iraqi
عدد الرسائل : 5 العمر : 44 Localisation : iraq Emploi : bagdhad Loisirs : tetry تاريخ التسجيل : 20/05/2007
| موضوع: تغيير العالم الجزء الاول الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 5:03 pm | |
| قراءة في كتاب: مانيفستو: ثلاث مقالات كلاسيكية في تغيير العالم تشى غيفارا ـ روزا لوكمسبرغ ـ كارل ماركس وفريدريك إنجلز
| عرض وتحليل د. مسعد عربيد
| 12/11/2007
| *إسم الكتاب: Manifesto: Three Classic Essays on How to Change the World (المانيفستو: ثلاثة مقالات كلاسيكية في تغيير العالم) المؤلفون: Che Guevara, Rosa Luxemburg, Karl Marx and Fredrich Engels الناشر: Ocean Press, Melbourne, Australia, 2005 (166 pages)
(1) يجمع هذا الكتاب ثلاثة نصوص: "البيان الشيوعي" (1848) لكارل ماركس وفريدريك انجلز، و"الاصلاح أم الثورة" (1899) لروزا لوكسمبرغ و"الاشتراكية والانسان في كوبا" (1965) لإرنستو تشى غيفارا. كتب المقدمة أرماندو هارت، أحد كبار المثقفين الشيوعيين الكوبيين وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوبي الذي شغر منصب وزير التربية ثم وزير الثقافة في كوبا (1976 ـ 1997).[1]
لا ننوى تقديم عرض للكتاب بقدر ما نود ان نتوجه الى:
· تجليس هذه الاعمال في سياقها التاريخي الذي يجمع بينها من أجل تلمس الخيوط التي تربط بينها، وبين نضال الانسان عبر التاريخ.
· راهنية الافكار والمفاهيم التي يتضمنها الكتاب ودورها في مسيرة الانسانية ونضالها في سبيل نمط جديد من التفكير والفعل في القرن الحادي والعشرين.
· تتبع التطور الفكري لهذه الاعمال في المسيرة الفكرية والنضالية لمؤلفيها.
من هنا نرى ان الفائدة الرئيسية من نشر هذه النصوص مجتمعة، هو حث القارئ على دراسة الافكار التي تساهم في تلمس الدرب نحو التحول الثورى، وتلك بحق هي سمة عصرنا بل أكثر مهامه تعقيداً وإلحاحاً وراهنيةً.[2]
(2) السمات المشتركة
تنبض الاعمال الثلاثة في هذا الكتالب بالفكرة الحية والذهن المتيقظ، وتتسم بمسحة انسانية شمولية همّها الانسان وظروف معيشته وتحقيق ذاته. إلاّ ان "تحقيق الذات" من منظور هؤلاء المفكرين لا يعني ولا يكون بخسارتها او بذوبان الفرد في كتلة أو جمع جماهيري، وإنما بالتحرر من احاسيس الاغتراب في مجتمع "للكل". وعلى الرغم من التباين في تقييمها، تظل هذه الافكار الاكثر عمقاً وراديكاليةًً بين الافكار التي أنتجتها اوروبا القرنين التاسع عشر والعشرين. (ص 13)
نرى ماركس يسعى الى "التحرر الكامل" لكافة الخصائص والحواس البشرية، حيث تصبح العين "عيناً بشرية" وحيث يصبح الشيء "شيئاً إنسانيا إجتماعياً". وتحدثنا لوكسمبرج عن "السعادة الاجتماعية" والحرية للكل "كامتياز خاص" وعن "محبة كل يوم جميل"، اما تشى غيفارا فيتحدث عن الثوري الذي تحدوه "مشاعر الحب العظيمة" وعن الحاجة الى "الانسان الجديد" الذي يولد من خلال المشاركة المسؤولة في "مجتمع للكل".
ناضل مؤلفو هذه الاعمال من أجل رؤية لمجتمع متكامل يشعر كل فرد فيه بالترابط حيث "التنمية الحرة لكل فرد هي شرط للتنمية الحرة للجميع". كما قال ماركس، أو كما قال تشى: "ليست الثورة، خلافاً لما يزعم البعض، جهازاً لقياس الارادة والمبادرة الجمعية. على العكس من ذلك، فهي المحرر للقدرة الفردية للانسان. إن ما تفعله الثورة هو توجيه هذه الطاقة".
بوسعنا ان نكثف الجوهر العام والمشترك للنصوص الثلاثة:
أ) تطلع الانسان الى التحرر خلال حياته هذه وفي دنياه هذه لا في "الآخرة"، مستعيناً بالمعرفة والعلم والإرتقاء بالوعي وبتجنيد فقراء ومضطهدي هذا العالم (مادة التغيير والثورة) في هذا المشروع.
ب) وعليه، جاءت هذه المقالات محاكمةً للإغتراب الانساني، بكافة تجلياته، والناتج أساساً من إغتراب العامل (والفلاح والكادح) عن إنتاجه وعمله بسبب إستغلال الانسان للانسان.
ت) تلتقي هذه الدراسات على فكرة أساسية مشتركة، ولعلها الخيط الرابط بين نضالات الشعوب، وهي ان النظام الراسمالي بطبيعته وتطوره يخلق التناقضات والتفاوتات بين الناس والطبقات والفئات مما يستدعي النضال ضد الاستغلال والفوارق الاجتماعية والاقتصادية من أجل إيجاد وسائل لتعميم عادل للثروة والموارد وإشراك المجتمع فيها.
لم يكونوا حالمين رومانسيين في مسعاهم هذا رغم بلاغة وجمالية أعمالهم. ولم يكن فهمهم لأحداث زمنهم، ردة فعل عليها، بل إستند الى تقييم نقدي للمجتمعات الانسانية وإقتصادها السياسي ونظمها الاجتماعية وتطورها منذ القدم مروراً بما لا يحصى من إرهاصات وتغييرات عميقة وحروب أودت بحياة الملايين من البشر.
من هنا، فان دراسة هذه الاعمال وتأثيراتها لا تستوي دون تجليسها في سياقها التاريخي رغم تباين الحقبات التاريخية المختلفة التي كتبت فيها.[3]
أ) تميزت هذه الحقبات بتصاعد وهيمنة رأس المال بوتيرة متسارعة وبسعيه نحو التوسع والاستيلاء على أسواق جديدة بغية مضاعفة أرباحه حتى ولو كان ثمن ذلك حروباً دموية تذهب ضحيتها الملايين. وكانت نتيجة هذا المشروع الراسمالي المسعور إثراء القلة وإفقار الاغلبية وتعميق الهوة السحيقة بين الطبقات والفئات الاجتماعية.
ب) إتسمت الحقبات التاريخية التي عايشها هؤلاء المفكرون وناضلوا فيها بالغليان الاجتماعي والشعبي من ثورات وإضرابات وإنتفاضات، جاءت لتأكد أمراً واحداً، وإن إختلفت في الشكل، وهو رفض العمّال والفلاحين والفقراء لواقع الاستغلال الذي يعيشونه وتصميمهم على النضال من أجل الانعتاق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ونحو التحكم في الثروة التي ينتجونها بما أنهم أصحابها وملاّكها الحقيقيون. هذا ما تكرس في وعي هؤلاء المفكرين وتجلي في صرخاتهم التي جاءت لتعبر عن معاناة وأوجاع الطبقات الشعبية. وفي "وعيهم" هذا عثر هؤلاء الثوار على معنى حياتهم وتجلت غاية وجودهم فعاشوا وناضلوا وقضوا أمناءاً لها.
ت) لم تتكون، ولم تكتمل أفكار هؤلاء الثوار في فراغ أو في عزلة أكاديمة، بل إستقوا المعرفة والتجربة ممن سبقهم، فجاء نتاجهم ثمرة دراستهم ومشاهداتهم وإنخراطهم العملي في نضالات حركات التغيير الثورية والاجتماعية في عصرهم مما دفع هؤلاء الثوار الى آتون الاحداث، فحراك الجماهير والشعوب والفقراء لا يتوقف بل يميز كل حقبات التاريخ بشكل أو بآخر وبوتير أو باخرى. كما جاءت هذه النصوص ثمرة الحوار والجدل مع رفاق الدرب ومناضلي تلك الحقبة. ف"البيان الشيوعي" لماركس وإنجلز جاء بتكليف من عصبة الشيوعيين الالمان لوضع برنامج للحزب، ومقالة لوكمسبرج جاءت في خضم معركة الرد على المحاولات الارتدادية في الحركة الشيوعية الالمانية والعالمية التي تزعمها آنذاك إدوار روبنشتاين، أما دراسة تشى غيفارا فقد تزامنت مع تصاعد حركات التحرر في العالم الثالث ونهوض بلدان حركة عم الانحياز ومع إنطلاقته نحو الثورة الاممية التي بدأها في الكونغو وإنتهت باستشهاده في بوليفيا. لذا جاءت هذه النصوص ومؤلفوها، أبعد ما سجل التاريخ المعاصر عن الدوغما والتشنج العقائدي وأقربها الى الالتحام باوضاع الفقراء:
ـ فقد عاش ماركس فقيراً ومريضاً وهكذا مات؛
ـ أما لوكسمبرج فقد عانت طيلة حياتها حتى لقيت حتفها بعد أن القي القبض عليها رجال البوليس الالماني وأتخذوا القرار باعدامها ونفذوه فوراً بعد أن عملوا بها تعذيباً وتنكيلاً؛
ـ أما ثالثهم، تشى غيفارا، فلا تخفى ملحمة إستشهاده في الادغال البوليفية على أحد.
(3) البيان الشيوعي
كلفت عصبة الشيوعيين (جمعية عمّالية عالمية) في مؤتمر لندن المنعقد عام 1847 كلاً من كارل ماركس (1818 ـ 1883) وفريدريك انجلز (1820 ـ 1895) بإعداد برنامج مفصل للحزب يعالج الجوانب النظرية والتطبيقية في نضال الشيوعيين.[4]
ارسلت مخطوطة "البيان" الى لندن حيت تمت طباعتها بالالمانية في شباط (فبراير) 1848. رأى "البيان" النور للمرة الاولى بالانكليزية عام 1850 وبالفرنسية قبيل إنتفاضة 1878، أما في الولايات المتحدة فقد ظهرت طبعته الاولى عام 1871. تلت ذلك ترجمات وطبعات لا تحصى بكافة اللغات كانت أولها البولندية والروسية. وكما قال انجلز: "ورغم أن الظروف تبدلت كثيراً خلال السنوات الخمس والعشرين الاخيرة [منذ صدور البيان]، فالمبادئ العامة الواردة في هذا "البيان" لا تزال بالاجمال محافظة على كل صحتها، وان كان يجب ادخال بعض التعديل على عدد من الفقرات. ان "البيان" نفسه يوضح ان تطبيق هذه المبادئ يتعلق دائما وفي كل مكان بالظروف والاوضاع التاريخية في وقت معين....".[5]
يظل "البيان" من أكثر النصوص جدلاً وتأثيراً، وربما رواجاً حسب إعتقاد الكثيرين، في التاريخ البشري. إذ لم تتزعزع آثار هذا العمل على التاريخ والشعوب والمجتمعات منذ صدوره عام 1848 كونه دخل وعي الشعوب إما للإرتقاء به وتجذيره، وإما لنسف ما علق به من أوهام وقيم بالية وغيبيات. وفي كل الاحوال، يظل "البيان" أعظم وأهم الوثائق الانسانية التي كتبت من أجل الفقراء معلناً إصطفاف الشيوعيين، وأبوي الفكرة الشيوعية ماركس وإنجلز، في جبهة نضالهم من أجل محو الاستغلال. يجزم أرماندو هارت في مقدمة الكتاب، بانه لم يقم حدث سياسي، منذ صدور" البيان"، لم يتأثر أو لم تكن له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالافكار الملتهبة التي إكتنزها. وما زالت أفكار وعبارات ذلك "البيان" صائبة حتى يومنا هذا، بعد ما ينوف على قرن ونصف.
ليس جديداً ان ماركس وانجلز كانا أول من شخّص أزمة المجتمع والانسانية في مفهوم جذري، رغم بساطته، خلاصته ان الازمة تكمن في رأس المال الذي ينهب البروليتاريا (والمقصود الاوسع هنا هو العمال والفلاحين والفقراء والكادحين في القرن التاسع عشر والذين لا يختلفون من حيث الجوهر عن كادحي القرنين العشرين والواحد وعشرين) ثمرة عملها ويرمي بها في غياهب الاغتراب عن إنتاجها وذاتها ومجتمعها، بل أبعد من ذلك، كانا أول من فهم رأس المال كنظام يحمل في ذاته بذور دماره وزاوله: "البرجوازية لا تستطيع البقاء بدون أن تُـثـوِّر باستمرار أدوات الإنتاج، وبالتالي علاقات الإنتاج المجتمعية. بخلاف ذلك، كان الحفاظ على نمط الإنتاج القديم، بدون تبديل، الشرط الأول لبقاء كل الطبقات الصناعية السالفة. وهذا الإنقلاب المتواصل في الإنتاج، وهذا التزعزع الدائم في كل الأوضاع المجتمعية، والقلق والتحرك الدائمان، هذا كله يميّز عصر البرجوازية عمّا سبقه من عصور. فالعلاقات الجامدة الصَّدئة مع ما يستتبعها من تصوُّرات وأفكار قديمة موقّرة، تتفكك كلها، وكل جديد ينشأ يهرم قبل أن يصلُب عوده، والتقسيم الفئوي القائم يتبدد هباء، وكل ما هو مقدّس يدنّس، والناس يُجبرون في النهاية على التفرّس في وضعهم المعيشي، وفي علاقاتهم المتبادلة بأعين بصيرة." (ص 33)
رغم الدور التقدمي الذي لعبته البرجوازية الحديثة التي قامت على أنقاض الاقطاع بعد تصفيته، فانها لم تستطع ان تزيل التناقضات، بل ولّدت تناقضات اكثر حدةً وعمقاً. وكان جل ما فعلته هو إحلال ظروف القهر بظروف أخرى مماثلة حافلة بالتناقضات التي تهدد مستقبل البشرية.
يجد القارئ لدى مطالعته "للبيان" وما تلاه من تطورات على مدى أكثر من قرن ونصف، ان هذه التطورات قد أكدت الحقائق الاساسية الواردة فيه والتي تكررت في حياة المجتمعات مراراً منذ ذلك الحين. كما تؤكد القراءة المتمعنة والأمينة لهذا الكتاب ان تاريخ المجتمعات البشرية، ما زال حتى يومنا هذا، صراعاً أزلياً بين القاهر والمقهور ومواجهة مباشرة ومكشوفة بينهما، وإن غُلّفَ أحياناً أو إحتجب أحياناً اخرى.
(4) الاصلاح أم الثورة
يجدر بنا التوقف عند مقالة روزا لوكمسبرج "الاصلاح أم الثورة"، للتعريف بفكرها الذي ظل محجوباً لردح طويل من القرن العشرين.
جاء كتاب لوكسمبرج بعد نصف قرن من صدور "البيان"، ليشنّ هجوماً على النزعات الاصلاحية والانتهازية التي تزعمها أدوارد روبنشتاين، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني آنذاك، والتي إدّعت الاصلاح الاشتراكي في حين أبقت، في حقيقة الامر، على نظام العلاقات الانتاجية (الاجتماعية) على حالها. ولم يردع لوكسمبرج عن ذلك كونها الكاتبة الشابة والمرأة في حزب سادت فيه الشوفينية الذكورية.
اطروحات إدوراد برنشتاين
لمع إدوارد برنشتاين (1850ـ 1932) في ريادة الفكر الشيوعي وقيادة الحركة الشيوعية الالمانية والاممية الثانية. إلاّ أنه إرتد بعد وفاة إنجلز (1895) ونشرَ مجموعة من المقالات في الفترة بين عامي 1896 و 1898 تحت عنوان "مشاكل الاشتراكية" ظهرت في مجلة الازمنة الحديثة Neue Zeit (المجلة النظرية لحزب الديمقراطية الاشتراكية الالماني). وقد نظّر برنشتاين في هذه المقالات لموقف نقدي من أعمال ومفاهيم ماركس من راس المال حيال ما رآه برنشتاين تنامياً للديمقراطية الاجتماعية. وكانت خلاصة حجته، وغيره من دعاة الاصلاحية آنذاك، ان مفاهيم ماركس قد أصبحت "عتيقة الطراز". إرتكز روبنشتاين الى:
أ) أن التجربة قد أثبت خطأ توقعات ماركس حول الإنهيار المحتوم للراسمالية.
ب) ان الراسمالية تستيطع ان تتغلب على الفوارق الطبقية بوسائل إصلاحية (مطلبية، قانونية، برلمانية) مثل تحسين اوضاع الطبقة العاملة، توسيع القدرة على الاستلاف، تطوير وسائل المواصلات، وتمركز الشركات والمؤسسات التي زادت من نزوعها نحو تعميم الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج. بعبارة اخرى، رأى الاصلاحيون (1) أن هذه الخطوات ستعيق التناقضات الطبقية التي تقود الى التمرد الاجتماعي وبالتالي الى الثورة ضد الراسمالية، و (2) أن هذه الوسائل والتدابير قادرة على التغلب على "فوضى" السوق الراسمالية حيث أن الراسمالية قد إتجهت هي ذاتها، نحو إخضاع الانتاج لأشكال إجتماعية (أي لأشكال الملكية الجمعية أو الاجتماعية socialized production) وصولاً الى الإدعاء بان النضال المطلبي النقابي للعمال قادر على إنتزاع زيادة في اجورهم من شأنها، في المحصلة، ان تقلل من معدل ربح الراسماليين الى حد يتوقف معه الاستغلال الراسمالي دون الحاجة الى ثورة إجتماعية.
ت) إستند روبنشتاين في اطروحاته هذه الى العديد من الاعتبارات والتطورات الاقتصادية والسياسية التي حفل بها الربع الاخير من القرن التاسع عشر.
ث) خلص برنشتاين، وهنا بيت القصيد، الى ان تصاعد قوة ونفوذ "الديمقراطية الاجتماعية" social democracy وحزب الديمقراطية الاجتماعية الالماني SPD والملايين من أعضائه وأنصاره، يشيران الى إمكانية وقابلية النظام الراسمالي للاصلاح عبر الوسائل القانونية والبرلمانية. وقد كثف برنشتاين مواقفه هذه بعبارته: " بالنسبة لي، فان الحركة [يقصد الحركة السياسية والاجتماعية ـ م ع] هي كل شيء، أما الهدف فهو لا شيء".
رد لوكسمبرج على الاصلاحيين
لم تكن روزا لوكسميرج أول من رد على اطروحات برنشتاين، ولم تكن الوحيدة أيضاً. إلاّ أن تحليلها كان الأكثر شمولية مما أحرز لها موقعاً مرموقاً كمناضلة ومفكرة في الحركة الاشتراكية الالمانية والاممية الثانية ولم تكن قد بلغت من العمر سبعة وعشرين ربيعاً. كما رفعها نقدها الجريء لروبنشتاين الى مصافي المفكرين الماركسيين الجذريين الذين شهروا السلاح بوضوح وجرأة ضد النزعات الاصلاحية داخل الاممية الثانية، دون أن يمس ذلك أو يقلل من دورها في الدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية.
نشرت لوكسمبرغ ردها على اطروحات برنشتاين في مجموعة من المقالات (بين سبتمبر 1898 و ابريل 1899)، تم تجميعها عام 1899 في كتاب بعنوان "الإصلاح الاجتماعي أم الثورة". ثم ظهرت الطبعة الثانية من ذلك الكتاب عام 1908 بعد أن أدخلت عليه المؤلفة بعض التعديلات بعنوان "الاصلاح أو الثورة". وما زال ردها، من وجهة نظر الكثير من المحللين، من أفضل الابداعات الماركسية في دحض "الاوهام" حول دحر الراسمالية بالوسائل الاصلاحية والقانونية والبرلمانية.
|
| |
|