العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
aliraqi7




ذكر
عدد الرسائل : 40
العمر : 64
Localisation : iraq
Emploi : ----------
Loisirs : ----------
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-10 Empty
مُساهمةموضوع: د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-10   د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-10 Icon_minitimeالأربعاء مارس 25, 2009 8:50 am

كيف حصل خروج حسين كامل؟

- حسين كامل تعارك مع عدي. ومن يتعارك مع عدي يخاف منه، فأخذ عائلته وهرب الى الأردن. حسين كامل اعتقد أن بمقدوره أن يلجأ الى الأميركيين ويقود الوضع، لكن لم يكن هناك تنسيق. أنا الذي أبلغت مسؤول العراق في الـ «سي آي أي» عن ذلك. وخلال وجودهم في الاجتماع دخلت عليهم وقلت لهم: يا إخوان حسين كامل هرب الى الأردن. وقف مسؤول العراق في مكانه، ثم خرج واتصل بعمان، عاد بعدها ليقول: صحيح، وعلي أن أغادر في الحال. قلت له: الله معك اذهب.

لتنفيذ الاتفاق بين الاكراد كان يجب أن يحصل اجتماع ثان، قرروا أن يعقدوه في ايرلندا أيضاً، لكن هذه المرة في دبلن في الشهر التاسع. وصار شيء دراماتيكي. اخي حسن كان عنده بيت في لندن، وبيت أختي رحمها الله (جدة السيد مجيد الخوئي) وأنا كنت معهم وكان يوم سبت. رن الهاتف في السيارة. وكان المتصل فؤاد أيوب سفير الأردن. في منزل أيوب، التقيت الملك حسين وكان يعتقد ان اسقاط صدام بانقلاب امر متعذر (...).

بعد الاجتماع بيوم واحد، ذهبنا الى ايرلندا. هناك كان الاجتماع فشل بعد خلاف الأتراك مع الاتحاد الوطني. أخذ ممثل الاتحاد شروان مصطفى موقفا شديدا من الأتراك، والأتراك اخذوا موقفا على خلفية حزب العمال. اتصلت بالأستاذ جلال الذي كان في سورية، وكان موقفه متشددا في ذلك الحين. وفشل الاجتماع.

رجعنا الى لندن واتصل الأميركيون، وقالوا: عليك أن تذهب الى كردستان، ثمة مشاكل وبوب دويتش ذاهب الى هناك. أبلغتهم أنني سألاقيه في كردستان. وبالفعل ذهبنا، وحصلت اجتماعات مع دويتش مدير دائرة شمال الخليج في وزارة الخارجية الأميركية (العراق وإيران) في الشهر العاشر. وكان في اليوم الأول من الشهر العاشر وقع انفجار دبرته المخابرات العراقية على مقر الأمن للمؤتمر الوطني العراقي، قتل فيه 28 شخصاً. كان من المفترض أن أعود الى كردستان في ذلك اليوم (قبل وقوع الانفجار)، لكنني تأخرت.

> هل كنت أنت المستهدف في هذا التفجير؟

- اعتقد ذلك. حصل الانفجار، وقتل عندنا ضابط شرطة كردي مهم في بغداد اسمه سيف سندي. هو كان في بغداد والتحق بنا وصار مدير أمن، وكانت لديه معرفة واسعة بوضع بغداد.

هو كان كشف مرة محاولة لاغتيالي بالسم في الشهر التاسع من عام 1994. في أحد الأيام أحضر امرأة وقال لي إنه سيجندها للعمل معنا، فوافقت. كانت شقيقة زوجة ضابط استخبارات في كركوك، وقال إنها ستأتينا بمعلومات. وصار يبلغني أخباراً عن نشاطها. ثم أحس زوج اختها بشيء، فسألها: هل تعرفين المؤتمر العراقي؟ فقالت: نعم. فطلب منها أن تأتي إلينا وتجلب له أخبارنا، ووعدها بأن يتحسن وضعها.

