Admin Admin
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 13/05/2007
| موضوع: القاعدة تنظيم ارهابي بحاجة الى دولة فاشلة الجزء الثاني الإثنين نوفمبر 26, 2007 4:31 pm | |
| بقلم: بروس ريديل
توسيع نطاق العمليات إلى الغرب انتقال القاعدة إلى باكستان وفر فرصا جديدة للتنظيم لتوسيع نطاق عملياته إلى الغرب، لاسيما المملكة المتحدة وبفضل الصلات بالمواطنين الباكستانيين في المهجر، كانت إجراءات الزيارة سهلة نسبيا. كما كان بوسع المواطنين البريطانيين من أصول باكستانية السفر والعودة بسهولة الأمر الذي سهل عملية تجنيد العناصر وتدريبها والاتصال بالجهاديين (وأشار أحد التقديرات الى ان 400 ألف مواطن بريطاني زاروا باكستان خلال عام 2004). فالجاليات الكبيرة من المهاجرين من باكستان وبنغلادش التي تعيش في بريطانيا، أصبحت هدفا لمحاولات تجنيد العناصر مع صعوبة الدخول إلى الولايات المتحدة. فقد صرحت اليسا ماننغهام بولر، رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني MI 5 في نوفمبر ،2006 ان الأمن البريطاني يقوم بمراقبة 200 شبكة إسلامية ينحدر أعضاؤها من جنوب آسيا، ومنها 'مجموعات تتلقى التعليمات من القاعدة في باكستان'، وقد ارتبطت العمليات الإرهابية التي وقعت في بريطانيا بباكستان ومنذ عام ،2001 تم التخطيط ل 30 - 40 هجوما على أهداف داخل بريطانيا أو طائرات تغادر بريطانيا إلى الولايات المتحدة وقد تم إحباط هذه الهجمات جميعا باستثناء هجوم واحد، وكان النجاح الأبرز لهذه الشبكات الإرهابية، الهجمات التي نفذتها في السابع من يوليو 2005 على نظام المواصلات البريطاني. ولم تترك أشرطة الفيديو التي بثها الظواهري من بعد، أي شك في صلة القاعدة بالهجمات. وعلى الرغم من أن صلة باكستان بالهجمات الأخرى التي وقعت في أوروبا، أقل قوة، فان تأثير القاعدة كان واضحا. وليس واضحا مدى تورط القاعدة في الهجمات التي وقعت في مدريد في الحادي عشر من مارس ،2004 لكن بعض المصادر، بما فيها عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، تزعم انها من تنفيذ القاعدة. وفي العام الماضي اعتبر الظواهري هجمات مدريد واحدة من 'الغزوات' الأنجح لتنظيم القاعدة وما من شك في ان 'القاعدة' تقف وراء هجمات نوفمبر 2003 في اسطنبول ضد أهداف يهودية وبريطانية،وأدت إلى مقتل وإصابة 800 شخص. ان صلات 'القاعدة' المتنامية بأوروبا جعلت الولايات المتحدة معرضة أكثر من ذي قبل لهجمات التنظيم. ولو لم يتم إحباط المخطط العام الماضي لخطف واستخدام ست طائرات مدنية كانت متجهة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، لكانت الهجمات مدمرة،وقال جون نيغروبونتي إن ذلك المخطط كان الأكثر طموحا للقاعدة، لقتل المدنيين منذ هجمات 11 سبتمبر وأبلغ مجلس الشيوخ ان عناصر القاعدة 'يواصلون التآمر لشن الهجمات على بلادنا وأهداف أخرى بهدف إلحاق أكبر الخسائر في صفوف المدنيين. وهم يقومون باتصالات عملياتية ويبنون علاقات قوية لتجنيد العناصر من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوروبا'. لقد أصبحت شبكة القاعدة عالمية، ولها ماكينة إعلامية تتركز في باكستان وقاعدة ثانوية لكنها مستقلة في العراق، ولها ذراع تصل أوروبا وقيادتها متماسكة. وأتاحت لها القيادة غير المركزية البقاء على الرغم من فقدان قادة مؤثرين كالزرقاوي. وبدأ حلفاء القاعدة في أفغانستان (حركة طالبان) بإعادة قواتهم ومن المؤكد انها ستكتسب المزيد من الزخم إذا انسحبت قوات الناتو. ف'القاعدة' سيعلن الانتصار إذا بدأت الولايات المتحدة بسحب قواتها من العراق، فقد ورد على لسان الناطق باسم ما يسمى دولة العراق الاسلامية في شهر نوفمبر الماضي ان 'موجات الحملة الصليبية ضد العالم الاسلامي قد تكسرت على صخرة المجاهدين ووصلت الى طريق مسدود في العراق وافغانستان'. فللمرة الاولى منذ سقوط الامبراطورية العثمانية في القرن الماضي، تشهد المنطقة انبعاث الخلافة الاسلامية.
خيارات جاذبة وسواء كانت مثل هذه المزاعم صحيحة ام لا، فإن 'القاعدة' الآن في وضع يمكنه من تهديد الامن الدولي في المستقبل المنظور، ولأن التنظيم يزدهر على انقاض الدول الفاشلة، فلديه الفرصة الآن لتنفيذ عمليات جديدة، ومن الخيارات الجاذبة الآن، لبنان الذي عملت فيه المجموعات السنية المتطرفة منذ زمن بعيد، لاسيما في مدينة طرابلس التي كانت خاضعة لمجموعة اصولية سنية طول حقبة الثمانينات قبل ان تقضي عليها سوريا، فإذا ما تم اضعاف الدولة اللبنانية اكثر واكثر او اندلعت الحرب الاهلية، فسوف تسعى شبكة القاعدة الى اقامة موطئ قدم فيه وقد تكون قوات الامم المتحدة المرابطة في لبنان (اليونيفيل) هدفا للقاعدة، خاصة وان الجهاديين ينظرون اليه كجيش صليبي آخر في العالم الاسلامي.
مناطق مرشحة كقاعدة للتنظيم وتعتبر غزة من المناطق المرشحة بقوة، فهي منقسمة بالفعل بين 'حماس' و'فتح' وهناك دلائل على وجود جهاز صغير ل 'القاعدة' يتشكل هناك، وعبرت مصادر استخباراتية اسرائيلية عن مخاوف متنامية من هذا التواجد الجديد ل 'القاعدة' على اعتابهم، وربما يكون اليمن - مسقط رأس بن لادن، مكان جذب ل 'القاعدة' ففي شهر نوفمبرالماضي، اعلن تنظيم القاعدة في ارض اليمن مسؤوليته عن مهاجمة منشآت نفطية في اقليم حضرموت بناء على تعليمات الزعيم والقائد الشيخ اسامة بن لادن.. 'ومن اجل استهداف الاقتصاد الغربي ووقف سرقة ونهب موارد المسلمين'، وقد تكون بنغلادش مرشحا اخر كقاعدة جديدة للتنظيم، لقد كانت حركة الجهاد في بنغلادش من المنظمات الموقعة على اعلان بن لادن الحرب على الغرب عام 1998، وفي العام الماضي، وبينما اشتدت الانقسامات بين الحزبين الرئيسيين في البلاد وبدأت في شق البلاد، برزت مؤشرات جديدة على أن المجموعات الاصولية البنغالية تتجه نحو مزيد من التطرف، ويخلق الغليان السياسي في العاصمة دكا بيئة صالحة لازدهار 'القاعدة'.
الصومال والمغرب العربي وهناك بعض الفرص المتاحة امام 'القاعدة' في افريقيا ايضا، لقد ظل الصومال دولة فاشلة منذ عقدين من الزمن وله تاريخ طويل من نشاط القاعدة، ففي نوفمبر شكلت القاعدة لهجومين على هدفين سياحيين اسرائيليين في كينيا. لقد ادى الغزو الاثيوبي واحتلال الصومال في مطلع العام الجاري، الى الحاق هزيمة مؤقتة بالاسلاميين، ولكن وجود 'القاعدة' في مقديشو لم ينته بعد، وفي هذه الاثناء تحاول 'القاعدة' اشعال نار الحرب الاهلية من جديد، تلك الحرب التي ذهب ضحيتها اكثر من 100 الف قتيل خلال التسعينات.. وفي المغرب العربي اعلنت الحركة الاسلامية في الجزائر والحركة السلفية للدعوة والجهاد GSPC ولاءهما لبن لادن العام الماضي. وامر زعيم تنظيم القاعدة باطلاق اسم 'القاعدة في المغرب الاسلامي'على الحركة الاسلامية هناك ومنذ ذلك الحين، هاجمت 'القاعدة'منشأت نفطية ومحطات شرطة وتأمل ان يؤدي تنفيذ سلسلة من الهجمات الدراماتيكية، خاصة ضد اهداف غربية، لاشعال الحرب الأهلية
موقف صارم من باكستان وربما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيهم الناتو، بحاجة لاتخاذ موقف صارم من الحكومة الباكستانية لدفعها الى التعاون في الحملة على زعماء القاعدة، لقد اتخذ الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعض الخطوات المهمة ضد القاعدة، لاسيما بعد محاولتها اغتياله ووعد أكثر من مرة، بالقضاء على التطرف. ولكنه سعى في الغالب إلى ترويض الجهاديين دون نجاح يذكر وتساهلت حكومته مع الجماعات التي توفر الملاذ لبن لادن ومساعديه ومقاتلي 'طالبان' والإرهابيين الكشميريين، ويقول بعض المسؤولين الباكستانيين في مجالسهم الخاصة، انهم يعتقدون ان جهاز المخابرات الباكستاني ISI مازال يرتبط بصلات قوية مع بن لادن، بل ان بعضهم يزعم ان الجهاز هو الذي يوفر له المأوى، ان القاء القبض على بعض عناصر القاعدة لن يكون كافيا والمطلوب حملات منظمة على الإرهابيين من عرب وأفغان وكشميريين. ويجب عدم مكافأة باكستان على جهودها الانتقائية في مكافحة الإرهاب (فقد قدمت واشنطن لإسلام آباد مساعدات وصلت إلى عشرة مليارات دولار منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر). ويجب على الكونغرس الجديد البحث الجاد في الأدلة حول تعاون باكستان في الحرب الأميركية على الإرهاب وبحث سبل تحسين هذا التعاون. ويجب على الكونغرس كذلك الضغط على إدارة بوش لضمان إجراء باكستان انتخابات برلمانية حرة ونزيهة هذا العام، والسماح لزعماء المعارضة بالعودة والمنافسة فيها، فإذا كان جلب الديموقراطية مهما لأفغانستان، فهو لا يقل أهمية بالنسبة لباكستان، ولكن النظرية السائدة الآن، هي ان القادة الأقوياء من أمثال مشرف هم شركاء أفضل في مكافحة الإرهاب، ليست صائبة، وربما يكون مشرف أفضل مثال على ذلك، فقد تساهل الجيش وجهاز الأمن الباكستانيان أو رعيا الإرهاب خلال العقدين الماضيين ولن يتأتى كسر الصلة بين باكستان والإرهاب قبل عودة الجيش الباكستاني إلى ثكناته واستعادة الحكم المدني.
| |
|