائة فقط من المعتقلين أدينوا جنائيا. أما عدد الهجمات ضد الأجانب وقوات الأمن العراقية والمدنيين فقد بلغت 34 ألف في عام 2005. يعبر الكاتب في مواضع كثيرة من الكتاب عن تشاؤمه إزاء واقع ومستقبل العراق، بل لا يتوقع أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية من العراق إلى توقف التوتر، ويرى أن العنف سيتصاعد بغض النظر عن الموقف الأمريكي وان الصوت الطائفي سيكون هو أعلى الأصوات في مستقبل العراق
.للمزيد من الإطلاع انظر:
http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=374 http://www.wattan4all.org/wesima_articles/derasat-20070328-23137.html