العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة6

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة6 Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة6   كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة6 Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 1:08 am

لم تنته قضية فندق فلامنجو مع قتل بوجسي، إذ كانت المافيا تريد استرداد المبالغ التي اختلستها فيرجينيا هيل. هكذا أرسلت كارمين جالانت، قاتل بوجسي، إلى أوروبا للبحث عنها. كانت لاجئة في باريس، ولكن عيون شبكة المافيات كانت موجودة في كل مكان. وذات يوم عندما كانت تتنزّه باطمئنان في ساحة الفاندوم اقترب منها أحدهم وقال لها: «أعيدي لنا ما هو لنا وسوف نتركك تعيشين بسلام. وإلا سوف يتصرف كارمين بطريقة تجعلك تفعلين ذلك».
وعدت بإعادة المبلغ في حقيبة بنفس المطعم الذي اصطحبها الرجل إليه. وبعد ثلاثة أيام اختفت والتجأت إلى سويسرا. بعد أيام فقط وجدتها المافيا من جديد. أعادت فيرجينيا، التي كانت أول امرأة تسرق المافيا، المبلغ ثم توفيت «منتحرة»، رسميا، في سالزبورج بالنمسا.
المافيا والسي.آي.ايه
بعد منع لوكي لوسيانو، زعيم «الكوزا نوسترا» من الإقامة في الولايات المتحدة وطرده من كوبا من قبل باتيستا تحت الضغوط الأميركية عاد للإقامة في موطنه الأصلي إيطاليا.
وفي ذات ليلة من شهر أكتوبر 1957 لاحظ سكان شارع روما في باليرمو رتلا من السيارات السوداء الفاخرة التي تتوافد إلى إحدى «الفيللات» الفخمة. كانت تلك السيارات تقل قيادات المافيا في أميركا وصقلية الإيطالية. كان ذلك الاجتماع في غاية الأهمية الاستثنائية كي يضم زعماء المافيا في ضفتي الأطلسي. وكان لوكي لوسيانو هو الذي حدد «شخصيا» كل الإجراءات المتعلقة.
كان الرهان كبيرا أيضا، فقبل عام كان نظام باتيستا في كوبا يترنّح بينما لاحت إمكانية انتصار فيدل كاسترو كبيرة في الأفق القريب، مما كان يعني حرمان المافيا من الهيمنة على «كازينوهات» المربحة جدا. لكن لم تكن مسألة «نوادي اللعب» هي التي تشغل بال لوسيانو، وإنما مسألة أخرى أكثر «جيوستراتيجية».
إذ كيف يمكن التعويض عن منطقة مثل كوبا بزعامة باتيستا تسمح بازدهار تجارة المخدرات؟ كانت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ منذ ثورة كاسترو. بالتالي كان لا بد من اتخاذ إجراءات ملحّة من أجل إعادة تنظيم السوق الدولي للمخدرات الذي أصبح مصدر أموال طائلة بالنسبة لمافيا كوزا نوسترا التي أحكمت سيطرتها عليه.
اكتسبت قمة باليرمو أهمية استثنائية إلى درجة أنها أطلق عليها تسمية يالطة الهيرويين، للتشبيه بقمة يالطة التي عقدها الرؤساء الثلاثة ستالين وروزفلت وتشرشل على ضفاف البحر الأسود بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من أجل الاتفاق على رسم خارطة جديدة لأوروبا ولاقتسام مناطق النفوذ في العالم. أما قمة باليرمو فإنها رمت إلى اقتسام مناطق النفوذ في العالم فيما يتعلق بعالم الجريمة المنظمة عامة، وتجارة المخدرات بشكل خاص.
ويرى المؤلف أنه من أجل فهم الأسباب العميقة التي جعلت البعض يطلقون على اللقاء المافيوزي لباليرمو «القمة المافيوزية الأكثر أهمية في التاريخ»، تنبغي العودة قليلا إلى الوراء. ففي بداية سنوات الخمسينات أدركت الكوزا نوسترا أن تجارة المخدرات تشكل السوق الأكثر مردودا في ميدان الجريمة المنظمة. وقد كانت تسيطر على السوق الأميركية.
وكانت جزيرة صقلية قد أصبحت «نقطة التوزيع» لجميع الشبكات التي تزوّد الأسواق بالمخدرات. هكذا كان يصل المورفينعبر نقله غالبا عبر الشرق الأوسط وخاصة من تركيا أو من ميناء بيروت.
وكانت المافيا قد أقامت علاقات وثيقة مع عدد من شركات الصناعات الدوائية مما سمح ب«تكرير» المورفين وتحويله إلى هيرويين كي يتم توصيله إلى الولايات المتحدة في «علب أدوية» عبر مجموعات مافيوزية متواجدة في ريو أو كاراكاس أو مونريال أو مرسيليا. لكن بقيت الشبكة الصقلية هي الأكثر أمنا ونشاطا، وحيث تستطيع المافيا السيطرة بشكل أفضل على العملية أكثر مما هو في الولايات المتحدة حيث يُبدي الرأي العام حساسية خاصة حيال تجارة المخدرات.
كانت كوبا وحدها هي التي تمثل منطقة تتمتع فيها المافيا بسيطرة مماثلة لتلك التي كانت تتمتع بها في جزيرة صقلية. ثم كانت الكوزا نوسترا قد توصلت إلى خلق شبكة جديدة في كوبا لتجارة الكوكايين خاصة بالتواطؤ مع الدكتاتور باتيستا.
كانت الأمور قد بدأت بالتغير منذ مطلع سنوات الخمسينات إثر اتخاذ الحكومة الأميركية إجراءات حازمة ضد تجارة المخدرات مما أعطى أهمية كبيرة لكوبا القريبة من الولايات المتحدة. ضمن مثل ذلك السياق مثّلت الثورة الكوبية تهديدا حقيقيا لمصالح المافيات، وأصبحت مسألة إعادة تنظيم تجارة المخدرات أمرا جوهريا تطلّب الدعوة إلى عقد «قمة باليرمو» التي قررت أن تصبح جزيرة صقلية هي «مركز التوزيع» لتجارة المخدرات بدلا من كوبا.
وفي عام 1962 توفي أكبر «عرّاب «في تاريخ مافيا كوزا نوسترا، أحد الأكثر شهرة، عندما كان في مطار نابولي وهو ينتظر الكاتب السينمائي «مارتن جوش» الذي كان يريد أن يكتب سيناريو لفيلم عن حياته.
مع وفاة لوسيانو تأججت النزاعات بين عرّابي المافيا في نيويورك من أجل السيطرة على تجارة المخدرات التي كانت قد بدأت تدرّ مليارات الدولارات سنويا. هذا إلى جانب النشاطات «التقليدية» في السيطرة على نوادي اللعب والمقامرة والدعارة. هكذا عرفت نيويورك موجة من العنف التي لم تكن شوارعها قد شهدت مثلها من أجل السيطرة على سوق المخدرات.
ولكن اللعبة أصبحت مكشوفة إلى درجة أن أجهزة الشرطة الأميركية قررت أن «تحاصر جميع العرّابين». هذا ما وضع في الواقع العملي حدّا لطموحات الكثيرين منهم بخلافة «لوكي لوسيانو».
وينقل المؤلف من تقرير للسناتور الأميركي «كيفوفر»، رئيس اللجنة التي شكّلها مجلس الشيوخ لمكافحة الجريمة المنظّمة قوله: «توجد في الولايات المتحدة نقابة للجريمة (...) وخلف العصابات المحلية (...) هناك تنظيم دولي في الظل معروف باسم المافيا، وهو ذو طبيعة سريّة إلى درجة أن العديد من الأميركيين يشكّون بوجوده أصلا. إن تغلغل رجال العصابات في التجارات المشروعة يتقدم بصورة تثير القلق في الولايات المتحدة الأميركية».
علاقات خطرة
فوجيء الأميركيون بوجود منظمة للجريمة، التي كان المسؤول الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي ادجار هوفر يتجاهل حتى وجودها، بل وحاول تعطيل عمل لجنة مجلس الشيوخ. ورفض قيام مكتبه بحماية شاهدين في إطار مهمة اللجنة وُجدا مقتولين بعد حين.
فلماذا كان مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي ينكر وجود المافيا؟ ذلك أنه بكل بساطة لم يكن قريبا من رؤساء المافيا فحسب وإنما لكون أنه كان يخسر آلاف الدولارات في سباق الخيل، وما عبّر عنه أحد قادة المافيا نفسها بالقول: «إننا نقوم بتمويل خسارته، دون أية فوائد».
كان كارلو جامبينوهو آخر عرّابي المافيا الكبار. وهو الذي قاد «المنظمة» لمدة 17 سنة في أصعب اللحظات مع وصول جون كندي إلى السلطة والذي لم يكن الرؤساء الأميركيون قبله قد اهتموا فعلا بالمافيا. لقد كان شديد الحساسية حيال «الخطر المافيوزي». وهذا ربما يعود، حسب قول المؤلف، إلى «الماضي الغامض لوالده جوزيف كندي الذي كانت له علاقات مبهمة مع بعض المافيوزيين» مثل سام جيانكانا.
جيانكانا هذا لم يساعد السي.آي. ايه في محاولة اغتيال كاسترو فحسب، بل ساعد في تدريب «المتطوعين الكوبيين، الذين شاركوا فيما بعد بعملية الإنزال البحري الفاشلة في خليج الخنازير بكوبا. ويكتب المؤلف: «من المحتمل جدا أنه - أي جيانكانا- عقد صلات كثيرة بسبب أسفاره العديدة إلى أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، بل وساعد الأنظمة الدكتاتورية المدعومة من السي.آي.ايه من أجل القيام بعمليات سريّة. كان يعرف شاه إيران وكان يملك معارف مدهشين بما في ذلك في الفاتيكان حيث كان له صلة بالعديد مع من الذين شاركوا في إفلاس بنك البوليزاريو وفي فضيحة المحفل الماسوني ب-2».
وتتم الإشارة الى أنه عندما كان جيانكانا في أوج قوته أرسل تقريرا صوتيا لجون كندي أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية. لكنه عند انتخابه رئيسا لم ينتهج سياسة ملائمة للمافيا، بل عيّن أخاه بوبي كوزير للعدل حيث قام بملاحقة الزعماء المافيوزيين وحدد قائمة للمطلوب «الإطاحة» بهم وكان في عدادهم جيانكانا نفسه.
هكذا في الوقت الذي كانت تتدفق فيه الأموال بكميات هائلة على المافيا من تجارة المخدرات ونوادي المقامرة وحيث كانت تسيطر على العديد من مشاريع النساء في مانهاتن وأسواق الأسهم في وول ستريت، كانت الشرطة بنفس الوقت «تضيّق الخناق» عليها.
في ذلك السياق اهتمّ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ببعض «العائلات المافيوزية» التي لها صلات «غير قليلة» مع الرئيس الجديد. وكانت النساء تمثل إحدى نقاط ضعف كيندي. وفي مثل ذلك السياق استجدت قضية «الموت المشبوه» للممثلة مارلين مونرو، وهل كان انتحارا أم قتلا؟ هناك روايات كثيرة متناقضة. كانت قد تعرّفت على روبرت كيندي الذي عرّفها على أخيه.
وينقل المؤلف عن جيانكانا كتابته في مذكراته: «استغلت السي.آي.ايه مفاتن مارلين من أجل الاقتراب من زعماء عالميين من أمثال سوكارنو» ويؤكد المؤلف هنا أنها كانت على علم بالعلاقة بين السي.آي.ايه والمافيا وبالتالي «كان من الأفضل أن تصمت». وإذا كان المؤلف لا يخوض في التفاصيل، فإنه يحدد القول تبعا لرواية المافيا ولأقوال عميل سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي هو وليام رومر فإن «سام جيانكانا وأربعة من رجاله تكفّلوا بوضع حد نهائي لمسيرة مارلين».
كان ذلك «يعطي هامشا أكبر للكوزا نوسترا»، كما يقول المؤلف ثم يضيف: «إن اغتيال جون كيندي يوم 22 نوفمبر 1963، الذي سيبقى كما يبدو من دون تفسير، يترافق دائما بذكر اسم المافيا».
إضاءة
اكتسبت قمة باليرمو أهمية استثنائية إلى درجة أنها أطلق عليها تسمية يالطة الهيرويين، للتشبيه بقمة يالطة التي عقدها الرؤساء الثلاثة ستالين وروزفلت وتشرشل على ضفاف البحر الأسود بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من أجل الاتفاق على رسم خارطة جديدة لأوروبا ولاقتسام مناطق النفوذ في العالم. أما قمة باليرمو فإنها رمت إلى اقتسام مناطق النفوذ في العالم فيما يتعلق بعالم الجريمة المنظمة عامة، وتجارة المخدرات بشكل خاص.
عرض ومناقشة: د. محمد مخلوف
البيان الامراتيه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة6
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة 5
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (1)
» كتاب ـ المافيات.. صناعة الخوف ـ الحلقة (2)
» كتاب ـ المافيات..صناعة الخوف ـ الحلقة (3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية الامنية-
انتقل الى: