العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (2) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (2)   كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (2) Icon_minitimeالإثنين أبريل 28, 2008 3:56 pm

ملفات القرى
كانت هناك حاجة لما هو أكثر من شن هجوم على القرى الفلسطينية تتمثل في ضرورة وضع خطط منهجية. وتقدم بهذا الاقتراح مؤرخ شاب من الجامعة العبرية اسمه بن صهيون لوريا، وكان آنذاك، موظفاً في الإدارة التعليمية التابعة للوكالة اليهودية. وأوضح لوريا فائدة امتلاك سجل مفصل لجميع القرى العربية واقترح أن يتولى هذا العمل الصندوق الوطني اليهودي.
ومعروف لدينا نحن العرب أن ذلك الصندوق كان من أهم مؤسسات الحركة الصهيونية ومهمته الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. ويرى مؤلف الكتاب أن اقتراح لوريا وجد آذاناً صاغية وأضاف إلى الصندوق مهمة جديدة ترتبط بجرائم التطهير العرقي التي ارتكبت في فلسطين. وهكذا بدأ تجهيز ما سمي باسم «ملفات القرى».
وقد بدأت المهمة الأولى بوضع خرائط للقرى ثم عين خبير في الطوبوغرافية لتسجيل معالم الأراضي. واقترح هذا الخبير القيام بعملية مسح فوتوغرافي من الجو. وتوجد الآن صور الخرائط الجوية في أرشيف الدولة الإسرائيلية، وهي كل ما تبقى من تلك القرى بعد عام 1948. وقد عين أفضل المصورين المحترفين للعمل في المشروع وأقيم معمل للأفلام في منزل امرأة تدعى مارغوت صادح زوجة رئيس عصابة البالماخ.
وإمعاناً في إخفاء معالم ذلك المعمل عن أعين سلطات الانتداب البريطاني بدأ العمل فيه تحت ستار شركة ري. وما لبثت تلك السلطات أن علمت بما يجري ولكنها فشلت في تحديد الموقع السري. وتوصلت النتائج النهائية لكل من الجهود الطوبوغرافية وجهود الخبراء الصهاينة إلى وضع ملفات مفصلة لكل قرية من قرى فلسطين.
وفي نهاية ثلاثينات القرن العشرين اكتملت الملفات، وتضمنت تسجيلاً مفصلاً عن الموقع الطوبوغرافي لكل قرية والطرق المؤدية إليها ومدى جودة الأراضي وينابيع المياه ومصادر الدخل الرئيسية وتركيبة القرى الاجتماعية - السياسية والانتماءات الدينية فيها وأسماء المختارين، وعلاقة كل قرية بالقرى الأخرى، وأعمار الرجال (ما بين السادسة عشرة والخمسين) وغير ذلك.
وتضمنت الملفات تصنيفاً مهماً لدرجة العداء للمشروع الصهيوني يتحدد التسجيل فيه بمستوى اشتراك القرية في ثورة 1936 وتم إعداد قائمة تضم جميع من شاركوا في الثورة وأسماء العائلات التي فقدت واحداً من أبنائها في النضال ضد البريطانيين. وتركز اهتمام خاص على الذين ترددت إدعاءات بأنهم قتلوا يهودا. وقد كلف عدد من أعضاء عصابة الهاغاناه بجمع المعلومات في رحلات استكشافية إلى القرى.
وفي عام 1940 أعيد تنظيم الملفات على يد رجل اسمه عزرا دانين الذي لعب دوراً أساسياً في التطهير العرقي لفلسطين. وقد نجح في ضخ حجم هائل من المعلومات الاستخبارية في مؤسسة ملفات القرى التي تضمنت بعد عام 1943 وصفاً مفصلاً لمزارع المواشي والدواجن، والأراضي المزروعة وعدد الأشجار في كل مزرعة، ونوعيات الفواكه في كل بستان وحتى على الشجرة الواحدة، ومتوسط مساحة الأرض عند كل عائلة وعدد السيارات، وأسماء الحرفيين في كل قرية وخبراتهم، وتفاصيل دقيقة عن كل قبيلة وانتماءاتها السياسية، والتقسيم الطبقي الاجتماعي بين الوجهاء والفلاحين البسطاء، وأسماء الموظفين العموميين في حكومة الانتداب.
وبعد أن بدأت عملية جمع البيانات في اكتساب قوة دفع ذاتية نجد إضافات جديدة في حوالي عام 1945 مثل شرح تفاصيل المساجد وأسماء أئمتها مع سماتهم الشخصية مثل وصف أحدهم بأنه «رجل عادي»، بل إن تلك الإضافات شملت تحديداً دقيقاً لغرف الجلوس داخل البيوت. وعندما اقترب موعد إنهاء الانتداب البريطاني أخذت عملية البحث منحى عسكرياً مثل: عدد الحراس (ويلاحظ المؤلف هنا عدم وجود حراس في معظم القرى) ونوع وكمية الأسلحة لدى أهل القرى. (مرة أخرى يلاحظ المؤلف أنها كانت أسلحة قديمة، وحتى أنها لم يكن لها وجود على الإطلاق).
وفي عام 1947 أجريت عملية التحديث النهائية على ملفات القرى وتركزت الجهود على إعداد قوائم بأسماء الأشخاص المطلوبين في كل قرية. وفي عام 1948 استخدمت القوات اليهودية هذه القوائم في عمليات البحث والاعتقال التي كانت تقوم بها بمجرد احتلالها للقرية. وتشمل تلك العمليات جمع رجال القرية في صف واحد ثم يتم التعرف على من وردت أسماؤهم في القوائم بواسطة العميل الذي وشى بهم والذي يغطي رأسه بقناع به ثقبان للعينين حتى لا يتعرف عليه أهل القرية. وبعد ذلك يتم إطلاق الرصاص على هؤلاء الرجال في نفس الموقع.
وكان معيار إدراج أسماء مثل هؤلاء الرجال هو اشتراكهم في الحركة الوطنية الفلسطينية، أو ارتباطهم بعلاقات وثيقة مع زعيم هذه الحركة المفتي الحاج أمين الحسيني، أو اشتراكهم في النضال ضد البريطانيين والصهاينة. وهناك أسباب أخرى لإثبات أسماء البعض في تلك القوائم وهي مجموعة من المزاعم مثل: «معروف عنه أنه سافر إلى لبنان» أو «سبق القبض عليه من قبل السلطات البريطانية.
لكونه عضواً في لجنة القرية الوطنية» ويذكر الدكتور غيلان بابه أن تهمة الانتماء إلى الحركة الوطنية الفلسطينية عوملت بأسلوب مطاط يمكن أن يعم جميع القرى، وكان التعاطف مع المفتي أو الانتماء إلى حزبه السياسي أمراً شائعاً جداً. ومع ذلك كان حزبه يهيمن على السياسة الفلسطينية المحلية منذ فرض الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1923، وعمل أعضاؤه على الفوز في الانتخابات الوطنية والبلدية وشغلوا مناصب هامة في اللجنة العربية العليا.
وقد شكل ذلك جريمة في نظر الخبراء الصهاينة، وإذا ألقينا نظرة على ملفات القرى عام 1947 لوجدنا أن في القرى ذات الألف وخمسمئة فرد في العادة ما بين عشرين وثلاثين شخصاً تحوم حولهم الشكوك ومثال ذلك قرية أم الزينات بالقرب من جبل الكرمل الجنوبي وجنوب مدينة حيفا، وبها ثلاثون شخصاً مشتبهاً به، وقرية الدامون وبها خمسة وعشرون.
نتيجة لإنجاز الخرائط والمعلومات الخاصة بملفات المناطق الريفية استعداداً لمستقبل الاستيلاء على فلسطين، حصلت الحركة الصهيونية آنذاك أيضاً على فكرة واضحة عن كيفية إقامة الدولة من الأساس بعد الحرب العالمية الثانية. وكان العامل الحاسم في ذلك قيام البريطانيين قبل ذلك بتدمير القيادة الفلسطينية وقدراتها الدفاعية عندما قامت القوات البريطانية بقمع ثورة 1936 ومن ثم السماح للقيادة الصهيونية بالتمتع بوقت وفراغ كافيين لبدء تحركاتها التالية.
القوة والفرصة
بمجرد زوال خطر الغزو النازي لفلسطين في عام 1942، أصبح القادة الصهاينة مدركين تماماً أن العقبة الوحيدة في طريق نجاحهم في الاستيلاء على الأرض تتمثل في الوجود البريطاني لا في أية مقاومة فلسطينية. ويوضح ذلك على سبيل المثال ما جرى في اجتماع عقد في فندق بلتيمور في نيويورك عام 1942 إذ نجد أن بن غوريون وضع المطالب على الطاولة والتي تنادي بإقامة كومنولث يهودي في جميع أنحاء فلسطين التي تحت الانتداب.
وهنا يسترسل الكتاب في سرد قصة حياة بن غوريون التي أصبحنا نحن العرب نعرفها جيداً كما نعرف دوره في فرض كيان يهودي في فلسطين. ويشير إيلان بابه إلى أن البريطانيين عرضوا على الصهاينة إقامة دولة في عام 1937 ولكن على جزء من الأراضي الفلسطينية، غير أن بن غوريون قبل الاقتراح البريطاني باعتباره بداية جيدة ولكنه في حقيقة الأمر كان يتطلع إلى فرض السيادة اليهودية على أجزاء واسعة من فلسطين كلما أمكن ذلك، وعندئذ حمل بن غوريون القيادة الصهيونية على قبول سلطته المطلقة، وعلى اعتناق فكرة أساسية مفادها أن مستقبل الدولة يعني الهيمنة اليهودية المطلقة.
كذلك نوقشت كيفية إقامة دولة يهودية نقية نحو عام 1937 تحت إشرافه، وبرزت آنذاك كلمتان سحريتان هما: «القوة والفرصة» أي أنه لا يمكن الفوز بالدولة اليهودية إلا بالقوة، ولكن يجب انتظار اللحظة التاريخية الملائمة للتحرك حتى يمكن التعامل «عسكرياً» مع الحقيقة الديموغرافية على الأرض أي: أغلبية السكان الوطنيين غير اليهود.
وكان الزعماء الصهاينة قد فهموا أن وعد بلفور يشمل كل فلسطين، غير أن بن غوريون كان مستعمراً براغماتياً وأدرك أن الخطط المتطرفة ـ مثل خطة بلتيمور ـ لن تعتبر واقعية فضلاً عن استحالة ممارسة ضغوط على بريطانيا أثناء حربها مع ألمانيا النازية في أوروبا، ونتيجة لذلك خفض بن غوريون من مطامعه أثناء الحرب العالمية الثانية.
وفي الأيام الأخيرة من شهر أغسطس عام 1946 جمع قيادة الحركة الصهيونية في فندق رويال مونسو في باريس لمساعدته على إيجاد بديل لخطة بلتيمور الهادفة للاستيلاء على فلسطين كلها. وظهرت على السطح فكرة قديمة ـ جديدة للحركة الصهيونية هي تقسيم فلسطين.
وفي نفس الوقت الذي اجتمع فيه قادة الحركة في باريس، كان ناحوم غولدمان يتوسل لدى الحكومة البريطانية في لندن قائلاً: «أعطونا الاستقلال ولو حتى على قطعة صغيرة من الأرض». وقد قبل بن غوريون المبدأ لا المساحات والأبعاد وقال للمجتمعين في باريس: «سوف نطالب بقطعة كبيرة من فلسطين». ومثلما كان الأمر بالنسبة لأجيال الزعماء الإسرائيليين من بعده حتى أرييل شارون في عام 2005، وجد بن غوريون أن عليه كبح جماح أشد الأعضاء الصهاينة تطرفاً وأخبرهم بأن ثمانين أو تسعين في المئة من فلسطين تحت الانتداب تكفي لإقامة دولة قابلة للحياة بشرط أن يكونوا قادرين على تحقيق الهيمنة اليهودية.
ولم يتغير ذلك المفهوم ولا تلك النسبة عبر الستين عاماً التالية. وبعد شهور قليلة من اجتماع باريس ترجمت الوكالة اليهودية «القطعة الكبيرة» التي ذكرها بن غوريون، إلى خارطة وزعتها على كل من له صلة بمستقبل فلسطين. ورسمت خارطة 1947 تلك دولة يهودية تصل سلفاً إلى آخر نقطة في إسرائيل قبل 1967 أي فلسطين بدون الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحلول نهاية عام 1946 أدرك بن غوريون أن البريطانيين في طريقهم إلى مغادرة فلسطين فبدأ مع معاونيه في وضع استراتيجية عامة يمكن تنفيذها ضد الفلسطينيين بمجرد خروج قوات الانتداب البريطانية، وسميت تلك الاستراتيجية باسم «الخطة سي». وكان هدفها إعداد القوات العسكرية اليهودية في فلسطين لشن حملات ضد المناطق الريفية والحضرية من أجل «ردع» المواطنين الفلسطينيين عن محاولة مهاجمة المستوطنات اليهودية والانتقام من أية هجمات على البيوت اليهودية وعلى الطرق وحركة المرور. ويقول الدكتور إيلان في كتابه إن تلك الاستراتيجية بينت بوضوح الأعمال التي يمكن تنفيذها على الوجه التالي:
* قتل الزعماء السياسيين الفلسطينيين
* قتل المحرضين الفلسطينيين ومن يدعمهم مالياً
* قتل الفلسطينيين الذين ينشطون ضد اليهود
* قتل كبار الضباط والموظفين الفلسطينيين في جهاز الانتداب
* تدمير الموارد الحياتية للفلسطينيين كآبار المياه والمطاحن.. الخ
* شن هجوم على القرى الفلسطينية المجاورة التي يحتمل أن تساعد الهجمات في المستقبل
* شن الهجوم على الأندية والمقاهي وأماكن الاجتماع الفلسطينية.. الخ.
وأشارت الخطة إلى إمكان الحصول على أية بيانات ومعلومات تتعلق بهذه الأعمال من ملفات القرى بما في ذلك القوائم بأسماء الزعماء والناشطين والأهداف الإنسانية المحتملة والخرائط الدقيقة للقرى وهكذا. ومع ذلك وضعت خطة أخرى خلال شهور قليلة وهي «خطة داليت» التي دفعت بالفلسطينيين إلى مصير محتوم في المنطقة التي وضع الزعماء الصهاينة عيونهم عليها لإقامة دولتهم اليهودية.
عرض ومناقشة: صلاح عويس
البيان الامراتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (5)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (6)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (9)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: