العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إرث من الرماد /تاريخ ال“سي آي إيه”

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

إرث من الرماد /تاريخ ال“سي آي إيه” Empty
مُساهمةموضوع: إرث من الرماد /تاريخ ال“سي آي إيه”   إرث من الرماد /تاريخ ال“سي آي إيه” Icon_minitimeالإثنين مارس 30, 2009 10:25 am

يتهم المؤلف تيم وينر وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” بارتكاب الأخطاء الفادحة والفوضى وعدم الكفاءة، ثم إنها لا تتمكن من معرفة ما يجري حولها، ويضرب المؤلف الحائز على جائزة بوليتزر الصحافية الرفيعة أمثلة صارخة على فشل الوكالة من أبرزها عدم تحذيرها الواضح والصريح من احتمال وقوع العمليات الارهابية غير المسبوقة ضد الولايات المتحدة الأمريكية في 11 / أيلول عام 2001 ويكشف الكتاب أيضاً الإرث التاريخي للوكالة الذي قام على “الرشوة واللجوء الى القوة المفرطة والوحشية” أحياناً.ومن خلال عرضه المذهل لسجل الوكالة بعد 60 عاماً على انشائها يؤكد وينر أن أقوى دولة في العالم قد أخفقت في اقامة جهاز من الطراز الأول يعتمد على “جواسيس شرفاء ويتميزون بالكفاءة”.

جواسيس الـ "سي آي إيه" أسرى المنطقة الخضراء في بغداد

دفقت عناصر وكالة الاستخبارات المركزية على بغداد بعد الغزو مباشرة، وذلك وفقاً لما يرويه الكتاب. وكان ضباط الاستخبارات في هذه المحطة المهمة والجديدة يعملون مع جنود القوات الخاصة في محاولة لإقامة مناخ سياسي جديد في البلاد.واستغلت الوكالة التناقضات والانقسامات العرقية والسياسية بين السياسيين العراقيين، وحاول الجواسيس الأمريكيون العمل مع زملائهم البريطانيين الذين كانوا يتوقون ايضاً الى القيام بنشاط كبير في العراق بعد سنوات طويلة من حكم الرئيس صدام حسين وحرمانهم من العمل هناك. وقامت المؤسسة الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية باختيار الزعماء المحليين وحتى رشوة بعض الساسة.ولكن المحصلة النهائية لهذا النشاط المحموم كانت ضئيلة جداً بالنسبة للانجازات التي حققتها هذه الأجهزة الخفية. وكان من نتائج ذلك اندلاع التمردالمسلح المقاوم ضد الاحتلال الأمريكي وبالتالي انهار المشروع الاستخباري، وبدأت قيادات الوكالة في بغداد تصاب بالتصدع والانهيار. ويقول تيم وينر في عبارات دامغة أنه بعد أن أصبح الاحتلال الأمريكي خارجاً عن السيطرة اضطر ضباط الاستخبارات الأمريكية الى ان يقبعوا داخل مبنى السفارة الأمريكية في بغداد. ولم يعد بوسعهم أن يتركوا هذا المبنى الحصين الذي كانت أسواره عالية جداً ومحاطة بالأسلاك الشائكة.وهكذا أصبح ضباط الاستخبارات الأمريكية “أسرى داخل المنطقة الخضراء” كما يذكر الكتاب على نحو يتسم بالتهكم. وكان هؤلاء الجواسيس قد أصيبوا بالشلل وأصبحوا عاجزين عن تفهم التمرد وأعمال العنف الواسعة النطاق التي اجتاحت العراق. وكان ضباط الاستخبارات قد لجأوا الى الشراب لساعات طويلة حيث يحتسون الكؤوس في محاولة للتغلب على الاحباط الذي أصابهم وكانت الحانة التي يترددون عليها هي “بار بابل” الذي تديره محطة الاستخبارات الأمريكية نفسها. ولم يكن الجواسيس يقبلون العمل في بغداد سوى لفترة قصيرة لا تتجاوز شهراً أو على اقصى حد ثلاثة أشهر فقط، ولم تكن مثل هذه الفترة كافية بالنسبة لهم حتى للتعرف الى خارطة المدينة.وحول عدد ضباط الاستخبارات الأمريكية في المحطة فإن الكتاب يقدر أنه كان هناك أكثر من 500 جاسوس. وكان يترأس المحطة ثلاثة من الرؤساء وذلك خلال فترة لا تزيد على عام واحد. ولكن الوكالة لم تتمكن من العثور على رئيس جديد للمحطة بعد افتتاحها بفترة قصيرة في عام 2003 بعد انتهاء فترة خدمة الرئيس السابق لها. ويعترف لاري كراندال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم الذي عمل على نحو وثيق من الوكالة خلال فترة “الجهاد الافغاني” بأن الاستخبارات الأمريكية كانت تتعرض لمصاعب جسيمة للعثور على اشخاص اكفاء للعمل في بغداد.وكان كراندال قد عمل ايضاً نائب المدير لبرنامج إعادة الاعمار الأمريكي في العراق. وكانت ميزانية هذا البرنامج قد بلغت رقماً فلكياً بنحو 18 مليار دولار. ولم تعثر الوكالة على أي موظف من جهاز الخدمة السرية لديه الاستعداد للعمل في بغداد وفي نهاية المطاف اضطرت الى اختيار محلل معلومات لم تكن لديه أي تجربة تذكر بالنسبة للإشراف على عمليات التجسس، ولم يستمر هذا المحلل في عمله سوى لمدة أشهر فقط. وكانت النتيجة المؤسفة لهذه التجربة هي الفشل الذريع في القيادة خلال فترة حرب ضارية.

ضربة قاصمة

وكانت الوكالة في الفترة التالية للغزو قد ركزت على العثور على أسلحة الدمار المزعومة وفي النهاية اعترف المسؤولون الأمريكيون “لقد كنا جميعاً على خطأ”. ولذلك فإن المؤلف يقول: إنه قد أصبح مؤكداً أن الوكالة كانت واسعة الخيال عندما اعتقدت أن العراق يمتلك أسلحة دمار. واصيبت الوكالة بحالة من القنوط والارهاق الشديد بعد هذه الضربة القاصمة التي لحقت بها خصوصاً أن لندن وواشنطن كانتا تسوقان للحرب من خلال أخطار هذه الأسلحة. وأصبحت الوكالة “غارقة في ظلام” وغضب كبيرين”.بعد أن وقعت في فخ نصبته لها إدارة بوش، وفقدت الوكالة مصداقيتها لدى البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية ولم تعد المؤسسة الحاكمة تعبأ بما تقوله الوكالة. وأعرب بوش فعلاً عن احتقاره الشديد لتقارير الوكالة الهزيلة حول مجرى الأمور في العراق بعد الاحتلال. وكان يتهكم قائلاً “إن الوكالة تقوم بمجرد التخمين”. وكان هذا الكلام بمثابة “المسمار الأخير في نعش الوكالة”. وأصبح كبار المسؤولين في الوكالة يرددون في حسرة “إذا لم يكن هناك أحد يصدق ما نقوله فإننا قد أصبحنا عديمي الفائدة”.وعلت أصوات لها وزنها في أمريكا مثل القاضي لورانس سيلبرمان الذي ترأس التحقيقات حول اخفاقات الوكالة بالنسبة لأسلحة الدمار العراقية، لشجب سلوك الاستخبارات بعد الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها. وقال هذا القاضي في 6 شباط عام 2004 إنه ما قام الجيش الأمريكي بارتكاب اخطاء كبيرة مثل تلك التي وقعت فيها أجهزة الاستخبارات فإننا نتوقع أن تتم مساءلة كبار الجنرالات وتقديمهم للمحاكمة”. وهاجم القاضي بشدة ايضاً اصرار الاستخبارات قبل الغزو على أنالرئيس صدام حسين يمتلك هذه الأسلحة. وأنها واثقة بنسبة 90 في المائة من ذلك الزعم، وذلك على الرغم من أن الأدلة المتوافرة لديها كانت واهنة جداً، بل خاطئة. وبعد تحقيقات مطولة شملت كل مقال وتحليل عن الأسلحة العراقية كان الرئيس يتلقاها يومياً قبل الغزو فإن اللجنة المكلفة بالتحري في ملابسات هذا الفشل قد استخلصت أنه كانت هناك “ثقافة للخداع” تسلطت على الوكالة.

الكارثة

ولم يكن جورج تينيت بحاجة الى مقدرة فائقة لكي يصبح متأكداً من أن الوقت قد حان بالنسبة له لكي يقدم استقالته من الوكالة. ويقول وينر إن التاريخ سيتذكر تينيت من خلال أمر واحد وهو تأكيده القاطع لبوش قبل الحرب أن الوكالة لديها أدلة دامغة حول تملك العراق لهذه الأسلحة واعترف تينيت بعد ذلك بأن هذه العبارات التي اطلقها كانت أسوأ ما قاله خلال فترة عمله الطويلة في الاستخبارات. وأصبح واضحاً للمراقبين وكبار المسؤولين أن الوكالة قد فقدت هويتها ومصداقيتها الكبيرة التي تحلت بها خلال فترة الحرب الباردة. ولكن عدم توقعها لانهيار الاتحاد السوفييتي كان بداية “الكارثة” بالنسبة لها. وكان هذا التأثير له وقع الصاعقة على هيئة الوكالة وسمعتها العالمية. وبعد أن عكفت الوكالة على معرفة الحقيقة بالنسبة لأسلحة الدمار العراقية لمدة عشرة أعوام. ولكنها لم تتوصل سوى الى “انصاف الحقائق والى أكاذيب تم الحصول عليها من مصادر غير موثوق بها من العراق”. وفي النهاية اعترف تينيت بخطأ الوكالة على نحو مأساوي وأصبح هذا لاعتراف لمهين هو الإرث التاريخي الرئيسي له.وقال ديفيد كاي كبير مفتشي الوكالة عن أسلحة الدمار العراقية: “إن الاستخبارات ليست مهمة جداً لتحقيق النصر في الحرب في المقام الأول. ولكن الحقيقة هي أن الحروب يتم انتزاع النصر فيها عن طريق الدم والشجاعة للشباب الصغار الذين يشكلون خطوط الهجوم الأولى خلال المعارك”، واوضح كاي “أن المهمة الرئيسية للاستخبارات هي العمل ليل نهار للمساعدة على تفادي نشوب الحروب، وهذا كان يعتبر في النهاية الاخفاق النهائي لعمل الاستخبارات في العراق”.وفي الفصل التالي من الكتاب وعنوانه “الاحتفال بالدفن” أي نهاية فترة رئاسة تينيت للوكالة يعيد المؤلف الى الأذهان أنه بعد سبعة أعوام من توليه هذا المنصب الرفيع أي في يوم 8 يوليو/تموز عام 2004 قدم الرجل استقالته. وقد كرر تينيت في خطابه الوداعي للعاملين في الوكالة في مقرها الرئيسي كلمات الرئيس الأمريكي الراحل روزفيلت عندما قال “ليس من المهم بالنسبة لنا ما يقوله النقاد أو هؤلاء الذين يهاجمون الرجل القوي عندما يتعثر ولكن المهم هو أن هؤلاء الذين يستحقون الاشادة بأعمالهم هم الذين يقفون في الساحة والذين تعلو وجوههم حبات العرق والدماء”.وقد قام تينيت بعد ذلك بنشر كتاب مذكراته عن الفترة التي عمل فيها كمدير للاستخبارات المركزية ولكن الكتاب كان عملاً يعكس المرارة التي تطغى عليها أحاسيس الافتخار، وتباهى تينيت في كتابه بالنجاحات التي حققتها الوكالة وذلك بعد حصولها على مساعدة كبيرة من الاستخبارات البريطانية بالنسبة “للتخلص من برامج سرية لإنتاج الأسلحة في كل من باكستان وليبيا”.وقال تينيت إنه قام بتطوير الجهاز وحوله “الى جهاز ديناميكي قوي”. ولكن الماكينة كما يشير المؤلف قد تصدعت نتيجة لضغوط لا يمكن تحملها. ومن أهم أوجه القصور الكبيرة للاستخبارات في عهد تينيت الاخفاق في توجيه ضربة قاصمة قبل أحداث 11 سبتمبر أو محاولة تبرير هذا الفشل بالقول إنه في غياب أي معلومات استخباراتية قوية فإن العمل السري يصبح مثل القيام بممارسة “لعبة المغفلين”.ويقول المؤلف في وصف تعبيري بليغ “إن الوكالة أصيبت بجروح غائرة ووفقاً لقوانين الغاب والأساليب المتبعة في واشنطن” فإن الحيوانات المتوحشة الأقوى تتغذى على الحملان الضعيفة”. وبالتالي فإن بوش زاد الطين بلة عندما منح البنتاغون في عهد دونالد رامسفيلد المزيد من الصلاحيات حول قضايا حساسة مثل التجسس والأعمال السرية والتنصت والمراقبة، وأصبح الشخص المسؤول عن ذلك في وزارة الدفاع هو ثالث أهم مسؤول فيها، وقد أصبح البنتاغون يلعب الآن دوراً مهماً ومتزايداً في مجال العمليات السرية في الخارج، وبذلك قام بسرقة الأدوار والمسؤوليات والصلاحيات التي تتمتع بها الأجهزة السرية التابعة للاستخبارات.وقامت وزارة الدفاع بتجنيد خيرة العناصر الواعدة لتولي مهام كان يقوم بها من قبل ضباط في الاستخبارات. وتحولت أجهزة الاستخبارات وفقا للبنتاغون إلى منظمات شبه عسكرية وبالتالي تقوضت الثقة بالوكالة أكثر وأكثر. واختفت الوكالة وبدأت بالانقراض بالنسبة لدورها التاريخي منذ نشأتها.

كارثة لم يتم تفاديها

ويقول تيم وينر في مجال آخر: إن أمريكا خسرت آلاف الجنود ومئات المليارات من الدولارات على “مغامرة فاشلة” في العراق. وكان هذا جزءاً من الثمن الذي دفعته أمريكا بدماء أبنائها نتيجة لأخطاء وقعت فيها اجهزة الاستخبارات على نحو فادح. فقد كان نشر قوات أمريكية في العراق من دون توفر معلومات استخباراتية جيدة بمثابة حماقة كبيرة، فقد كان الموقف يعكس قيام الزعماء بالتضليل وكذلك تخبط الجنرالات على نحو أسفر عن مصرع الجنود. وفقدت دولة عظمى (أمريكا) قوتها وبدأت تتهاوى. وكانت بداية هذه الكارثة قد بدأت في عام ،1998 إذ كان كبار الجواسيس الأمريكيين قد حذروا البيت الأبيض وعلى نحو سري من أن الأمة ستتعرض لكارثة وإخفاق هائل في الاستخبارات ما لم يتم اصلاح وتحديث الأساليب التي يتم بها جمع المعلومات الاستخبارية عن بقية أنحاء العالم.وقد وقع المحظور فعلا بعد خمسة أعوام من ذلك التاريخ أي في عام 2003 وذلك عندما تم تقديم معلومات زائفة عن أسلحة الدمار العراقية إلى الرئيس وإلى وزارة الدفاع كانت تعتبر هي “الأساس الأخلاقي” لشن حرب استباقية. واليوم فإن جنودنا ما زالوا يخوضون صراعاً استمر لفترة أطول من الحرب العالمية الثانية. وقد تبدد أي أمل في تحقيق انتصار عسكري في العراق قبل فترة من الانسحاب المقرر للقوات الأمريكية من هناك. والأخطر من ذلك من وجهة نظر المؤلف أن الأهداف السياسية للحرب لا تزال بعيدة المنال، فقد لقي أربعة آلاف جندي أمريكي حتفهم وأصيب عشرات الألوف بجروح “في أجسادهم وأرواحهم” . وتم تشويه سمعة أمريكا بعد سوء إدارتها للحرب ضد الإرهاب الذي كان هدفاً رئيسياً في الاعوام الأخيرة من حكم الرئيس بوش.

تدمير أشرطة التعذيب

وأصبح العالم يتشكك في “الأساس الأخلاقي” للحرب الأمريكية ضد الإرهاب وذلك وفقاً لتحذير كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق.ويوجه المؤلف اللوم أساسا هنا إلى إساءة استغلال بوش للوكالة الاستخبارية، فقد كان الرئيس قد كلف الاجهزة السرية بالقيام بدور السجان الذي يمارس التعذيب. وقدم بوش شيكاً على بياض للوكالة لإساءة معاملة السجناء والمحتجزين. ويقول قادة عسكريون سابقون إن هذا القرار الذي اتخذه الرئيس قد لطخ “شرفنا الوطني في الوحل” وأصبح من المتعذر تقدير مدى الضرر الذي لحق بصورة أمريكا في العالم. ويمضى المؤلف قائلاً: “إن الدمار الذي لحق بمقدرتنا على جمع معلومات في خارج أمريكا كان عميقاً”.ويتساءل وينر قائلا: “كيف يمكن لضباط الاستخبارات الأمريكية تجنيد أجانب كجواسيس إذا ما كانوا يخشون أمريكا ويعربون عن الشكوك إزاء نواياها، وبالرغم من أن الرئيس بوش كان يصر مراراً وتكراراً على أن أمريكا لا تمارس التعذيب إلا أن وكالة الاستخبارات كانت تعلم أن ما يقوله الرئيس غير صحيح لأنه كان يعرف جيداً أن الوكالة كانت تستخدم أساليب مختلفة لتعذيب المعتقلين من بينها إغراق رؤوسهم في المياه وانتشالهم منها قبل غرقهم وكان ذلك وفقاً لأوامر أصدرها بوش نفسه، وكان الرئيس يعلم أيضاً أن الوكالة كانت تقوم بتسجيل تلفزيوني لعمليات الاستجواب “الوحشية” للمعتقلين، ويعرف بوش على نحو أخطر من ذلك أن هذه الأشرطة التلفزيونية تم تدميرها في خريف عام 2005 وكان بوش يعرف من قام بتدمير هذه الأشرطة وهو رئيس جهاز الخدمة السرية في الوكالة جوزيه رودريختر وكان سبب قيامه بذلك واضحاً، عليك أن تتخيل الدمار الذي كان سيلحق بأمريكا والوكالة إذا ما شاهد أحد ما تحتويه هذه الأشرطة الدامغة عن أساليب التعذيب التي مارستها الاجهزة الاستخباراتية ضد محتجزين، ويلقي الكتاب الضوء على بعض ما تضمنته هذه الأشرطة ومن بينها أساليب استجواب أبو زبيدة الذي كان أول معتقل كبير تلقي الوكالة القبض عليه وكان قد تم اعتقال أبو زبيدة وكان يرافقها خلال عملية الاعتقال ضباط من الوكالة وكذلك من مكتب التحقيقات الفيدرالية، وقد تم إطلاق الرصاص على أبو زبيدة، وأصيب في فخذه وفي معدته، وكان على وشك أن يلقى حتفه، وعندما استفاق من الغيبوبة التي أصابته طلب من أحد ضباط الوكالة الذين كانوا حوله وهو جون كرياكو أن يخنقه بوضع وسادة على وجهه، ولكن هذا الضابط رفض ذلك وقال لأبو زبيدة “لا.. لا.. لا يمكنني أن أقوم بذلك فإن لدينا خططاً لك”، ويقول المؤلف إن ضباط الاستخبارات الذين استجوبوه كانوا يتمتعون بصلاحيات مباشرة من الرئيس بوش لالحاق الأذى والألم بهذا المعتقل وغيره لدى احتجازهم وكانت لديهم رخصة لتعرضهم للألم والمعاناة حتى يشارفوا على .يتساءل المؤلف عما إذا كانت أمريكا سيتم خدمتها من خلال أجهزة استخبارات لا يمكنها إدراك أو توقع التهديدات القائمة وكذلك هل تصلح مثل هذه الأجهزة للاضطلاع بدورها المهم إذا ما كانت تعتمد على معلومات تم انتزاعها عن طريق التعذيب في سجون سرية وذلك بناء على تعليمات من الرئيس نفسه.ويؤكد الكتاب في ختام هذه الصورة القاتمة لعمل الوكالة أنه سيتعين على الرئيس الأمريكي المقبل “يقصد باراك أوباما” أن يواجه ويتصدى لهذه الأسئلة المثيرة للحرج، ويؤكد المؤلف أنه ينبغي على الرئيس الجديد أن يستعيد روح المبادئ السامية الأمريكية وهذا معناه التخلي عن التعذيب كأداة لممارسة القوة وكذلك ضرورة اغلاق معسكر غوانتانامو وهو ما قرره أوباما فعلاً أخيراً.. كذلك التخلص من السجون السرية. ويطالب الكتاب أيضا بتقليص المزايا التي يتمتع بها الجواسيس بالنسبة للحيلولة دون ممارسة العدالة أمام المحاكم وفقاً لأوامر من الرئيس ولذلك ينبغي أن يتم استعادة أساليب الرقابة والشفافية بالنسبة لأي نشاط يتعلق بالأمن الوطني الأمريكي وفقاً لما يشدد عليه الكتاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
إرث من الرماد /تاريخ ال“سي آي إيه”
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إرث من رماد: تاريخ السي آي إيه/
» الملف النووي الايراني ... تاريخ ودوافع
» تاريخ الأشتباكات الجوية في الحرب العراقية الأيرانية /7
» تاريخ الأشتباكات الجوية في الحرب العراقية الأيرانية/1
» تاريخ الأشتباكات الجوية في الحرب العراقية الأيرانية /2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية الامنية-
انتقل الى: