العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8)   كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8) Icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2008 3:08 pm

ويبدأ المؤلف حديثه عن مسؤولية بريطانيا بالتساؤل عما إذا كانت تعلم بخطة داليت للتطهير العرقي ويجيب بأن من المفترض أنها كانت على علم بها ولكن من الصعب إثبات ذلك، غير أن المثير للدهشة أن تعلن بريطانيا ـ بعد وضع الخطة ـ أنها لم تعد مسؤولة عن حفظ القانون والنظام في المناطق التي مازالت قواتها تتواجد فيها، ثم تقرر أيضا حصر نشاطها في حماية تلك القوات.


وكان معنى هذا تحويل حيفا ويافا وكل المنطقة الساحلية بينهما إلى مساحة مفتوحة تنفذ فيها القيادة الصهيونية خطة داليت دون عائق أو مواجهة مع الجيش البريطاني. ويضاف إلى ذلك أن اختفاء البريطانيين من الريف والمدن والبلدات أدى إلى انهيار القانون والنظام انهيارا شاملا في كل أنحاء فلسطين.


وقد عكست الصحف اليومية آنذاك مثل صحيفة «فلسطين» انزعاج الناس من ارتفاع مستوى جرائم السرقة والسطو والنهب في المراكز الحضرية والقرى. وكان معنى انسحاب قوة الشرطة البريطانية عجز عدد كبير من الموظفين الفلسطينيين عن استلام رواتبهم من البلديات المحلية بسبب تعرضهم للهجمات لأن معظم الدوائر الحكومية كانت تقع في الأحياء اليهودية. ولا عجب أننا مازلنا نسمع الآن اتهام الفلسطينيين لبريطانيا وتحميل الانتداب البريطاني المسؤولية الأساسية عن الكارثة التي تعرضوا لها.


ويؤكد المؤرخ اليهودي إيلان بابه أن البريطانيين تجنبوا أي تدخل حقيقي من جانبهم، ووقفوا متراخين وغير مبالين أمام محاولات القوات اليهودية الاستيلاء على المخافر. وفي شهر ديسمبر 1947 كانت لبريطانيا قوة من خمسة وسبعين ألفا في فلسطين، ولكن مهمتها حددت في مجرد حماية جلاء جنود الانتداب وضباطه ومسؤوليه.


وقد ساعد البريطانيون عملية التطهير العرقي بوسائل مباشرة أخرى بإمداد القيادة اليهودية بصكوك الملكية والبيانات الحيوية الأخرى التي كانوا قد صوروا نسخا منها قبل تدميرها. وقد أضاف هذا المخزون من الوثائق التفاصيل النهائية إلى ملفات القرى التي احتاجها الصهاينة لعملية الإخلاء الضخمة للسكان الفلسطينيين.


وصحيح أن أول متطلبات الطرد والاحتلال وجود قوة عسكرية وحشية، ولكن الوسائل والأوراق البيروقراطية لا تقل أهمية في تنفيذ عملية تطهير عرقي واسعة النطاق لا تتيح تجريد الناس من ممتلكاتهم فحسب بل تؤدي كذلك إلى إعادة تمليك الغنائم للغير.


الحرب الزائفة


في نهاية الفصل الخامس من كتابه يصف إيلان بابه موقف الأمم المتحدة بالخيانة ويقول: كان على هيئة الأمم المتحدة أن تتواجد في الموقع وفقا لقرار التقسيم لتشرف على تنفيذ خطتها لإحلال السلام والتي تتلخص في تحويل فلسطين ككل إلى قطر مستقل به دولتان مختلفتان ولكنهما تشكلان وحدة اقتصادية واحدة.


وقد تضمن القرار الصادر في 29 نوفمبر 1947 أوامر ملزمة في وضوح كامل من بينها: تعهد الأمم المتحدة بمنع أية محاولة من أي جانب لمصادرة أراضي يمتلكها مواطنون من الجانب الآخر أو مجموعة وطنية أخرى، سواء كانت الأراضي مزروعة أو غير مزروعة ومثال ذلك: أي أرض محروثة ومتروكة نحو عام.


ويشير المؤلف إلى أن أمرا معينا قد يحسب لصالح مبعوثي الأمم المتحدة المحليين وهو أنهم على الأقل أدركوا أن الأمور تتطور من سيئ إلى أسوأ وحاولوا الضغط من أجل إعادة تقويم سياسة التقسيم، ولكنهم مع ذلك لم يتخذوا أي إجراء يتجاوز «التفرج» وإرسال تقرير عن بداية التطهير العرقي.


كذلك كان للمنظمة الدولية تواجد محدود في فلسطين منذ أن منعت السلطات البريطانية فريقا تابعا لها من البقاء هناك متجاهلة بذلك طلب الجانب المالك للأرض وفقا لقرار التقسيم الذي طلب وجود لجنة من الأمم المتحدة. ولقد سمحت بريطانيا بارتكاب عمليات التطهير العرقي أمام أعين جنودها ومسؤوليها خلال فترة الانتداب التي انتهت في منتصف ليلة 14 مايو 1948، بينما أعاقت بريطانيا جهود الأمم المتحدة للتدخل لإنقاذ عدد من الفلسطينيين.


ويضيف مؤلف الكتاب قوله: «بعد 15 مايو لم تعد هناك حجة تبرر تخلي الأمم المتحدة عن الشعب الذي قسمت أرضه، بقرارها، أو تبرير تسليم مصالحه وحياة أفراده لليهود الذين أرادوا منذ القرن التاسع عشر اقتلاع جذورهم والاستيلاء على بلدهم والبقاء فيه بدلا عنهم وادعاء أنه بلدهم هم».


وفي الفصل السادس من الكتاب يستعير المؤلف عبارة قالها الجنرال غلوب باشا قائد الفيلق العربي الأردني في مقابلة معه وفي كتابه: «جندي مع العرب» وهي وصفه لحرب فلسطين ب«الحرب الزائفة». ويلتقط إيلان بابه العبارة ليضمنها عنوان الفصل السادس من الكتاب الذي يسمى ما جرى في مايو 1948 ب«الحرب الزائفة والحرب الحقيقية على فلسطين».


ويشير ذلك الفصل في مطلعه إلى أن القوات اليهودية كانت قد وصلت إلى غالبية المستوطنات اليهودية المنعزلة خلال أسابيع من انتهاء الانتداب البريطاني، ولكنها فقدت اثنتين من المستوطنات فقط بسبب وجود الفيلق العربي في المنطقة، وقد حارب جنوده ببسالة. ورغم أن الجيش الأردني كان يعتبر أقوى قوة عربية، إلا أنه تم تحييده من اليوم الأول للحرب على فلسطين.


وهنا لا يجد مؤلف الكتاب ما يدعوه للتعجب من عبارة غلوب عن الحرب الزائفة لأنه كان يدرك تماما القيود التي فرضت على عمليات الفيلق فضلا عن اطلاع غلوب على أسرار المشاورات العربية العامة وعمليات الإعداد للحرب، وكان هذا الجنرال يعلم أن الاستعدادات التمهيدية للجيوش العربية الأخرى للقيام بعملية إنقاذ فلسطين بدون فعالية تذكر، شأنه في ذلك شأن بقية المستشارين العسكريين البريطانيين المنتشرين في كثير من الجيوش العربية آنذاك.


وقد وجدت القوات العربية التي دخلت فلسطين أن خطوط امداداتها قد طالت كثيرا مما هددها بعدم الحصول على ذخيرة لأسلحتها العتيقة السيئة، ثم ما لبث ضباطها أن اكتشفوا أن التنسيق بين مختلف الجيوش العربية مفقود، وأن الأسلحة لن تصل إليهم لعدم توافرها في بلادهم.


وقد شحت الأسلحة لأن بريطانيا وفرنسا أعلنتا فرض حظر على إرسال الأسلحة إلى فلسطين مما أصاب الجيوش العربية بالشلل لأن الدولتين كانتا المورد الوحيد للسلاح إليها، غير أن ذلك لم يؤثر بشيء على القوات اليهودية التي وجدت موردين مرحبين للسلاح من الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية. وفي نفس الوقت لم تتوقف عمليات التطهير العرقي في فلسطين، وأصبح لدى إسرائيل قوات تكفي للتعامل مع الجيوش العربية والاستمرار في تطهير الأراضي من أصحابها.


ويؤكد المؤلف بالتالي أنه أصبح من الواضح في تلك الفترة أن الأسطورة الإسرائيلية الأساسية التي زعمت هروب الفلسطينيين بإرادتهم عند بدء الحرب استجابة لطلب الزعماء العرب لإخلاء الطريق أمام الجيوش الغازية هي أكذوبة لا أساس لها من الصحة. ومازالت الكتب المدرسية الإسرائيلية حتى اليوم تروج لأكذوبة أخرى يصفها المؤلف بأنها «مجرد فبركة» تتحدث عن محاولات يهودية مزعومة لحث الفلسطينيين على البقاء.


والكل يعرف أن مئات الآلاف من الفلسطينيين طردوا من بلادهم بالقوة قبل أن تبدأ الحرب، كما طرد عشرات الآلاف في الأسبوع الأول من الحرب. وهكذا فإن يوم 15 مايو 1948 لم يكن يوما ذا معنى خاص بالنسبة للفلسطينيين آنذاك ولكنه مجرد واحد من أيام الروزنامة المرعبة للتطهير العرقي الذي كان قد بدأ قبل ذلك اليوم بخمسة أشهر.


توجهات بن غوريون


وفي الفصل السادس يلفت النظر موقفان للمسؤول الأول عن المذابح وحرب الإبادة وهو دافيد بن غوريون: الموقف الأول هو عدم اهتمامه بمصير المستوطنات اليهودية الواقعة في مناطق بعيدة ومنعزلة عن غيرها من المستوطنات وقد تعرض بن غوريون لانتقادات كثيرة من المؤرخين الإسرائيليين لأنه اتخذ قرارا استراتيجيا يقضي بترك المستوطنين اليهود في المستوطنات الضعيفة الواقعة في قلب الدولة العربية وفق التقسيم أو في أقصي أطراف البلاد.


وكان مبرره في التضحية بأرواح أبناء جلدته هو أن عمليات التطهير العرقي هي الأهم والأولى في أجندته. ويكشف هذا الموقف عن دموية هذا الرجل وولعه بإبادة الشعب الفلسطيني. أما الموقف الثاني فيبدو من خلال ما جاء في يومياته بتاريخ 24 مايو 1948 عندما بدأ التفكير في غزو الضفة الغربية ومرتفعات الجولان وجنوب لبنان.


ويصف المؤلف ما جاء في اليوميات بأنه يكشف عن جوع ذلك الإرهابي للسلطة. يقول بن غوريون: «سوف نقيم دولة مسيحية في لبنان تكون حدودها الجنوبية هي نهر الليطاني. وسوف نحطم شرق الأردن ونقصف عمان وندمر جيشها ثم نسقط سوريا، وإذا ظلت مصر تقاتل فسوف نقصف بورسعيد والإسكندرية والقاهرة. وسوف يكون ذلك انتقاما لما فعله (المصريون والآراميون والأشوريون) لآبائنا الأولين في العصور التوراتية».


وفي نفس ذلك اليوم 24 مايو 1948 تسلم الجيش الإسرائيلي شحنة ضخمة من المدافع الحديثة الجديدة من الكتلة الشيوعية. وهكذا أصبحت إسرائيل تمتلك قوة مدفعية لا تضاهيها القوات العربية داخل فلسطين ولا جميع الجيوش العربية مجتمعة. ويشير المؤلف هنا بوجه خاص إلى أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان الأداة الرئيسية في تدبير تلك الصفقة.


وبذلك استطاعت اللجنة الاستشارية الصهيونية الخلاص من حالة القلق التي انتابتها في البداية بشأن القدرة الكلية لجيشها للعمل على جبهتين بكفاءة عندما بدأت «الحرب الحقيقية». وتفرغ أعضاء اللجنة لتوجيه القادة إلى ما يفعلونه بالمجموعات الفلسطينية الصغيرة التي تركت في المدن المختلطة، وكان القرار الذي توصلوا إليه هو نقل جميع هؤلاء الناس إلى ضاحية معينة في كل مدينة وتجريدهم من حرية الحركة وإخضاعهم لنظام عسكري صارم.


وبعد أن يستعرض الكتاب التوسع في عمليات التطهير العرقي الموزعة على اثنتي عشرة كتيبة صهيونية، والأطماع الواسعة التي تتطلع إليها القيادة الصهيونية العليا في احتلال شمال الضفة الغربية وأجزاء من الجليل الأعلى وصولا إلى جنوب لبنان. يقول المؤلف: «مهما كانت وقاحة هذه الأطماع مع الاستمرار في عمليات الإبادة والتطهير العرقي، فإنها تكشف زيف أكذوبة أخرى كان الصهاينة يصرون على ترويجها وإقناع العالم بها، وهي تلك التي تدعي أن إسرائيل كانت تخوض ما يسمى «حرب البقاء».


وهكذا اندمجت الجبهتان معا: جبهة الحرب الحقيقية، وجبهة الحرب الزائفة، في تلك الأيام من شهر مايو حيث أصبحت القيادة العليا واثقة من قدرتها على إرسال وحدات إلى مناطق الحدود المتاخمة للدول العربية للاشتباك مع القوات العربية التي أرسلتها حكوماتها إلى فلسطين يوم 15 مايو 1948 بينما ركز لواءان يهوديان جرائمهما في عمليات التطهير العرقي على الحدود مع سوريا ولبنان ووقفت القوات اللبنانية والسورية القريبة من الحدود موقف اللامبالي وأدارت وجهها بدلا من المخاطرة برجالها.


عرض ومناقشة: صلاح عويس



البيان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (5)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (6)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (9)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: