العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(6)تأليف :بنازير بوتو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(6)تأليف :بنازير بوتو Empty
مُساهمةموضوع: كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(6)تأليف :بنازير بوتو   كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(6)تأليف :بنازير بوتو Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 3:31 pm

فرانكشتاين الغرب
وتشير بوتو إلى ما تراه علاقة أو رابطة بين الديكتاتورية وما تصفه بالفاشية الدينية التي لا يمكن تجاهلها. وتذكر أنه بقدر المساندة التي تمتعت بها الأنظمة الطاغية في العالم الإسلامي بقدر العداء الذي تكنه شعوب هذه الدول للغرب على نحو تجري معه السخرية من حقيقة الالتزام الغربي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث يشير البعض إلى أن الغرب أنشأ بدون قصد منه بمواقفه التي تبناها فرانكشتاين في عدد من الدول.
من الواقع العملي إلى المجال النظري تقول بوتو إنها لا يمكن أن تختلف مع ما يذهب إليه البعض من ان هناك القليل من المساندة للديمقراطية في العالم الإسلامي، ولكن المسؤولية لا تقع في إطار نصوص القرآن، إنها مسؤولية ذات أطراف مشتركة ومتعددة، فأولى الأطراف هي تلك التي تخوض معارك شرسة في إطار العالم الإسلامي بحثاً عن السلطة السياسية والاقتصادية على حساب الشعب.
والثاني يتمثل في المسؤولية الغربية بما في ذلك الفترة الاستعمارية الطويلة التي استنزفت الدول النامية من مواردها الطبيعية والإنسانية. فخلال تلك الفترة أظهر الغرب لا مبالاة عالية تجاه مساندة الديمقراطية بين الدول والزعماء المسلمين لأسباب إما اقتصادية، النفط، أو سياسية ـ مواجهة الشيوعية.
وتقول بوتو اننا لا يمكن أن نقلل من شأن الوضع الخاطئ الذي وجد في إطار العالم الإسلامي على نحو عزز الفئوية والطائفية وعدم احترام حقوق الأقليات وتدخلات المؤسسة العسكرية. هذه العناصر غالباً ما صاحبها وجود قيادة سياسية متسلطة، على نحو عزز في النهاية ضعف الديمقراطية في الدول ذات الأغلبية المسلمة ولكن لا يمكن الاختلاف بشأن حقيقة أن الحكم الديمقراطي في الدول المسلمة متأخر كثيراً عما هو عليه الوضع في معظم أجزاء العالم.
وفيما يبدو محاولة من بوتو لمواجهة ما تراه مسعى غربي لاحتكار الديمقراطية تقول بوتو ان من الأمور التي تؤمن بها وتصادق عليها على نحو قوي ان الحرية قيمة عالمية يمكن تطبيقها في إطار مختلف الثقافات والمجتمعات والأديان والجماعات العرقية والخبرات القومية الفردية، منتهية إلى أن الديمقراطية ليست قيمة غربية في الأصل غربية، وإنما هي قيمة عالمية. وهو الأمر الذي قد نختلف بشأنه مع المؤلفة حيث ان الديمقراطية في معناها الأصلي تعود إلى أصول يونانية.
كما أنها في تطورها المعاصر على النحو الذي يسود في عالمنا إنما تعكس قيمة غربية، بغض النظر بالطبع عن القول بوجود نظير لها في السياقات الحضارية الأخرى أياً كانت الإسلامية أو غيرها.
الديمقراطية الحقيقية
بعد استعراض لأحد التصنيفات الغربية الأساسية بشأن مستوى الديمقراطية في دول العالم الإسلامي تشير بوتو إلى أن الديمقراطية الحقيقية يتم تعريفها ليس فقط من خلال الانتخابات، مضيفة أن العناصر الحيوية للحكم الديمقراطي تتجاوز الحرية والانتخابات الحرة إلى حماية الحقوق السياسية لمن يقفون في المعارضة، وإطلاق دور المجتمع المدني والإعلام الحر والقضاء المستقل.
وتضيف بوتو إننا يجب أن نكون واقعيين وعمليين بشأن الديمقراطية، بمعنى عدم الإفراط في الأحلام بشأن التحول الذي يمكن أن يحدث في الدول غير الديمقراطية، مستشهدة بمقولة لجون كينيدي يصف فيها نفسه بأنه «مثالي بدون أوهام». وتقول بالنسبة لي فإن هذا مفيد في ضوء أنها تفكر بشكل خاص في باكستان وانتقاله من تشدد الديكتاتورية إلى مدنية الديمقراطية.
وتضيف أنه لدى الصدام مع طاغية في دولة ديكتاتورية فإن المرء يواجه إغراء الذهاب إلى المعتقل، غير أن البراجماتية يمكن لها أن ترشدنا إلى سبل أخرى تقوم على أساس سلمي قد يحقق الهدف في النهاية. وتؤكد هذه الرؤية بقولها انها مع تطور مراحلها العمرية فإنها ظلت ذات التزام قوي بالديمقراطية ولكن أكثر صبراً في الوصول إلى الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف سلمياً.
من هذا الجانب تنقلنا بوتو إلى ما يمكن اعتباره دراسة متكاملة للأوضاع الديمقراطية في عدد من الدول الإسلامية مستعرضة أوضاع الحكم فيها محاولة قياسها ومدى التزامها فتقدم صورة متكاملة لتطور الأوضاع السياسية في مصر وإيران ولبنان والسعودية وتركيا... إلخ.
وفي إطار هذا الاستعراض تعيد بوتو مرة أخرى التأكيد على الدور السلبي للخبرة الاستعمارية في الكثير من الدول المسلمة على طريق تقويض الديمقراطية على نحو لم يسمح بازدهار الديمقراطية في هذه الدول. كما تخلص إلى أنه لا يوجد شيء في هذه التجربة التاريخية يساند القول بأن القيم الإسلامية والخبرة الديمقراطية متناقضتين. ففي ظل ظروف سليمة يمكننا أن نرى تطوراً ملحوظاً لقيمة الديمقراطية في التطبيق غير أن هذه الظروف في أغلب الأحوال يكون مصدرها خارجياً.
تقول بوتو ان الأفعال لها تأثيراتها أو نتائجها وأن أفعال الغرب المتمثلة في عدم تشجيعه على مدى قرن لتطور الديمقراطية في العالم الإسلامي يرتبط على نحو واضح بسخرية المسلمين من هذا الموقف وكذا بدوافع الغرب.
محاكمة السياسة الغربية
تنتقل بوتو بعد ذلك إلى ما يمكن اعتباره محاكمة نظرية للسياسة الغربية محاولة تمثل صورة العالم بشكل عام والعالم الإسلامي بشكل خاص، فيما لو لم يسلك الغرب سياسات معينة، وهو ما يلقي بجزء كبير من التبعة في النهاية على الغرب وسط حرص بوتو مراراً وتكراراً على تأكيد أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال تنصل المسلمين من مسؤوليتهم.
في هذا المجال تتساءل بوتو كيف كان يمكن للعالم أن يكون مختلفاً إذا لم تقوض بريطانيا أو الولايات المتحدة حكومة مصدق المنتخبة ديمقراطياً في إيران عام 1953؟
كيف كان يمكن للأحداث أن تكون مختلفة اليوم إذا ما عملت بريطانيا على بناء ديمقراطية في العراق، على نحو يسمح للأحزاب السياسية بالازدهار، وللانتخابات أن تتحرك لجهة إقامة حكومة ديمقراطية وحماية حقوق الأقليات في ذات الذي تحقق فيه حكم الأغلبية؟
وكيف كان يمكن للعالم أن يكون مختلفاً اليوم إذا لم يستخدم الغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة أفغانستان كمجرد أداة من أجل العمل على تحقيق هدف الانهيار الداخلي للاتحاد السوفييتي؟
كيف كان يمكن لأفغانستان وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ـ أو بمعنى أدق العالم كله حسب بوتو ـ أن يكون مختلفاً إذا لم تتعاون «السي أي ايه» مع الاستخبارات الباكستانية في تدريب وتعزيز العناصر المتطرفة في أفغانستان في مواجهة الاتحاد السوفييتي وعملت بدلاً من ذلك على تقوية العناصر التي لا تعارض فقط الاتحاد السوفييتي ولكنها تقدر أيضاً التعددية والشورى ومساءلة الحكومة، وهى الشروط الأساسية للحكومة التي تنطلق من أسس إسلامية.
وكيف كان يمكن للعالم أن يبدو اليوم مختلفاً إذا لم يتخل الغرب، فيما بعد هزيمة الاتحاد السوفييتي وانسحابه من أفغانستان في عام 1989، عن هذه الدولة التي مزقتها الحرب والمحاصرة وبدلاً من ذلك اختار العمل على إعادة بناء أفغانستان على كافة المستويات سواء البنية الأساسية أو الاستثمار في التعليم والصحة والإسكان وتوفير الدوافع للمزارعين من أجل زراعة محاصيل أخرى بدلاً من المخدرات؟ وتقديم التزام طويل المدى للاقتصاد الأفغاني والسياسة والمجتمع؟
لا مبرر للتقصير
تقول بوتو ان أياً من هذه الأسئلة لا يقدم مسوغاً أو مبرراً بشأن التقصير الداخلي في إطار المجتمعات الإسلامية بشأن فشل الديمقراطية في التأصل أو جهة ترشيد نظام الحكم الديكتاتوري وانتهاكات حقوق الإنسان المسكوت عنها في إطار العالم الإسلامي.
لقد كان يمكن للعالم، حسب بوتو، أن يكون بالغ الاختلاف إذا كان الغرب حصيفاً أو لبيباً في أفعاله والتزم بقيمة الديمقراطية التي يدعو إليها وسلك سياسات بعيدة النظر، وأدرك «أن عدو عدوي ليس دائماً صديقي» فإن الأنظمة القمعية في العراق وباكستان ربما وجدت نفسها مجبرة على الإصلاح والديمقراطية. عالمة بأنها لم تجد مساندة من قبل القوى الكبرى.
من هذا المستوى من النقاش تنتقل بوتو إلى مجال آخر يتعلق بالقضية السابقة، وهى قضية «الفوبيا» أو حالة الرهاب التي توجد لدى الغرب جراء تنامي التعصب، معتبرة ذلك نتاج سياسة غربية اتسمت بقصر النظر، ففي بعض مواقف الغرب وسياساته تكمن جذور الإرهاب والتطرف التي تهدد العالم اليوم أو النظام العالمي والمجتمع المتمدين، وإن كانت تتحفظ بأن ذلك لا يقدم أعذاراً للحكام المسلمين للقمع الداخلي لشعوبهم.
وتضيف: ربما يكون الغرب قد ارتكب أخطاء، ولكن المتعصبين والمتطرفين الذين دربوا جيلاً جديداً من الإرهابيين يشوهون القيم الأساسية للإسلام.
وعلى صعيد التأصيل لنظرتها في مجال النظرة الأوسع لقيمة الديمقراطية والسجال الحاصل بشأنها فيما بين الغرب والعالم الإسلامي وفي مجال الكشف عن الازدواجية التي تعامل بها الغرب مع هذه القيمة فتعامل بشكل معين مع الدول النامية فيما تعامل بشكل آخر مع الدول الأوروبية تستعرض بوتو تجربة الولايات المتحدة مع أوروبا فيما بعد الحرب العالمية الثانية على النحو الذي انتهى إلى ازدهار الديمقراطية والتنمية على ما نراه الآن.
مشروع مارشال إسلامي
تقول بوتو انه فيما بعد هزيمة الأنظمة التسلطية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فإن الولايات المتحدة قدمت التزاماً كبيراً بالحرية واختارت بشجاعة ألا تنسحب من مسؤوليتها الدولية. وتذكر أن الولايات المتحدة كانت تستطيع أن ترتد إلى الداخل غير أنها اختارت طريقاً آخر.
ورغم أن نحو 15% فقط من الشعب الأميركي كانوا يريدون استمرار بلادهم في أوروبا فيما بعد 1945، إلا أن رؤية ترومان قامت على أن الطريقة الأكثر فعالية من أجل احتواء خطر الشيوعية في أوروبا هو إعادة بناء اقتصادها ومن هنا كان مشروع مارشال.
لقد استثمر الرئيس هاري ترومان ملايين الدولارات في إعادة بناء اليونان وايطاليا وفرنسا، ولم يلتزم فقط بعملية إعادة بناء الأمم المنهزمة ألمانيا واليابان وإنما كذلك بتعزيز الديمقراطية فيها. لقد كانت هذه الطريقة هي التي هزمت بها الشيوعية أكثر من الدور الذي لعبه حلف الأطلسي.
وكما ذهب فاتسلاف هافل الرئيس السابق لتشيكوسلافاكيا ورئيس تشيكيا فيما بعد إثر انتخابه رئيساً في 1992 «إن الشيوعية لم تهزم بالقوة العسكرية ولكن بالقوة الإنسانية..إنها هزمت بثورة الإنسان الفردية ضد سجنه في إطار زي أيديولوجي».
تختتم بوتو رؤيتها بالتأكيد أن العالم يمكن له أن يكون مكاناً بالغ الاختلاف إذا قدم الغرب التزاماً مماثلاً لبناء البنية الأساسية الاقتصادية والسياسة الديمقراطية للعالم الإسلامي بدلاً من استغلال موارده الطبيعية والنفطية وإعاقة نمو القيم الديمقراطية. وتضيف إن مجتمعاً متعلماً يواجه ظروفاً جيدة لا يمكن أن ينشأ فيه التعصب، وهو مجتمع لا يمكن أن يقبل بنظام حكم عسكري، مؤكدة أن الجوع يغذي التطرف، وفقدان الأمل يغذي التطرف، واليأس يولد التطرف.
إضاءة
تتساءل بوتو كيف كان يمكن للعالم أن يكون مختلفاً إذا لم تقوض بريطانيا أو الولايات المتحدة حكومة مصدق المنتخبة ديمقراطياً في إيران عام 1953؟ كيف كان يمكن للأحداث أن تكون مختلفة اليوم إذا ما عملت بريطانيا على بناء ديمقراطية في العراق، على نحو يسمح للأحزاب السياسية بالازدهار، وللانتخابات أن تتحرك لجهة إقامة حكومة ديمقراطية وحماية حقوق الأقليات في ذات الذي تحقق فيه حكم الأغلبية؟
عرض ومناقشة: مصطفى عبدالرازق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(6)تأليف :بنازير بوتو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(3)تأليف :بنازير بوتو
» كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(4)تأليف :بنازير بوتو
» كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(5)تأليف :بنازير بوتو
» كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(7)تأليف :بنازير بوتو
» كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(8)تأليف :بنازير بوتو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: