العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تغيير العالم الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
iraqi




ذكر
عدد الرسائل : 5
العمر : 44
Localisation : iraq
Emploi : bagdhad
Loisirs : tetry
تاريخ التسجيل : 20/05/2007

تغيير العالم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: تغيير العالم الجزء الثاني   تغيير العالم الجزء الثاني Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 20, 2007 5:09 pm


عرض وتحليل د. مسعد عربيد
12/11/2007
*إسم الكتاب: Manifesto: Three Classic Essays on How to Change the World
(المانيفستو: ثلاثة مقالات كلاسيكية في تغيير العالم)

يقدم لنا تشى تحليلاً، وإن بدى جنينياً، للعلاقة بين البنية الفوقية والعوامل الذاتية (الايديولوجية، السياسية، الاخلاقية، الثقافية) من جهة، والقاعدة المادية (الاقتصادية) في المجتمع الاشتراكي خلال سنوات الثورة الكوبية وبدايات البناء الاشتراكي في ذلك البلد (1959 ـ 1965)، من جهة ثانية. ويشير تشى الى أن المجتمع، في هذه المرحلة ـ مرحلة البناء الاشتراكي، يعيش في ظل العلاقات الاقتصادية للنظام السابق (العلاقات السلعية) التي ما زالت عالقة ومترسبة في الثقافة والعقلية والذهن الجمعي. ويعتري هذه المرحلة في العملية الثورية الكثير من التوتر والقلق وغياب الاستقرارمما يتطلب الكثير من الصرامة والحزم في مرحلة مبكرة وشاقة من البناء الاشتراكي والتحول الاجتماعي. وفي هذه الحقبة يغلب تعزيز الحوافز المادية كي يتسنى تجنيد وتنظيم المجتمع وتصعيد وتيرة الانتاج لتوفير الحاجات الاساسية للمجتمع. أما تشى، فقد نحى كما نرى في عمله هذا، رغم إنشغاله وإنخراطه في مهام المرحلة، نحو الوسائل والطرائق ذات الطبيعة الاخلاقية لتحقيق هذين الهدفين (تنظيم المجتمع وزيادة الانتاج) دون إغفال أو التقليل من أهمية الحوافز المادية وخاصة تلك ذات الطبيعة الاجتماعية والمرتبطة بتوفير الحاجات الاساسية للمواطن. وربما تكون هذه، على ما يرى أرماندو هارت في مقدمة الكتاب، من أهم الاسهامات الكوبية في الفكر الاشتراكي والتي لا تتناقض مع أفكار ماركس وإنجلز ولينين. (ص 19 و 20)

إعتقد تشى ان الاشتراكية ما زالت في طفولتها من حيث تطوير النظرية الاقتصادية والسياسية بعيدة المدى. وعليه، فان الفكرة المركزية في هذه المقالة، التي ذاع صيتها وتعددت عناوينها وطبعاتها، تدور حول الفرد الذي يعيش وجوداً مزدوجاً: ككائن فريد وكعضو في مجتمع، ودور العوامل الذاتية والثقافية وإرتباطها بتربية الفرد وتثقيف الانسان الجديد، الانسان الاشتراكي. وبيت القصيد لدى تشى أن تقدم الثورة "يستلزم تطوير وعي يشمل نظماً قيمية جديدة" وانه بعد إنتصار الثورة يتوجب على "المجتمع ككل ان يتحول الى مدرسة كبيرة".

يبعث الكتاب، في ما مجمل ما يثيره في ذهن القارئ، على التأمل في التحديات التي واجهتها الاشتراكية عبر القرن العشرين وخاصة خلال الحقبة السوفيتية وفشل سياسات تلك الحقبة في معالجة مسألة الثقافة والوعي وخلق النظم القيمية الجديدة والانسان الجديد. يتكشف لنا، من ثَم بعد أربعة عقود وبطريقة أكثر جلاءاً وتحديداً، طيف من القضايا الذاتية، (والثقافية والاخلاقية والمعنوية)، لا يمكن الفصل بينها وبين السعي نحو مستو شامل من الثقافة في المجتمع. فثقافة التحرر والانعتاق، وأفكار تشى حول العوامل الذاتية، ذات صلة وأهمية مباشرة وملحة بعملية التحليل الثوري لموضوعة تأثيرات الثقافة في التنمية الاجتماعية ـ الاقتصادية. ولعلها الدرب الوحيد الذي يودي بنا الى فكر فلسفي جديد وفعل سياسي متناغم مع الاوضاع المعاصرة. (ص 20)

إن تحديد تأثيرات الثقافة ودورها في التنمية أمر أساسي وضروري كي يتسنى تطويرالافكار اللازمة لمواجهة القرن 21. وهي مسألة لم تستوفي حقها من الدراسة في التجارب الاشتراكية والمعارك الفكرية الاشتراكية للقرن العشرين، وبقيت مرجأة، رغم إلحاحيتها ودورها الحاسم في تاريخ الشعوب وحركتها الثقافية وتأثيرات الثقافة عليها، وبالرغم من أنها تقع في لب المراجعة النقدية للتجارب الاشتراكية وأسباب فشلها. وكذلك هو الحال في وطننا العربي، حبث لا زالت المسألة مرجأة أيضاً رغم إلحاحيتها.

بقيت الفلسفة في الغرب وسيلة لتفسير العالم والطبيعة، ولم تكن وظيفتها تتجاوز هذه المحدودية وبعض التحليقات الفلسفية في فضاءات المجتمع والانسانية، الى أن جاء ماركس وانجلز وحددا أن وظيفة الفلسفة ومهمتها تكمن في تغيير العالم، فكانا بذلك أول من أسسا وطرحا البعد الاجتماعي كاحدى المواضيع الاساسية في مسألة الثقافة، أي أنهما وضعا هذه المسألة في الجبهة الامامية في تحديات الفكر الاوروبي الغربي. (ص 21 و 22)

يشير أرماندو هارت في المقدمة الى مسألة إنشغل عنها الكثير من الماركسيين خلال القرن العشرين ولم تندمج في الممارسة الاشتراكية بعد وفاة لينين وهي: الاهيمة والدلالات السياسية العديدة للثقافة ودورها في المجتمع. وهي قضية كثيراً ما أشار إليها تشى غيفارا وفيدل كاسترو وأكدا على أهميتها حتى أصبحت بالفعل جزءاً من إرث الثورة الكوبية ومساهماتها. ويضيف هارت مؤكداً أن سرقة وتزييف وتشويه ثقافات الشعوب المضطَهدة، كانت على الدوام المناورة والآلية الرئيسية للقوى المستغِلة والمستعمِرة كي تفرض الهيمنة على الآخرين من أجل تحقيق مصالحهم. ويرى هارت انه لا يتسنى فهم مسألة الثقافة ودورها دون إستيعاب هذا المبدأ الاساسي. (ص 20)

(7)

خاتمة :
يأتي نشر هذه الاعمال في لحظة حاسمة في تاريخ الفكر الماركسي ونضال الحركة الشيوعية ليعكس الحاجة الملحة لتفعيل الحوار حول الفعل الشيوعي، والبحث عن سبل المقاومة لتوحش الراسمالية وهيمنتها الامبريالية على مصير الانسانية في ما بعد الحقبة السوفيتية وفي ظل غياب القطب الاشتراكي، بل وغياب أي قطب آخر، مناهض أو بديل؟ وتتوخى قراءة هذه النصوص مراجعة المفاهيم والركائز التي قامت عليها وما طرأ عليها من مستجدات. فبدون هذه المراجعة النقدية تتعذر المقاربة بين تلك الافكار وواقع الشعوب الراهن، ويستعصي تعزيز وتجديد ما أتت به ومن أجله. ولعل إحياء هذه الباقة من التراث الشيوعي يشكل حافزاً للعودة الى دراسة الفكر الماركسي كنهج في التحليل وكدليل عمل، لا كنص جامد يدّعي إمتلاك الحقيقة الازلية.

تُرى كيف لنا أن نفهم ما آل اليه النصف الثاني من القرن التاسع عشر، دون "البيان الشيوعي" وحضوره الدائم في تناسج الافكار وتحابكها، بل أبعد من ذلك، من أين لنا أن نفهم القرن العشرين بكل ما حفل به من تطورات وتجارب، دون التحليل والدروس التي قدمها لنا ماركس وانجلز؟

أما إرث روزا لوكسمبرج فنتوقف أمامه لنشهد المماثلة مع الواقع الراهن، رغم مرور أكثر من قرن، ولنتأمل الاحداث التي جاءت لتؤكد ان الاصلاحية لم تنجح، بل أتت بالوبال على الانسانية. وها نحن نعيش اليوم مأزق وكارثة ما بعد إنهيار القطب الاشتراكي وتوغل الهيمنة الراسمالية في كافة فضاءات حياتنا، الاجتماعية والثقافية والسياسية، لتنبؤنا "بنهاية التاريخ" و"موت الاشتراكية" ولتعظ فينا بان "الخيار الوحيد" المتبقي أمام الانسانية هو الراسمالية وسوقها وثقافتها، ولنستمع الى زعيق منظري المرحلة، بان هذه "الانجازات" جاءت لتتوج نضال طويل ضد "آفات" القرن العشرين الثلاث، الشيوعية والنازية والفاشية، وان الانسانية قد رست، أخيراً، على شاطى "الديمقراطية والتقدم والازدهار"...شاطئ الراسمالية.

قلة هي الاعمال الفكرية التي شدّت البشرية الى تحديد أسباب بؤس الانسان وإغترابه ومعاناته وتلمس سبل الحل مثلما فعلت هذه النصوص الثلاثة. وندرة هي الافكار التي إستطاعت ان تهزّ العالم، وما زالت، لتنجز من التغيير ما أنجزته الافكار التي يحتضنها هذا الكتاب بين دفتيه.

قراءات تبدو وكأنها من الماضي البعيد، ولكنها حية نابضة في لحظتنا، وحاضرة حضوراً دموياً في العراق وفلسطين وفي السودان والصومال وفي كوبا وبوليفيا وفي فنزويلا ونيبال و...

نصوص ثلاثة ... أصوات لاجيالٍ متباعدة آمنت بالمقاومة وبكافة أشكالها، كما تؤمن اليوم جماهير فلسطين والعراق في كفاحها ضد الاحتلال، وكما تهرع في المسيرات والتظاهرات جماهير فنزويلا وكوبا ولندن، لتناهض الحروب والامبريالية والعولمة وكافة أشكال الاستغلال، ولتصرخ بان عالماً آخراً ممكنٌ بل وقابل للتحقيق.

نصوص ثلاثة، تتجلى راهنيتها، ومن هنا مصداقيتها ومصداقية المشروع الاشتراكي، فيما نستشرفه في قرائتها من دروس وعبر وإكتشاف للاسباب الحقيقية في فشل اليسار وتعثر المشروع الاشتراكي.

يزدحم واقعنا العربي اليوم بالقوى والنزعات الاصلاحية والتطبيعية والاستسلامية: الزائفة والفاشلة من ناحية، والخائنة لمصالح الشعوب والفقراء والطبقات الشعبية من ناحية اخرى. وتتغلغل هذه النزعات في نسيج معقد ومتشابك من المشاكل والتحديات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تواجهنا اليوم: الاحتلال الاجنبي والتدخل الخارجي والاستقواء بالخارج وقضايا "الديمقراطية" والليبرالية والحداثة والعلمنة والتصدي للاستبداد وغيرها.

إن ما يميز هذه الاعمال هو إيقاظها للوعي النقدي وتحديد وظيفته بالقدرة على إنارة الفعل الانساني وإرشاده وتفجير ما فيه من طاقات كامنة، وهي جبارة وبلا حدود كما يشهد لنا التاريخ. وهذا هو شأن الافكار والاعمال الانسانية العظيمة. إلاّ أن تاريخ الشعوب يعلمنا أيضاً ان إطلاق الافكار من مخزونها الجماهيري وتجنيدها في مشروع الانسانية، (أي تحويلها الى قوة مادية قادرة على إنجاز التغيير، حسب مقولة ماركس)، إنما يتطلب إحداث التغيير الجذري في المجتمع ذاته.

إذن، فالمولود قادم، وسيأتي الانسان الجديد من مخاض مجتمع جديد يتشكل ويتبلور من خلال النضال. أما السؤال فيبقى، هل تستطيع الانسانية أن تنسى أو تغفل الآمال والتطلعات التحررية التي تأطرت بالفكرة الشيوعية الكبرى وفي نصوصها.

تُرى، هل من لحظة نكون فيها أحوج من هذه التي نعيشها اليوم، لدراسة وإستيعاب هذه الافكار!

مراجع لها صلة بالبحث :
1) Peter Hudis and Kevin B. Anderson, The Rosa Luxemburg Reader. Monthly Review Press, New York, 2004.

2) Che Guevara Reader: Writings on Politics and Revolution, Ocean Press, Australia, 2003, Second Expanded Edition.

3) Che Guevara, Global Justice, Liberation and Socialism. Ocean Press, Australia 2002.

4) مسعد عربيد، روزا لوكسمبرغ: قراءة متجددة في سياق العولمة. مجلة "كنعان" الفصلية، العدد 123، اكتتوبر 2005.

5) مسعد عربيد، ماذا تبقى من تشى غيفارا؟ مجلة "كنعان" الفصلية، العدد 127، نوفمبر 2006، ص 41 ـ 58.

6) مختارات ماركس وانجلز، الجزء الاول، دار التقدم ـ موسكو (دون تاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/profile.forum
Admin
Admin
Admin



عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 13/05/2007

تغيير العالم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: تغيير العالم الجزء الثاني   تغيير العالم الجزء الثاني Icon_minitimeالخميس نوفمبر 22, 2007 3:53 pm

[color=wheat]]بارك الله بك اخي العزيز[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net
 
تغيير العالم الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تغيير العالم الجزء الاول
» أسباب الانهيار المفاجئ للجيش العراقي /الجزء الثاني
» القاعدة تنظيم ارهابي بحاجة الى دولة فاشلة الجزء الثاني
» القاعدة تنظيم ارهابي بحاجة الى دولة فاشلة الجزء الثالث
» علم المخابرات (الجاسوسية ). الجزء الأول-2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: