علي الشواف بي بي سي - لندن
|
اعلن الزيباري والمعلم اعادة العلاقات الدبلوماسية بين العراق وسوريا
|
اعلن العراق و سوريا اليوم الثلاثاء اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد انقطاع دام زهاء عشرين عاما.
تميزت العلاقات بين البلدين الجارين، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية منذ تسلم حزب البعث زمام السلطة في دمشق وبغداد عام 1963، بارتباطها بالعلاقات بين اجنحة هذا الحزب الذي اسسه عام 1947 في دمشق كل من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار.
ففي خمسينيات القرن الماضي، وعقب حركة 14 تموز 1958 في العراق التي قضت على النظام الملكي وجاءت بنظام حكم ميال لليسار، كانت سوريا جزء من الجمهورية العربية المتحدة التي ضمت ايضا مصر. وكان حزب البعث السوري قد حل نفسه واصبح جزءا من النظام السياسي الذي قاده من القاهرة الزعيم المصري جمال عبد الناصر.
مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق
|
لعبت الجمهورية العربية المتحدة - والقطر السوري منها بالذات - دورا فاعلا في محاولات تقويض الحكومة العراقية التي قادها عبدالكريم قاسم، بما في ذلك دعم وتسليح العناصر المناوئة له والتي حاولت الانقلاب عليه اكثر من مرة.
وبعد نجاح حزب البعث العراقي في القضاء على نظام عبدالكريم قاسم في 8 شباط 1963، وانهيار دولة الوحدة وتسلم البعثيين السلطة في دمشق بعد شهر واحد بالضبط، شهدت العلاقات بين سوريا والعراق تحسنا ملحوظا.
الا ان الحكم البعثي في العراق سرعان ما تصدع نتيجة صراع داخلي بين جناحيه المدني والعسكري. وقد اصطلح على تسمية الجناح الاول بـ"بعث اليسار او "جماعة سوريا"" بينما سمي الآخر بـ"بعث اليمين."
احمد حسن البكر وصدام حسين (اواسط السبعينات)
|
بلغ هذا الصراع اشده في شهر تشرين الثاني نوفمبر 1963، وفي الثالث عشر منه على وجه التحديد، حيث حلت القيادة القومية للحزب (والتي كان مركزها دمشق) قيادة العراق وتولت حكم البلاد حكما مباشرا.
الا ان هذا الحال لم يدم طويلا، حيث انقلب ضباط الجيش العراقي من القوميين على البعثيين في الثامن عشر من تشرين الثاني، واقاموا حكومة برئاسة عبدالسلام عارف (الذي قتل في حادث طائرة قرب البصرة عام 1965).
كان عارف وحدوي التوجه، وحاول ابان فترة حكمه التقرب من سوريا البعثية ومصر الناصرية، وفعلا تم التوقيع على معاهدة للدفاع المشترك بين سوريا والعراق ساهمت بموجبها وحدات عسكرية سورية الى جانب القوات العراقية حرب الاكراد في شمال العراق ق
| بعض الخلافات - الحقيقية او المختلقة - التي اسهمت في تقويض العلاقات بين البلدين اتهام العراق لسوريا بتجاهله عندما خططت دمشق والقاهرة لشن حرب 1973 ضد اسرائيل اتهام العراق لسوريا بقطع مياه نهر الفرات عنه قيام دمشق بمطالبة العراق بضعف المبالغ التي كانت تتقاضاها لقاء استخدام العراق لخط الانابيب النفطية المارة بسوريا (والذي ادى في نهاية المطاف الى لجوء العراق الى تصدير نفطه عبر الموانئ التركية) اتهام سوريا للعراق بمساعدة الاخوان المسلمين السوريين عسكريا وماليا في صراعهم ضد حكومة دمشق، وهو الصراع الذي بلغ اشده عندما هاجم الجيش السوري مدينة حماه عام 1982 اتهامات متبادلة بتشجيع الاعمال الارهابية الموجهة ضد الطرف الآخر اتهام العراق (وصدام حسين بالذات) لسوريا بترتيب انقلاب عسكري في بغداد بمساعدة عدد من القياديين البعثيين العراقيين الذين اعدموا فيما بعد
|
في شهر تموز 1968، نجح الجناح العسكري اليميني من حزب البعث في ترتيب حركة في العراق اطاحت بحكومة عبدالرحمن عارف (الذي جاء للحكم بعد مقتل شقيقه عبدالسلام.
وكان هذا الجناح يمثله عناصر مثل احمد حسن البكر (الذي اصبح رئيسا للبلاد) وصدام حسين (الذي سرعان ما اصبح نائبا للبكر، والشخص القوي في العراق) وحردان التكريتي (الذي اصبح قائدا للجيش).
بدأت الخلافات بين الجناحين السوري ("اليساري") والعراقي ("بعث اليمين") بالظهور الى السطح بشكل جلي بعد ذلك بقليل، وخصوصا بعد تسلم حافظ الاسد مقاليد الامور في دمشق عام 1970.
بعد تسلم صدام حسين زمام الامور رسميا في العراق عام 1979 واندلاع الحرب مع ايران في السنة التي تلتها اختارت سوريا الوقوف الى جانب طهران في الحرب مما ادى الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1982 - بعد ان اتهم العراق سوريا بتهريب الاسلحة الى العراق عن طريق سفارتها ببغداد.
واستمرت العلاقات بين البلدين متوترة، وزادت توترا بعد ان قررت الحكومة السورية المشاركة في القوات الدولية التي اخرجت القوات العراقية من الكويت عام 1991.
ولكن العلاقة تحسنت نسبيا وحصل تقارب بين النظامين الحاكمين في بغداد ودمشق ابان الفترة التي فرضت فيها العقوبات الدولية على العراق، حيث اتهم السوريون ببيع النفط العراقي وتهريب البضائع الى العراق.
وبعد الغزو الامريكي للعراق والاطاحة بنظام صدام حسين، لجأ الكثير من قادة وكوادر حزب البعث العراقي الى دمشق. ويتهم الامريكيون الحكومة السورية بمساعدة هؤلاء - اوالتغاضي عنهم في ابسط الاحوال - في تنظيم وادارة جزء على الاقل من "المقاومة" العراقية للقوات الامريكيه ه.