albaghdady مشرف
عدد الرسائل : 68 العمر : 63 Localisation : baghdad Emploi : --------- Loisirs : --------- تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: الدور الايراني ، أقليميا و دوليا، تساؤلات مشروعة/3 الثلاثاء أبريل 08, 2008 2:18 am | |
| ان حرب الثماني سنوات بقدر ما الحقت من دمار في العراق .الا ان انتصاره فيها ، الحق هزيمة نفسية وسياسية بإيران اكبر من الهزيمة العسكرية ، ولم يكن بوسع ايران غفرانها للعراق ، ولذا فقد بقيت تتحين الفرص للانتقام من العراق ، يضاف الى ذلك أن سير المعارك قد أكسب العراقيين خبرة قتالية على مستوى الضباط والجنود ، وتخرج من ساحات الحرب جيل من القادة ، وخاصة القادة الميدانيين ، وهذا ما دق ناقوس الخطر في طهران وكذلك في اسرائيل ، والتي أحست أن العراق وظف ظروف الحرب لاقامة قاعدة علمية ، وصناعات حربية برغم ما رافقها من مبالغة وتهويل من قبل الدوائر الغربية ، الا أنها كانت تصلح أن تكون بداية ناجحة فيما لومضت مشروعاتها وفق الخطة الموضوعة . وهنا التقت ولو دون رابط مباشر ، مصالح أمريكية وايرانية واسرائيلية ، مع بعض الأطراف الاقليمية وخاصة في الكويت التي تتأجج فيها) عقدة الدولة) ، فأصبح السؤال القوي المطروح في الكثير من عواصم صنع القرار ، وعلى مناضد مراكز الدراسات الستراتيجية، هل كان ثمن الوقوف الى جانب العراق في حربه ضد ايران ،استقوائه على محيطه العربي ؟ بحيث فكر الكثيرون أنهم دفعوا خطراً ايرانياً ، ليبرز أمامهم خطر العراق الذي أصبحوا ينظرون اليه على أنه أكبر من الخطر الايراني ، وخاصة أن ايران تفصلها عن الجانب العربي في الخليج ثلاثة حواجز كبرى ، وهي المياه ،والانتماء القومي ، والمذهب . لقد ظلت حسابات البعض في منطقة الخليج العربي بشأن الدور الإيراني ، قاصرة تماماً عن تلمس مدى الخطر الذي يشكله مع مرور الوقت وخاصة على المدى البعيد ، وكان موضع هذا القصور يتركز في زاوية النظر الى الحاجز الشاهق الذي يفصل ايران عن هذه الدول ، بسبب الانتماء القومي الفارسي لايران ، والتي كانت تضطهد كل القوميات الاخرى في البلاد كالتركية والكردية والعربية والبلوشية وغيرها من الأقليات القومية والمذهبية التي تتعرض لخنق منظم ، وتصور البعض أن تلك الحواجز ستمنع ايران من التقدم خطوة واحدة الى الأمام ، ثم ان دول الخليج العربي كانت ترى في الخطاب الاسلامي نافذة لتسويق النزعة المذهبية المتأصلة داخل المؤسسة الحاكمة في ايران ، وهذا ما أعطى تلك الدول شيئاً من الأطمئنان الخادع ، بحيث نمت فكرة الاستعداد للتعامل مع ايران حتى اذا أدى ذلك الى الحاق ضرر فادح ببلد يمتلك عناصر التقاء وتطابق معها قومياً ومذهبياً . وقد تكون نقطة الالتقاء هذه هي التي ألحقت أمريكا بركب العداء للعراق الذي خضع لاغراء القوة ، مع نزعة الانتقام الايراني لذل الهزيمة العسكرية التي لم تستوعب فصولها ، وهكذا تم في ظل هذه الظروف الساخنة اعداد مسرح عمليات حرب الخليج الثانية . ومن قبيل الانصاف فان الرئيس صدام حسين تعامل مع الملف الكويتي بطول صبر وان لم يعط اهمية للظرف الدولي وتوازنه والوضع الأقليمي واحتقاناته متعددة المحاور والمصادر.ولم يحسب الوضع القانوني الدولي للكويت باعتبارها عضواً في الأمم المتحدة ولها من التحالفات الدولية والاقليمية بسبب ماتمتلكه من ثروة وبسبب فعاليتها الدبلوماسية التي حرصت فيها على تعويض ما تستشعره من ضآلة في محيط من الدول الكبيرة من جهة وبسبب عقد الماضي من جهة اخرى ، ووقف العالم ضد العراق في مطالبه في الكويت ، على ما فيها من اسباب ومسوغات لها قوة الحق التاريخي الطبيعي بقدر ما فيها من قوة الحق القانوني ، والكويتيون يعرفون ذلك جيداً ، ولولا هذه المعرفة لما تركزت جهودهم على الدوام على اضعاف العراق واغراقه بالفتن والاضطرابات الداخلية لمنعه من الالتفات صوب الجنوب . وقد يكون في العودة الى التاريخ ما يعزز الحكم الصائب في هذه القضية الشائكة ، فالملك غازي كان قد طالب باستعادة الكويت الى الوطن الام ولكن دعوته قوبلت من قبل الانكليز بالرفض القاطع ، خاصة وأنهم هم الذين صمموا الخرائط السياسية لدول المنطقة على وفق ما يؤمن مصالحهم بالمرتبة الاولى ، وقد أيقن الأنكليز أن دعوة الملك غازي يمكن أن تثير من الأزمات الشئ الكثير فا لعراق كان يسعى الى الخروج من شرنقة عنق الجغرافيا ويريد استعادة حق سلب منه بأ طلالة بحرية حجبها عنه المقص البريطاني ، ولكن الملك غازي قتل في حادث سيارة ، ولكن الأتهامات وجهت الى جهات لم تكن متحمسة لاطروحات الملك غازي ، ومن الذين شملتهم اتهامات الوعي الشعبي أو شبهات القانون ، الأمير عبد الأ له ونوري سعيد وأطراف أخرى .ولكن المطالبة بالكويت لم تكن نزوة شخصية للملك الشاب ، وانما كانت مطلباً تبنته قوى سياسية حتى من تلك التي وقفت ضده في ظرف من الظروف ، اذ أن نوري سعيد الذي وجهت له الاتهامات بالوقوف وراء قتل الملك غازي ، طالب بضم الكويت الى الدولة العراقية مستغلاً قيام الدولة الأتحادية بين العراق والأردن عام 1958 ، ولكي يبدو الأمر وكأنه اتحاد اختياري وليس عودة الى الوضع الطبيعي ، الذي ظل سائداً حتى قيام الدولة العراقية الحديثة ، ولكن دعوة نوري سعيد لم تجد قبولاً لدى بريطانيا التي كانت تنظر بريبة عالية الى أية اتجاهات يمكن أن تعزز من قدرة القوى الأقليمية . وسقط رجل أخر من المطالبين باستعادة الكويت مع سقوط النظام الملكي في 14 تموز 1958 ولكن عبد الكريم قاسم أعلن عن ضم الكويت وتعيين أميرها عبد الله السالم الصباح قائممقاماً لقضاء الكويت ، ولكن بريطانيا ردت على ذلك بأرسال قوات لحماية الكويت ، ثم أعقب الخطوة البريطانية ارسال قوات عربية لتحل محل القوات البريطانية . وكان لموقف الأتحاد السوفيتي برفض دخول الكويت للأمم المتحدة الدور الفاعل في تأخير انضمامها الى المنظمة الدولية حتى سقوط نظام اللواء عبد الكريم قاسم في شباط 1963 ، واللافت أن عبد الكريم قاسم كان قد تعرض لمحاولة اغتيال عام 1959 وكان صدام حسين من بين الذين نفذوا تلك العملية ، وهو الذي نفذ بصورة عملية مادار في خلد زعماء العراق السابقين الذين تعاقبوا على الحكم بعد أن أطاح كل واحد منهم بسلفه . لقد حاول صدام حسين توظيف نتائج الظرف الذي عاشه العراقيون بعد الأنتصار الحاسم على ايران في حرب الخليج الأولى ، ولكن العراق اصبح بعد تلك الحرب هاجساً يثير قلقاً لدى أطراف كثيرة منها ما هو قلق حقيقي كالذي بالغت في وصفه أسرائيل بسبب خروج العراق منتصراً وهو يمتلك جيشاً قوياً ومدرباً تدريباً عالياً أهلته سنوات الحرب لأن يخوض معارك بمواصفات ميدانية عالية ومنها ما هو مفتعل كالقلق الأمريكي الذي ينظر بعين اسرائيلية الى كل التطورات في المنطقة وكان لهذا القلق المزعوم الدور الأكثر بروزاً في أعداد الأرضية السياسية لتنفيذ ضربة الى العراق تلغي كل الأنجازات الأقتصادية والعسكرية والعلمية التي حققها ، ولو لم تكن الولايات المتحدة قد حزمت أمرها على توجيه هذه الضربة لأستطاعت أشعارالرئيس صدام حسين عبر وسائلها الكثيرة بأنها لن تتسامح معه أذا ما تجاوز الخط الأحمر المرسوم حول الكويت ، ولكن أمريكا لم تفعل بل كانت في واقع الحال تدفع به نحو هذا الأغراء .وكان السؤال المطروح في المنطقة مربكاً وشائكاً في آن معاً كيف يستطيع، أبقاء العراق قوياً الى الحد الذي يمكن أن يحافظ على خاصية جدار الصد أمام ايران لمنعها من القيام بأي تهديد لدول المنطقة وبالتالي حماية المصالح الحيوية للاقتصاد العالمي وبنفس الوقت ابقاء العراق ضعيفا الى الحد الذي لا يستطيع معه تهديد دول الخليج ، وطرحت فرضية ابقاء ايران ضعيفة هي الاخرى كي لا تمد اصابعها الى المنطقة ، ولكن هذا الخيار سقط مع أول رسالة غزل سياسي بعث بها امير الكويت ، إعتذر فيها لايران عن وقوف الكويت الى جانب العراق في الحرب . إن افتراض أن العراق خطر مستقبلي اكبر مما تمثله ايران جعل جميع الدول العربية تتنادى الى تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك ، من اجل نصرة الكويت ، هذه المعاهدة التي ظلت محفوظة في خزانات الجامعة العربية وفشلت كل محاولات بعث الحرارة فيها ، ومع تدمير منظومة الدولة العراقية ، ومع انهيار الأتحاد السوفيتي ، ومع الارتفاع القياسي في اسعار النفط بدأت ايران تشعر أن فرصتها التاريخية قد حانت ليس للانتقام من العراق فقط وانما لكي تلعب دور الأب الروحي لدول المنطقة وترسم لها مساراتها بالكيفية التي تتوج نظام أيات الله على عروش المنطقة بلا منازع . وبين التمنع الخجول ، والرضا الملول ، بذلت دول الخليج التي أخذت مخاوفها بالتنامي من تنامي القدرة الايرانية ، بذلت جهوداً حائرة لاحاطة نفسها بسياج حماية ذاتية أو خارجية ، فالقبضات الايرانية التي تضع فوق رووسها عمائم سوداء او بيضاء بدأت تقترب من أكثر حقول النفط غزارة في العالم وبدت وكأنها أشرعة لسفن تريد عبور مياه الخليج نحو الضفة الاخرى ، لضمها الى بيت الطاعة، باسم الدين الاسلامي الذي خرج من الجزيرة العربية ، وها هي طهران تريد تصديره بقوة الثورة برداء جديد الى نفس البقعة التي انطلق منها بقوة الحجة ، أو بقوة السيف أذا اقتضت الضرورة.ويتكرر السؤال بالحاح ، هل ارتكبت الولايات المتحدة خطأ ستراتيجياً حينما عجزت عن تحديد من هو العدو الأكثر خطراً ، ومن هو العدو القابل للأستيعاب ، وبا لتالي وقعت واشنطن في مأزق غير قابل للتصحيح ، حينما أمرت سفيرتها في بغداد قبل الاجتياح العراقي للكويت بأن تتعامل مع نواياالرئيس صدام حسين ، بلا مبالاة وكأن ذلك يعكس حقيقة موقفها الرسمي عندما سألها عن الموقف الأمريكي من العراق اذا دخل في حرب مع الكويت أجابت بان بلادها لاتحتفظ باتفاقية دفاع مشترك مع الكويت ، فمرر الأمريكيون ما أرادوا ، ذلك أن التدخلات الأمريكية على مدار الأرض لم تكن تحكمها اتفاقيات دفاع مشترك لأمريكا مع أي بلد ، وانما تحركها مصالح أمريكية قائمة او محتملة ، خاصة وأن الحرب الباردة كانت ماتزال قائمة وبالتالي فان الولايات المتحدة تريد الزحف السريع كي تضع العالم أمام أمر واقع جديد أفرزته معالم الانتصار على الاتحاد السوفيتي . فا لولايات المتحدة أرادت دفع العراق للصدام مع الكويت لكي تضع حداً لطموحاتً بدت أكبر ما تسمح به ظروف المنطقة ومصالح أمريكا ولو أن أمريكا قد حذرت صدام حسين من مغبة أية خطوة كهذه، ولوحت بأستخدام القوة لمنع ذلك لما كانت الحسابات العراقية قد أصرت على خياراتها ..الا أن أمريكا كانت مصممة على الأطاحة بالرئيس صدام حسين ، وأغفلت حقائق النمو المتسارع للقوة العسكرية الايرانية والتي بدأت تحاول التنفس خارج حدودها . والأن وبعد ثلاث سنوات ونصف من المازق الأمريكي في مستنقع الوحل العراقي هل قدرت الولايات المتحدة ما أرتكبته من خطأ حينما بدأت مشروعها ، في العراق ، ظانة أن الطريق سيكون ممهداً للأنطلاق الى دول الاقليم بل هل كانت واشنطن جادة في اعتبار ايران المحطة الثانية ، أم أن هناك عواصم عربية كانت موضوعة على لائحة الانتظار بعد حسم معركة العراق .تزار السامرائيhttp://www.icss-iq.org/Research.html | |
|