humam
عدد الرسائل : 120 العمر : 45 Localisation : iraq Emploi : baghdad Loisirs : ----------- تاريخ التسجيل : 19/03/2008
| موضوع: كتاب- المصالحة..الإسلام والديمقراطية والغرب-الحلقة(10)تأليف :بنازير بوتو الثلاثاء أبريل 08, 2008 3:52 pm | |
| من الجانب المتعلق بالعالم الإسلامي تنتقل بوتو إلى استعراض طبيعة المشكلة القائمة حاليا بينه وبين الغرب، وهنا تشير إلى ضرورة قيام الغرب بالبحث عن حلول لهذه المشكلة، فإذا كان يقع على عاتق المسلمين تصحيح بعض المفاهيم وإصلاح أنفسهم من الداخل فإن هناك العديد من القضايا التي تتطلب مبادرات غربية لتجاوز أزمة العلاقة بين الجانبين. |
تعرض بوتو لمشكلة النظر إلى الغرب في العالم الإسلامي مشيرة إلى تفاقم تلك المشكلة يوما بعد آخر خاصة تجاه الولايات المتحدة. وتذكر أن هناك قدرا كبيرا من المعلومات بشأن التدهور المتواصل والكبير في قبول الولايات المتحدة في المجتمعات الإسلامية خاصة على مدى السنوات الخمس الماضية. وتستشهد بما قام المركز الأميركي «بيو» للأبحاث من أعمال متواصلة في هذا الشأن كشفت خطورة المشكلة المتعلقة بالمصالحة بين الإسلام والغرب، وبشكل خاص بين الولايات المتحدة والمسلمين. |
هنا، وحسب بوتو، اعتمادا على نتائج مسوحات واستطلاعات رأي قام بها المركز، فإن المشكلة لا تكمن في العالم الإسلامي بقدر ما تكمن في السياسات الأميركية إلى الحد الذي جعل مشكلة العلاقات الأميركية لا تقتصر على المسلمين وإنما تمتد إلى حلفاء أميركا. فمن عام 2000 إلى 2006 تراجع مستوى التأييد الشعبي للولايات المتحدة حتى في صفوف القريبين على نحو كبير، وهناك أمثلة عديدة تؤيد هذا الطرح. فقد تراجع مستوى التأييد للولايات المتحدة خلال فترة الست سنوات من 83% إلى 56% في بريطانيا، ومن 62% إلى 39% في فرنسا، ومن 78% إلى 37% في ألمانيا، ومن 50% إلى 23% في أسبانيا. |
وبالطبع فإن تقرير معهد «بيو» يشير إلى تدهور كبير على صعيد صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي. فمستوى التأييد للولايات المتحدة يصل إلى نحو 30% في اندونيسيا ومصر، 27% في باكستان، و15% في الأردن، وينخفض بصورة ملفتة للنظر ومثيرة للدهشة في دولة إسلامية عضو في الناتو هي تركيا ليصل إلى 12%. وطبقا لاستطلاعات الرأي فإن القلق مما تمثله الولايات المتحدة من تهديد عسكري يتراوح ما بين 80% بين الاندونيسيين الذين ينتابهم قلق كبير من هجمة أميركية محتملة إلى 67% بين الأردنيين. |
أما عن الموقف فيما بعد غزو العراق فقد تدهور على نحو بالغ، حيث بدأ الكثير من الشعوب الإسلامية ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها تهديد للإسلام. كما تشير بوتو إلى أن المعلومات الأخرى المتعلقة باستطلاعات تعزز هذه الصورة، فالتصور القائم هو أن الحرب الأميركية على الإرهاب حرب على الإسلام، وهنا فإن أكثر من نصف المغاربة ونصف الأردنيين يعتقدون أن الهجمات الانتحارية ضد الغربيين مبررة. |
وعلى هذا فإن المشكلة طويلة الأمد، حسب تقييم المركز، تتمثل في استعادة الثقة. وحسبما يذكر المشرف على استطلاعات الرأي في المركز أندرو كوهوت فإن التحدي هو كيف يمكن تحويل الانطباعات التي خلفتها صور أبو غريب ومعتقل غوانتانامو والتي تشكل التصورات الذهنية عن الأميركيين لدى الشباب في العالم، إلى الصورة المرغوبة لأميركا كمدافع عن الحرية على مدار القرن العشرين. |
وتشير بوتو إلى أراء باحثين غربيين تذهب إلى أن ما هو مهم هو ليس ما تقوله الدول وإنما ما تفعله بالفعل، فالسياسة هي التي تقرر في النهاية الاحترام والتأثير. وحسب هؤلاء فإن الغرب لديه منتج عظيم هو الديمقراطية والتنوع والتعددية والتسامح والجدل الثقافي والمسائلة وطرق سلمية للتغيير الحكومي،هنا تكمن مصدر قوة الغرب. إن جاذبية هذه المظاهر الخاصة بالمجتمعات الغربية المنفتحة والحرة لا يمكن تسويقها مثل تسويق أي من السلع العادية، إن جاذبية الغرب تكمن في تقديم الخبرة السياسية الغربية الثرية للشعوب الأخرى. |
وتشير بوتو إلى أن برنامج التعليم والتبادل الثقافي مكن عشرات الألوف من الشباب الأجانب والذين قدر لبعضهم أن يكونوا قادة في دولهم من الدفاع عن المجتمعات الحرة عندما عادوا إلى بلدانهم. وتقول إن هؤلاء الذين أصبحوا رؤساء أو رؤساء وزراء من أمثالها طبقوا الدروس التي تعلموها بشأن الديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة وحرية الرأي. |
وتقارن بوتو ذلك بما حاوله الإتحاد السوفيتي من محاكاة للبرنامج الأميركي مشيرة إلى أنه جاء بنتائج عكسية، فطلبة العالم الثالث الذين درسوا في جامعة باتريك لومومبا بموسكو عادوا إلى أوطانهم وقد كرهوا الشيوعية والنظام السوفييتي. وتضيف ما يتم تسويقه في النهاية هو المنتج، وأعظم منتج غربي ليس التقنية أو نظم التسلح، أو حتى الموسيقى والملابس والتي يتم تقليدها في كل أنحاء العالم. ما يجعل في النهاية العواصم الغربية «مدن لامعة على القمة» بالنسبة للملايين من الأفراد حول العالم هو قيمها السياسية والاجتماعية الخاصة بالتسامح والحرية، وهذا هو ما يجب أن يكون مفتاح الدبلوماسية العامة اليوم. |
في معرض توجيه النصح للغرب تقرر بوتو أن برامج التبادل التي اتسمت بالفعالية في وقت من الأوقات يجب أن تعود ثانية ويتم التوسع فيها وتعزيزها، فالغرب يجب أن يلتزم بتخصيص موارد أكبر بشكل ملحوظ عما يلتزم به الآن من أجل الحوار والتفاهم الثقافي، وهناك حاجة إلى استخدام الإنترنت على نحو أوسع. |
على ذلك، ووفقا لوصفة بوتو، فإن آلية الدبلوماسية العامة يجب أن تتكيف مع البيئة الجديدة، فيجب التوسع في المنح الدراسية لاستقدام طلبة مسلمين إلى الكليات الغربية والجامعات الغربية للتعلم في بيئة ثقافية مفتوحة، وكذا تعزيز برامج التبادل الشبابي من أجل استقدام طلبة المدارس إلى الغرب للمشاركة في البرامج الصيفية للمساهمة في عالم أكثر سلاما. |
وتشير إلى أن برامج تعليم الإنجليزية رغم أنها قائمة إلا أنها تحتاج إلى توسع مكثف، فهي تعزز المعرفة باللغة الإنجليزية في الخارج لدفع المهارات الاحترافية وفرص العمل. وتذكر هنا أن المجلس الثقافي البريطاني قام بجهد غير عادي في هذا المجال ونجاحه يجب أن يتم الإقتداء به من قبل آخرين. وتشير بوتو إلى تراجع المعارض التي تجذب عشرات الآلاف من الزوار إلى السفارات، والمراكز الثقافية تقريبا، رغم أنها كانت توفر أجواءا طيبة لتعزيز مناخ التفاهم بين الشعوب عبر القارات المختلفة. |
وتؤكد بوتو على ضرورة أن يساعد الغرب المسلمين في مجال التزود بمعدات الكمبيوتر والتدريب الكمبيوتري للطلبة، مؤكدة أن تعرض الشباب المسلمين لفيضان من المعلومات سيفتح عقولهم وآذانهم، وسيكون ذلك شيئا ثمينا سياسيا. وتستشهد بوتو على ذلك بالإشارة إلى أنه مع تطبيق قانون الطوارئ مؤخرا في باكستان، تم تضييق الخناق على قنوات التليفزيون والراديو، كما خضعت وسائل الإعلام المطبوعة، ولكن الإنترنت أبقت على تدفق المعلومات وحافظت على متابعة الباكستانيين للأحداث. |
وتختتم بوتو خارطة الطريق للمصالحة بالإشارة إلى القضية السياسية الكبرى التي تمثل معضلة العلاقة بين الإسلام والغرب وهى قضية فلسطين، فتشير إلى أن جهدا مكثفا على طريق حل المشكلة يمكن أن يكون خطوة على الأقل لإزاحة واحدة من القضايا الساخنة والتي غالبا ما تستخدم لوضع بقية القضايا في الخلف.وتقول بوتو : من الواضح أن دولة فلسطينية ستقوم في النهاية في غزة والضفة الغربية. |
وتعرب عن اعتقادها بأنه،إن عاجلا أو آجلا، سيتم حل معظم القضايا الخاصة بالأرض وغيرها من تلك التي تعد موضعا للنزاع. وتوضح أنه ستبقى أخيرا مشكلة لاجئي 1948 معربة عن أملها في التوصل إلى حل لتلك القضية بين العرب وإسرائيل. وإن كانت بوتو تنوه في الوقت ذاته إلى أن فلسطين رغم محوريتها كمشكلة بين الطرفين، إلا أنها ليست الوحيدة من نوعها وتعرض هنا لمشكلتين أخرتين ترى ضرورة العمل على حلهما وهما كشمير والشيشان. |
وفي محاولة لتلخيص هدفها تقول بوتو أنها حاولت من خلال الكتاب اقتفاء أثر جذور عدد من القضايا والحلول المحتملة للأزمات القائمة في إطار العالم الإسلامي والأزمة فيما بين العالم الإسلامي والغرب، مضيفة أن مشكلة التطرف في إطار العالم الإسلامي وفيما بين الإسلام والغرب يمكن حلها غير أن ذلك يتطلب مواجهة كل العوامل التي تغذيها . |
ولعله فيما يمثل مؤشرا على صحة رؤيتها ما تشير إليه من أنها في ذلك اليوم المصيري من أكتوبر الذي عادت فيه إلى بلادها فقد كانت تحمل مخطوطة الكتاب الذي نعرض له، غير أنه خلال ساعات من وصولها تفحمت بعض صفحاته على نحو رمزي بالنار التي اندلعت جراء الانفجار الإرهابي الذي أودى بحياة 179 شخصا، ذلك الكتاب الذي جاء على أمل ـ كما تذكر ـ أن تكون قدمت مساهمة متواضعة من خلاله في تقديم وجهة نظر امرأة مسلمة معاصرة. |
عرض ومناقشة: مصطفى عبدالرازق | البيان الامراتيه | |
| |
|