جاءت الى سيف، وصار يعطيها بعض المعلومات التي أعجبتها، فأرسلها الى مدير المخابرات في تكريت الذي طلب منها معلومات اخرى. قلت لهم: أعطوها ما تريد. فبدأ وضعها بالتحسن، الى أن وصلت الى شخص اسمه الحاج عبد علي المجيد شقيق علي حسن المجيد وابن عم صدام. كان معاون مدير المخابرات في بغداد. ذهبت إليه، فكلفها بقضية، وطلب منها أن تعمل الى جانبي، وقال لها: «جيبي لنا شريط عن مؤتمر صلاح الدين». أعطيناها الشريط، وأوصلته إليه، فدب فيهم القلق. وفي النتيجة عرفوا أنها قريبة مني. وطبعا أنا لم أكن أعرفها. أرسلوها الى قصي. وذات يوم جاء سيف، وقال لي: جاءت هذه المرأة ومعها هدية لك، وأريدك أن تراها. وافقت. جلست معها في المكتب في حضور سيف. سألتني إذا كنت أعرف قصتها، فقلت: اعرف. ثم روت لي ما حصل معها. قالت: قصي أخذني الى صدام. عندما سمعت بذلك جفلت، وصرت أسألها عما كان يرتديه صدام، فترد فوراً. لم تكن تتردد وتجيب عن أشياء لم أتوقعها، صارت عندي ثقة بصحة كلامها. سألتها عما قاله صدام. قالت: قال لي عندي صداع اسمه احمد الجلبي خلصيني منه، وسأجعلك تختارين الشاب الذي تريدين لأزوجك إياه وأعطيك بيتاً وسيارة مرسيدس ومليون دولار. سألتها: وبماذا أجبته؟ قالت: «قلت له انت تأمر سيادة الرئيس. فأجابني: حسناً هناك طريقتان، الأولى أن تأخذي متفجرة في حالحرية وتتركيها بقربه، والثانية أن تدسي له السم. هذا السم يقتل فيلاً، لكن مفعوله لا يظهر فوراً، بل يتطلب وقتاً». قالت له: «سيادة الرئيس، أنا لا أفهم بالقنابل، اعطني الثانية»، أضافت: «أعطوني خمس قناني». وأخرجت أمامي خمس زجاجات تشبه تلك الخاصة بالإبر القديمة. زجاجات صغيرة فيها مادة تشبه الملح الأبيض يغطي رأسها المطاط. تركت الزجاجات عندي، وقالت: أرجوك انتبهوا أن تؤذوني. قلت لها: طيب. وغادرت.

أنا استغربت، ولم آخذ القضية على محمل الجد، أتيت بواحدة من هذه الزجاجات، وأعطيتها الى مسؤولي الـ «سي آي أي» عندنا وطلبت منهم أن يحللوها لنعرف ماذا يوجد فيها. أخذوها ومضى أسبوعان من دون أن يردوا علي بجواب. كان عندي صديق بريطاني، زميلي من أيام المدرسة في بريطانيا ويعمل ضابطاً برتبة عالية في شرطة سكوتلنديارد. اتصلت به من التليفون المشفر، وأخبرته عن القصة، وقلت له: «سأرسل الزجاجة إليك وأنت تخبرني ماذا تحتوي». قال: «حسنا، لكن أبلغونا قبل أن تصل الزجاجة، لأن نقل السم في بريطانيا جريمة، ويجب أن يتم تحت رقابة الشرطة». أرسلت المادة مع أحد الإخوان الى بريطانيا، واستقبله الضابط بنفسه في المطار. سلّمه الزجاجة، وبعد 48 ساعة اتصل بي، وقال: «هذا أخطر سم موجود. يتراكم في الجسد وتدريجياً يقتل الإنسان. والدواء المضاد له استعماله صعب جداً. هناك أشخاص من جماعتنا ماتوا بهذا السم. وعرفت أن القصة كانت صحيحة فعلاً». سيف قُتل في الانفجار، وهو كان يدير العملية. بعد ذلك حمّلتنا الـ «سي آي أي» المسؤولية. وصاروا يقولون إن التفجير صار بسبب إهمالنا، وبثوا الإشاعات.

ذات يوم جاء إلى بيتي وفيق السامرائي صباحاً. دخل الى البيت ثم خرج فوراً. ودخل ولد صغير وراءه، وقال: «دكتور. اللواء وفيق يريد أن يكلمك»، قلت له: «اخبره أن يدخل». فرد: «هو يريد أن يكلمك في الخارج، اخرج أنت». فخرجت.

سألني وفيق: «أليس هذا فلان (من الـ «سي آي أي») عندك؟» قلت له نعم. قال: أنا اعرفه. كان يمضي أشهراً في العراق، يزودنا بمعلومات أثناء الحرب على إيران عن التجمعات الإيرانية. قلت له: كيف؟ قال كان هناك تعاون بيننا وبين الـ «سي آي أي» بتشجيع من الأردن، وطبعاً كان صدام موافقاً. هذا الرجل كان في بغداد.

كانت الاستخبارات الاميركية تحضر للعراقيين صوراً من الأقمار الاصطناعية. وكان وفيق السامرائي في الاستخبارات العراقية مسؤولاً عن شعبة إيران وكانوا يسمونه العميد علي. هذا الرجل من الـ «سي آي أي» هو الذي جاء في تلك الفترة الى كردستان بعد سنة من الحادث. قالوا: ستنفجر المفاوضات بين الأكراد. وطلبوا مني أن أتدخل، فوافقت وقلت: اذهبوا الى جلال ومسعود. كانت العقدة عند مسعود. تحدثت معهم، وكان هوشيار موجوداً، وصار هناك تفاهم بين الأطراف عام 1995. أيضا قالوا: نحن نريد أن تؤسس قوة من المؤتمر الوطني لفك الارتباط بينهم، ونحن لا نقدر على القيام بذلك، يجب أن يبدو أن هناك نشاطاً عراقياً، سألت: كيف؟ قال: «الأكراد يجب أن يمولوا الموضوع». فأجبت: «الأكراد ليست عندهم الإمكانات، وحالهم صعبة». قال: نحن سنعطيهم الأموال.

> لماذا سيعطونهم النقود؟

- مساعدة، لكنهم طلبوا أن أسأل أنا الأكراد إذا تلقوا الأموال. فسألتهم: «ما القصة؟». قالوا: «نحن لا نستطيع أن نسجل عندنا أننا سنستعمل الأموال لتمويل قوة لفض الاشتباك لأسباب قانونية في أميركا».

ذهبت الى الأطراف الكردية، فوافقوا. وكتبوا رسائل. جلال كتب رسالة وجهها الي، فيها انهم مستعدون للمساهمة بما قيمته نصف مليون دولار في هذه العملية. الأستاذ مسعود كتب رسالة الى الأميركيين وأعطاني نسخة منها، وفيها أنه مستعد للمساهمة بنصيبه. أرسلنا الرسائل، ولم يحصل شيء. بعدها جاء ضابط مخابرات يعمل لدى مسؤول المخابرات عندنا اراس حبيب كريم، وقال له: «هناك مؤامرة يدبرها الأميركيون بالتعاون مع محمد عبدالله الشهواني واياد علاوي وتدار من الاردن للقيام بانقلاب في العراق، وهذه العملية نحن مسيطرون عليها، لا تقتربوا منها».

> من كان الضابط؟

- ضابط يعمل في المخابرات العراقية، أُرسل في مهمة سرية من المخابرات الى اربيل، لكنه كان على اتصال سري مع مدير مخابراتنا اراس حبيب.

عندما رأينا الملك حسين في الشهر الثالث من عام 1996، قال: «لو كنت اعرف أن صدام سيفعل هذا بحسين كامل، ما كنت تركته يرحل».

بعد هذا بدأت الأمور تتفاقم في كردستان. كنت موجوداً في بريطانيا اعمل على الدعاية والإعلام والاتصالات. والإدارة الأميركية لم تكن مهتمة بالأوضاع.

> لم يكن قانون تحرير العراق صدر بعد؟

- صدر بعد سنتين من ذلك. دعاني الأميركيون الى واشنطن في الشهر السادس من عام 1996. ذهبت واجتمعت بالأمن القومي والخارجية والـ «سي آي أي»، قالوا: «نريد أن نؤسس قوة تحت لواء المؤتمر الوطني لفك الاشتباك، ونريد منك التزاما بأن لا تستعمل هذه القوة لإسقاط صدام من دون التنسيق معنا». ضحكت. قالوا: «نحن خفنا مما حدث سنة 1995». بعد كل القلق والمشاكل التي حدثت عادوا بعد سنة ليعرضوا تشكيل قوة. وافقت، لكنني قلت لهم: «في المرحلة الأولى يهمني وقف القتال في كردستان، ونحن ننسق معكم في أي عمل لاحق». قالوا: «بناء على هذا سنؤسس قوة».

رجعت الى لندن وتفاقم الوضع في كردستان. وصارت تدخلات ودخل صدام الى كردستان. وصارت المعركة والاتحاد الوطني صار على الحدود الإيرانية، وسيطر الحزب الديموقراطي على كل مناطق كردستان. وجاءت الاستخبارات العسكرية العراقية وقتلوا من عندنا نحو 34 شخصاً. والجيش العراقي قتل 96 شخصاً.

أنا كنت في واشنطن. دعاني جون دويتش مدير الـ «سي آي أي»، اجتمعت به وكان جورج تينت حاضراً. وكان جماعتنا موجودين في منطقة صلاح الدين تحت الخطر. سألني: «ماذا تنصحنا أن نفعل؟». قلت له: «أنصحكم أن تمنعوا حصول اتفاق سياسي بين مسعود بارزاني وصدام بعد العملية. ما حصل عابر، لكن الاتفاق السياسي ينهي القضية». سألني: كيف؟ قلت: «يجب أن تحتضنوه. افضل المصلحة العامة في العراق على ما صار، ولو أن وضع علاقتنا صارت صعبة معه الآن، لكن المهم أن يبقى الوضع على ما هو عليه». قال: «هذا الكلام مهم». وأضاف: «وماذا أيضا؟»، قلت: «أريد أن اخرج جماعتي». قال: «أين هم؟»، قلت: «في صلاح الدين»، قال: «هذه تبعد 250 كليومتراً عن الحدود التركية ولا نستطيع أن نخرجهم». قلت: «إذا وصلوا الى زاخور على الحدود التركية هل تخرجهم؟»، قال: «نحاول».

لاحقاً، استدعى الكونغرس جون دويتش لسؤاله عما حصل، وهل ان صدام اصبح أقوى او اضعف بعد الذي حصل في اربيل. كنت انا اخبرته في وقت سابق ان صدام اقوى، فقال لهم الآن صدام أقوى. هذا الكلام اغضب توني ليك الذي بدوره حرض كلينتون على جون دويتش الذي كان مرشحاً ان يصير وزير دفاع بعد الانتخابات الاميركية التي ترشح فيها كلينتون لولاية ثانية عام 1996. لم ينتظروا استقالته بل عزلوه من الـ «سي آي أي». همشوه وتسلم مكانه تينت. في تلك الفترة، انكشفت قضايا كثيرة، وكيف أن الـ «سي آي أي» تآمرت مع أعضاء الكونغرس الذين كانوا مسؤولين عن لجنة العلاقات الدولية حول موضوع تأسيس قوة من المؤتمر الوطني للفصل بين الأطراف.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net
 
د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-8
» د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-9
» د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-11
» د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-12
» د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-13

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: تحليلات سياسية-
انتقل الى: