albaghdady مشرف
عدد الرسائل : 68 العمر : 63 Localisation : baghdad Emploi : --------- Loisirs : --------- تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: أين العراق اليوم وماهو مستقبله؟ الإثنين فبراير 23, 2009 7:05 am | |
| |
|
| | | | خمس سنوات من الاحتلال للعراق،أين هو؟؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب حيث يروي أحداث هذه السنوات التي رضخ العراق فيها تحت الاحتلال، ومخططات تقسيمه ومواقف التيارات السياسية من هذا التقسيم، وعن دور الموساد الإسرائيلي من قتل العلماء وأساتذة الجامعات وضباط الجيش، والاحتقان الطائفي وتحولات الشخصية العراقية وعن المأزق الأميركي السياسي والأخلاقي. |
تناول الدكتور العلوجي الآثار السياسية والاقتصادية للاحتلال الأميركي للعراق، والمتمثلة في التفكك والانقسام عن طريق إشعال الحرب الطائفية والعرقية، وعن طريق زرع الخلافات والشقاق بين فصائل المقاومة وأخيرا عن طريق تجنيد عراقيين للتصدي للمقاومة السنية كما حدث من تجنيد ما يسمى (مجلس صحوة الأنبار) وغيره. ومن هنا يؤكد العلوجي فشل كل الخطط لهزيمة المقاومة داخل العراق على الرغم من اندلاع الحرب الطائفية، حيث لم تتحقق النتائج المرجوة ولم تتوقف المقاومة للاحتلال، وكان لا بد من الخروج من كابوس العراق الذي يبدأ بقرار تقسيم العراق كمخرج للإدارة الأميركية. |
أما عن مخطط الإدارة الأميركية في هذا الشأن ذهب المؤلف إلى أنه يتمثل أولا في التقسيم وذلك بإشعال النعرات العرقية وتقويتها للانفصال والاقتتال الداخلي، وثانيا إعداد هذا التقسيم عمليا على أرض الواقع عبر إعطاء الأكراد مطلق الحرية في الشمال العراقي وتشجيعهم على تهجير العرب والتركمان، وتكوين كيان منفصل سياسيا في كردستان شمال العراق وإنشاء برلمان منفصل، وانتخاب رئيس وعلم مستقل وإدارات مستقلة عن جنوب ووسط العراق تماما، أما الجنوب فقد عمل الاحتلال على تقوية نفوذ عملائه حيث أصبح تحت سيطرة الميليشيات والعصابات. |
وأشار الكاتب إلى الوسط العراقي أو المثلث السني الذي يعتبر أكبر ضحية والمتضرر الأكبر من مخطط التقسيم حيث تتمركز فيه المقاومة ويشتد فيه الصراع، والذي عمد فيه المحتل إلى تجنيد العملاء من المنتسبين إلى السنة وتقديمهم إلى الإعلام وتقويتهم بالدعم المالي والعسكري ليكونوا أتباعه المخلصين في مواجهة المقاومة. |
وتطرق العلوجي إلى إعلان التقسيم من قبل المحتل الأميركي على الرغم من أنه واقع عمليا، فتكوين دويلات مستقلة شكلا أمام المجتمع الدولي يتيح لها رسميا الحصول على قواعد عسكرية بشكل رسمي من كل دويلة وهو مخطط يسعى إليه المحتل مع جدولة الانسحاب وتخفيض القوات تبقى قواعد أميركية باتفاقيات ثنائية مع عملائه الذين تم تعيينهم في مناصب كل دويلة، وبذلك تخرج الإدارة الأميركية من الضغط السياسي والشعبي الداخلي. |
ومن هنا يؤكد الكاتب بأن قرار تقسيم العراق هو إعلان ضعف أميركي على القدرة على المواصلة وحدهم في دفع فاتورة الاحتلال ورغبة أميركية في تقسيم كابوس العراق على الجميع وإدخال المنطقة كلها حلبة الصراع لإضعافها ولتفكيكها وإعادة تقسيمها من جديد. وفي السياق نفسه يذهب العلوجي إلى أن مخطط التقسيم وكل الممارسات العملية التفكيكية والتقسيمية الذي نهجه الاحتلال الأميركي في العراق تحت سمع وبصر العالم أجمع وبمشاركة وتعاون عدد من الدول الحليفة لأميركا بحجة تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في العراق والمنطقة، فقد احتلت أميركا العراق أصلا لاتخاذه مرتكزا ونموذجا لإعادة رسم خرائط المنطقة. |
ومن جهة أخرى يأخذنا المؤلف إلى الصراع على الذهب الأسود «النفط» والذي ترتب عنه نشوب صراعات داخلية بجانب المطامع الخارجية والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، حيث أصبح النفط بذلك جوهر الأزمة العراقية الماضية والحالية والمستقبلية والقاسم المشترك بين جميع جوانب الخلافات يتلخص في كلمة النفط، والذي قد يفتح الباب لنشوب حرب أهلية واسعة النطاق بين «الحكومة العراقية» و«الحكومة الإقليمية» في كردستان وربما بين السنة والشيعة أيضا. |
وعن التحالف الكامل والتورط الإسرائيلي في الحرب على العراف أكد العلوجي عن وجود وحدات كوماندوز إسرائيلية تقوم بتدريب القوات الأميركية في قاعدة فورت العسكرية، على أساليب تصفية نشاط المقاومة في العراق، بالإضافة إلى استخدام وتجريب القوات الأميركية في العراق لنظام مصنوع في إسرائيل مصمم لحماية الدبابات ووسائل نقل القوات من القذائف الصاروخية، وكذلك تزويد وحدات مشاة البحرية الأميركية «المارينز» بحوالي ستين آلية مصفحة من شركة أسلحة إسرائيلية، وكذلك طائرات استطلاع من دون طيار وصواريخ وأنظمة حماية للدبابات والآليات المصفحة فضلا عن أنظمة تسيير متطورة. |
وسلط العلوجي الضوء على آثار الاحتلال على المجتمع العراقي المتمثلة في خلق حالة من التوتر الطائفي داخل العراق التي باتت تزداد مع مرور الأيام، وأصبحت اللغة السائدة هي لغة تصفية الحسابات والانتقام المتبادل، وكذلك مدى تأثير هذه الحرب على أطفال العراق اللذين يتحملون عبء حرب غير مبررة منهم من عوقتهم الحرب،حيث يموت بسبب هذه الحرب كل خمس دقائق طفل، وغرق العراق في جحيم المخدرات، غياب الأمن والبطالة، معاناة المرأة الحامل، وارتفاع أرقام الأيتام في العراق الذي بلغ 5 ملايين طفل يتيم. |
وبعد خمس سنوات من الاحتلال ومع تكشف ملامح الصورة يؤكد العلوجي على أن شمس الديمقراطية والحرية الحارقة قد جاءت لتذيب الأواصر وتنشر التناحر،وتجعل من الشعب المتماسك الواحد شعبين متفرقين مفككا تائها في فضاء مجهول، داعيا الشعب العراقي إلى إدراك أن ما يجمع بينهم من معاني الوحي وروابط الأرحام والجغرافيا أكثر وأعمق مما يفرق بينهم من تفسير التاريخ وتعصب المذاهب والطوائف. |
أعتبر عبد الكريم العلوجي أن حقيقة وجود دور للموساد الإسرائيلي في الموضوع الكردي العراقي وربما الكردي التركي والإيراني أمرا قديما ومعروفا، ولكن الجديد هو أن الاحتلال الأميركي للعراق والذي تم بناء على تحريض إسرائيلي ودور كبير للوبي اليهودي في أميركا أعطى الفرصة الكاملة لتحقيق هدف إسرائيل القديم الهادف إلى إنشاء كيان تصور أنه سيكون داعما لإسرائيل على أطراف الأمة العربية. |
هو الكاتب الصحافي والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الكريم العلوجي، من مؤلفاته كتاب «إيران والعراق صراع حدود أم وجود»، وكتاب «الأعمدة السبعة للمستقبل العربي»، وكتاب «تراجيديا غعدام رئيس عربي». |
تأليف: د.عبد الكريم العلوجي |
الناشر: دار الكتاب العربي ـ حلب 2008 |
|
عن/البيان | |
|