aliraqi7
عدد الرسائل : 40 العمر : 64 Localisation : iraq Emploi : ---------- Loisirs : ---------- تاريخ التسجيل : 15/05/2008
| موضوع: د.الجلبي/قصة إعتقال صدام واجتماعه بقادة العراق الجدد-8 الثلاثاء مارس 24, 2009 4:05 am | |
| التفت مسعود نحوي وقال: لقد كذبوا علينا عام 1975 (على والده في اتفاقية الجزائر) وسيكذبون علينا الآن. في هذه الدقائق اتضح وضع الأميركيين تماما. عاد الوفد الى أميركا. بعدها اتى وفد من وكالة الاستخبارات الاميركية في الشهر الرابع من عام 1994. الأوضاع كان تسير نحو التوتر بين الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي أي بين جماعتي جلال ومسعود. خلال هذه الزيارة لوفد وكالة الاستخبارات الأميركية تنبهنا أيضا إلى انهم لم يكونوا يعرفون ماذا يجري في كردستان وكانت مفاجأتهم كبيرة بعدما رأوا وضع المؤتمر وقيمتنا ووجودنا وإمكانياتنا في كردستان، ولم يكونوا يتوقعون هذا. وبدأوا يخافون من أن يخرج هذا الأمر عن سيطرتهم. ومنذ ذلك الحين توقعت أن تحصل مشاكل مع الـ «سي آي أي». في بداية الشهر الخامس من عام 1994 بدأت المعارك بين الاتحاد والحزب وكانت هذه الطامة الكبرى بالنسبة لي وللمؤتمر وللمعارضة العراقية. تصديت فورا لهذا الامر، ونجحت في وقف القتال. عندها اتصل بي ضابط مسؤول من الـ «سي آي أي». سألني: ماذا تفعل؟، فأجبت: اعمل على وقف القتال. قال: هذا ليس من شأنك. قلت له: هذا شأني. نحن في كردستان وهذا مقر العمل السياسي والعسكري لإسقاط صدام، وإذا حصلت حالة حرب بين القوى الكبرى المنتمية الى المؤتمر الوطني في كردستان فنحن لن نفلح. هذه قضية مصيرية بالنسبة إلينا أن يتوقف القتال لنتمكن من استئناف أعمالنا.
> وأقفلت الهاتف؟
- نعم. وبعد أسبوع نجحنا. طلبت الأطراف الكردية منا أن نقيم نقاط سيطرة للمؤتمر الوطني على الطرق، وأعدوا وثيقة في ما بينهم في مقر مسعود بارزاني. وطلب الطرفان رسمياً من المؤتمر أن يقوم بهذا الدور. سمع الأميركيون بالأمر، واتصل بي من وزارة الخارجية رونالد نيومان (الذي صار لاحقاً سفيراً في أفغانستان). قال لي: هناك رسالة لك من بيتر تارنوف وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية. سألت: ما هو القرار. قال: أريد أن أرسل إليك الرسالة، فأجبته: لا يمكنك أن ترسلها الى هنا، أرسلها الى مكتبنا في لندن وهم يرسلونها لي. وصلت الرسالة وفيها: نحن نثمن دور المؤتمر الوطني العراقي، ونكلفه بنقل وجهة النظر الأميركية الى الأطراف الكردية لمنع القتال بينها.
> هل هذا يعني أن موقف الاستخبارات كان مختلفاً عن موقف الخارجية؟
- نعم. ارادوا أن يشعروا الأكراد بأن القضية مهمة لأميركا. أخذت الرسالة الى الأستاذ مسعود، وقلت له هذه الرسالة، فقال: أنا مستعد أن أتعاون معك بالكامل. ثم ذهبت الى كوسرت، فقال كذلك نتعاون معك بالكامل. ماذا تريد؟ في 13 من الشهر الخامس، انهينا الاشتباك بين الطرفين. بعد هذا عاد جلال طالباني من الخارج، ورتب المؤتمر الوطني العراقي أول اجتماع بين مسعود بارزاني وجلال طالباني في اربيل بعد الاشتباكات بينهما في الشهر السادس عام 1994. بعد ذلك، دعاهم الأتراك للاجتماع بهم، ولم يهتموا بالمؤتمر.
> يعني أن الأتراك لم يكونوا يريدون الحديث مع المؤتمر الوطني؟
- لأن المؤتمر الوطني كان يطالب بإسقاط صدام. كما أنهم كانوا يتعاملون مع الأكراد كأكراد وليس كطرف رئيسي في المعارضة العراقية لإسقاط صدام.
> تركيا كانت تريد أن تتحاور معهم بصفتهم أكراداً؟
- بالضبط، وليس كقياديين في حرب عراقية لإسقاط صدام. وطبعا الأتراك كانوا يتعاملون معهم ويساعدون الحزب الديموقراطي الكردستاني بالسلاح والمال والرجال لمقاتلة حزب العمال الكردستاني في العراق. صرفنا الوقت في هذا المجال.
أريد أن أشير إلى شيء أغفلته سابقا. في خريف عام 1993 ذهبت الى واشنطن. حصل اجتماع معي حضره 15 مسؤولاً أميركياً من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي والـ «سي آي أي». طلبوا مني أن اعرض خطة لإسقاط صدام. كنت وحدي وقدمت لهم خطة المدن الثلاث: الموصل - البصرة - بغداد. تحرك عسكري - سياسي - إعلامي تقوم به قوى المعارضة بالاشتراك مع قوات موالية لنا داخل الجيش العراقي بمساعدة الغرب لإسقاط صدام.
> ماذا تعني بمساعدة الغرب هنا؟
- مساعدات عسكرية ومالية وتوسيع منطقة الحظر الجوي لحماية خطة المدن الثلاث. اخذوا الخطة ولم نسمع شيئا في ذلك الحين.
كان الأميركيون يصرون علي أن آتي الى واشنطن. ذهبت الى لندن في آب 1994 ومن هناك الى واشنطن، بقيت ستة أيام في واشنطن اجتمعت خلالها بـ37 موظف أميركي من جميع أقسام الإدارة المتعلقة بالسياسة الخارجية. كانوا يستغربون كيف نجحنا في وقف القتال في كردستان.
زارني المسؤول الخاص بالعراق في الـ «سي آي أي» في واشنطن، قال: «نريد أن نحرك الأمور، ونريدك أن تعود الآن الى العراق، لأن وفدا من الكونغرس من لجنة الاستخبارات ومجلس الشيوخ الأميركي سيزور المنطقة ليطلع على ما نفعله». قلت: «حسناً»، فأضاف: «سأعرفك على نائبي وهو يستطيع أن يحرك الأمور، وعندي ثقة كاملة به. تعرفنا إليه وكان اسمه بوب بير. رجعت الى كردستان في أول الشهر التاسع، ووصل وفدان، أحدهما من وزارة الخارجية بقيادة ديفيد ليت، ومعه سفير تركي مسؤول عن العلاقات الاميركية - التركية في وزارة الخارجية التركية، والآخر من الـ «سي آي أي».
> هل جاؤوا دفعة واحدة؟
- كلا، كل مجموعة لوحدها، وجاؤوا في أوقات مختلفة، لكنهم وصلوا جميعا في خلال 48 ساعة.
> هل اجتمعتم كلكم في وقت واحد؟
- كلا، لم يجتمعوا مع بعضهم. في البداية كان الاجتماع مع وفد الكونغرس، ثم اجتماع مع الـ «سي آي أي». الأتراك لم يكونوا مرتاحين للـ «سي آي أي».
وفد الكونغرس جاء بالطائرة وبوب بير جاء مع فريقه بالسيارة من تركيا. اهتم وفد الكونغرس بالوضع جدا. وذهب بير (من الـ «سي آي أي») الى جلال ومسعود، وكنت معه. عقد اجتماعا منفردا مع كل منهما. قال لهما إن حكومة الولايات المتحدة قررت أن تسقط نظام صدام.
> في أي شهر كان هذا؟
- في بداية أيلول 1994. اجتمع مع جلال ومسعود في حضوري، وسألهما: «هل انتما مستعدان للتعاون مع احمد الجلبي في هذا المجال»، فأجابا: «نعم. نحن نرحب بذلك». فرح الاميركيون بذلك. ثم طلب وفد الكونغرس أن نذهب الى منطقة الحدود مع الجيش العراقي. كانت لنا نقاط أمامية مع الجيش العراقي الذي كان في حالة معيشية سيئة، حتى الطعام لم يكن متوفراً لديهم. كنا على علاقات طيبة مع المواقع الأمامية للجيش العراقي. وصلنا الى منطقة النهر الفاصل بيننا. الجماعة في الطرف الثاني من النهر أصحابنا. فسألت الأميركيين: «هل تحبون أن تعبروا الى الطرف الثاني من النهر؟»، فأجابوا: «كيف يعني؟». قلت: «أن تعبروا وتروا الناس»، فسألوا: «بهذه السهولة؟». أجبتهم: «نعم». فقالوا: «فلتعبروا أنتم ونحن سنتفرج». قال أحدهم وكان مسؤولاً عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ اسمه كما اذكر كريس براود: «هذا ليس مهماً». أجبته: «يمكننا أن نعبر حتى ستين كيلومتر من دون مشاكل كبيرة». اهتموا كثيرا بهذا الموضوع، وكتب لي وفد الكونغرس رسالة بعد ذلك.
براود قال: «أنا تابعت العمليات الأميركية منذ سنوات، لم أشهد شيئا بهذا الحجم وبهذه الإمكانيات المتواضعة». الإذاعة عندنا كان ارسالها 25 واط في السابق، أحضرنا المهندسين وطورناها. أنشأنا مقرا للتلفزيون على جبل كوراك، وصار البث يصل حتى الموصل. صار حجمنا اكبر بكثير مما توقعه الاميركيون.
غادر وفد الكونغرس ومعه وفد الـ «سي آي أي». قالوا إنهم سيرسلون وفداً ليبقى في شكل دائم في كردستان. في هذه الأثناء حصل وقف لإطلاق النار في كردستان. لم يكن عندنا امكانية أن نترك 1200 مراقباً على الطريق، فانسحبنا. لم يساعدنا الأميركيون، ولاحقاً عرفت أن من لم يساعدنا كان جورج تينيت الذي صار لاحقاً مدير الـ «سي آي أي»، وكان آنذاك مسؤول التنسيق بين البيت الأبيض والاستخبارات. قال إن القانون لا يسمح لهم بمساعدة المؤتمر الوطني العراقي بهذه الطريقة، وأن ليس من مهمتنا نحن وقف القتال بين الأكراد. كانوا خائفين أن يصبح وضعنا قوياً ويعطينا شرعية، وأيضا كانوا خائفين من صدام. إدارة كلينتون لم تكن تريد أي اشتباك مع صدام.
في هذه الفترة، كنا بنينا جهاز اتصالات كامل، وكانت تصلنا تقارير عن أن صدام يسحب الدبابات والوحدات العسكرية من الشمال في اتجاه الكويت، وبقينا نقول للأميركيين إن صدام يتجه الى الكويت، لكنهم لم يهتموا.
في يوم من الأيام أصدرنا بيانا نشرته وكالة «رويترز». وفيه قلنا إن صدام يتجه نحو الكويت، وإن قوات مدرعة من الحرس الجمهوري صارت على مسافة 30 كلم من الحدود الكويتية. في اليوم نفسه اتصلوا بنا من وزارتي الدفاع الأميركية والبريطانية ومن الحكومة الكويتية، ليهزأوا مما قلناه. ثم بعد 12 ساعة أعلن كلينتون انه سيرسل 50 ألف جندي أميركي الى الكويت لأن صدام يهدد بغزوها. وزار الكويت وزير الدفاع الأميركي آنذاك وليام بيري، أراد أن يقيم منطقة آمنة في جنوب العراق بمحاذاة الكويت حيث كنا نتمنى أن يكون لنا مقر، لكن توني لايك (مستشار الأمن القومي) لم يوافق على ذلك. وصدر قرار من مجلس الأمن يفرض المنطقة الآمنة في جنوب العراق.
> هل أشار إلى مسألة الدبابات؟
- لم يتضمن شيئاً عن الدبابات أو عن القوات البرية. نحن طبعاً كنا على اتصال مع المعارضة المقاتلة في جنوب العراق، وكانوا يطلعوننا على مجريات الأمور، وكنا نساعدهم وننقل أخبارهم، ونريد أن ننقل العمل الى كل أنحاء العراق. كان لدينا اتصال مع بغداد وكنا نرسل أشخاصا من كردستان. عقدنا اجتماعات وحضرنا أنفسنا لنستولي على المناطق القريبة منا بسب سهولة ذلك وفي اتجاه إسقاط صدام.
أرسلت الـ «سي آي أي» وفداً الى كردستان. بقي فترة بسيطة ثم غادر في فترة عيد الشكر الى أميركا، وبعد اقل من شهر عادت الاشتباكات مرة جديدة بين الحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني. كانت اشتباكات واسعة، ونحن انسحبنا من التوسط بينهما. احتدمت المعارك في شكل كبير وأعلنت إيران أنها سترسل وفدا للتوسط بين الطرفين. عندها قلت لديفيد ليت: «كلموني عبر الهاتف»، قال لي: «هل يوقف الأكراد القتال بحيث أنني عندما أصل يكون القتال انتهى؟». قلت له: «ماذا تريد؟». فأجاب: «أريد منهم إعلانا بذلك فقط». كتبت الى مسعود وجلال منفردين، وكل منهما رد خطيا بأنه مستعد لوقف القتال. اتصلت بديفيد ليت وأخبرته بذلك، فأجابني بأنه سيصل خلال 24 ساعة. جاء مع وفد الـ «سي آي أي» ومعه بوب بير والسفير التركي المسؤول. صار ليت يجول بين منطقتي الطرفين حتى يتحدث معهما وطلب مني أن أضع حراسا على طول الطريق. تحدث معهما، وعاد يقول: «نحن مقتنعون بأن تضع أنت خطة لوقف القتال وحكومة الولايات المتحدة تلتزم معك بتأييد هذه الخطة». سألته كيف؟، فأجاب: «لك كل ثقة الولايات المتحدة ورصيدها، واعتبر هذه الشهادة رصيدا في حسابك». وقال انه ابلغ مسعود وجلال انه سيتصل بهما من خلالي. كان هذا في نهاية الشهر الأول من العام 1995. عاد الى واشنطن وعقد اجتماعاً في شباط 1995 في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حضره ديفيد ليت. تحدث عن أشياء كثيرة وأشاد بدور المؤتمر ولم يذكر شيئا عن الالتزام (بدعم الولايات المتحدة لخطته) في الاجتماع، وبعدها لم نسمع شيئا منه | |
|