العراق للدراسات الستراتيجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق للدراسات الستراتيجية

موقع عراقي - اخبار- للدراسات الستراتيجية- والاستشارت
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
humam




ذكر
عدد الرسائل : 120
العمر : 45
Localisation : iraq
Emploi : baghdad
Loisirs : -----------
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7)   كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7) Icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2008 3:07 pm

الأميركيون والإسرائيليون يحشدون دعماً هائلاً عبر أسطورة «المحرقة الثانية»
تأليف :إيلان بابه
يتابع المؤلف هنا إلقاء الضوء على تفاصيل عملية التطهير العرقي التي قام بها الصهاينة ضد الفلسطينيين، حيث وزعت المهام على 12 كتيبة من قوات الهاغاناه، ويلفت نظرنا إلى أن ديفيد بن غوريون لم يتردد في التخلي عن المستعمرات الإسرائيلية القائمة في قلب التجمعات العربية، وذلك لإعطاء أولوية مطلقة لتنفيذ التطهير العرقي ضد الفلسطينيين وفي الوقت نفسه راح يدرس إمكانية غزو الضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان وقصف المدن المصرية.
ينفي الدكتور إيلان بابه أكذوبة «المحرقة الثانية» التي تذرعت بها الحركة الصهيونية، قائلا بالحرف الواحد: قبل نهاية الانتداب البريطاني لم يكن المتطوعون العرب من خارج فلسطين، ولا الجماعات شبه العسكرية الفلسطينية داخلها، يمثلون أي تهديد جدي للمجتمع اليهودي سواء بخسارة المعركة أو بإجباره على الاستسلام، بل على العكس من ذلك عجز هؤلاء المتطوعون من الخارج والداخل عن حماية السكان الفلسطينيين من الاعتداءات اليهودية.
ويضيف المؤرخ الإسرائيلي قوله: «ومع ذلك نجح الإسرائيليون، والأميركيون بوجه خاص، في تكرار أسطورة احتمال التدمير أو «المحرقة الثانية» التي تنتظر الدولة اليهودية المقبلة. وباستغلال هذه الأسطورة تمكنت إسرائيل بعد ذلك من ضمان دعم هائل للدولة من المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم، مع الاستمرار كذلك في رسم صورة شيطانية للعرب جميعا والفلسطينيين خاصة في عيون الجمهور العام في الولايات المتحدة، غير أن الحقيقة على أرض الواقع كانت مناقضة تماما فقد كان الفلسطينيون يواجهون حملة طرد جماعي.ويؤكد مؤلف الكتاب أنه في تلك الفترة التي يصفها التاريخ الرسمي الإسرائيلي بأنها «الأصعب» كان الفلسطينيون مشغولين بالفعل في محاولة إنقاذ أنفسهم من ذلك المصير، لا في تدمير المجتمع اليهودي. وعندما انتهى شهر مارس 1948 لم يقف شيء في طريق القوات الإسرائيلية لتنفيذ التطهير العرقي للشعب الفلسطيني. وإذا عدنا إلى ما بعد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين نجد أن المنظمة الدولية كانت مرتبكة ولم تفكر قط فيما تفعله لو قرر الفلسطينيون رفض القرار، فتركت الأمم المتحدة المسألة مفتوحة بينما كان مسؤولوها يستفسرون من الدوائر العليمة في دول مثل بريطانيا وفرنسا عما إذا كانت الدول العربية المجاورة سوف تضم المناطق المخصصة للفلسطينيين، وشعروا بالرضا عندما علموا أن دولة واحدة مستعدة للتفاوض مع اليهود.
وقد تأثر القرار العربي بشأن كيفية التدخل والمساعدة بالتطورات الجارية على أرض الواقع التي كان السياسيون يراقبونها بفزع، ويتابعها المثقفون والصحافيون برعب، إذ بدأت تتكشف أمام أعينهم عملية طرد السكان. ولقد كان لدى الساسة العرب عدد من ممثليهم في المنطقة يكفي لإدراكهم الكامل لأهداف وحجم العمليات اليهودية.
وفي تلك المرحلة المبكرة ـ في بداية 1948 ـ لم يكن يراودهم الشك في الكارثة التي تنتظر الشعب الفلسطيني، ولكنهم أخذوا يسوفون ويؤجلون قرار التدخل العسكري المحتوم لأطول مدة ممكنة، وعندما حدث ذلك كانوا سعداء بإنهائه على وجه السرعة.
ولقد عرف هؤلاء الساسة جيدا أن الشعب الفلسطيني لا حول له ولا قوة وأن الجيوش العربية ليس أمامها فرصة للصمود في وجه القوات اليهودية المتفوقة، وينتهي المؤلف إلى القول إن السياسيين العرب أرسلوا قواتهم لخوض حرب يعلمون جيدا أنها لن تنتصر فيها.
وكان العديد من الزعماء العرب يستخفون بالكارثة الوشيكة في فلسطين، ولكن عددا قليلا منهم كان يشعر بقلق حقيقي ولكنهم احتاجوا إلى بعض الوقت لتقويم الموقف وخاصة الانعكاسات المحتملة لأي تورط منهم في فلسطين على أوضاعهم غير المستقرة في دولهم. وكانت مصر والعراق منغمستين في المراحل الأخيرة لمعاركهم من أجل التحرير، أما سوريا ولبنان فقد كانتا حديثتي عهد بالاستقلال.
ولم تقم الحكومات العربية بنوع من التنسيق بينها إلا عندما كثفت القوات اليهودية عملياتها وتكشفت نوايا اليهود تماما، وعندئذ حولت القرار إلى أداتها الإقليمية وهي جامعة الدول العربية حتى لا يجرفها إعصار يطيح بأوضاعها المهتزة في أوطانها.
أطالت الجامعة مناقشاتها حتى بعد أن أصبحت الأوضاع الحقيقية في الريف والحضر الفلسطيني شديدة الوضوح بدرجة لا يمكن تجاهلها. وأخيرا تقرر في نهاية ابريل 1948 إرسال قوات إلى فلسطين في الوقت الذي كان قد تم فيه طرد ربع مليون فلسطيني وتدمير مائتي قرية وإخلاء عشرات المدن.
ويؤكد مؤلف الكتاب حقيقة نعرفها نحن العرب جميعا وهي أنه لم يكن هناك نقص في المتطوعين، وقد خرجت جماهير غفيرة في البلاد العربية في تظاهرات ضخمة تندد بعجز حكوماتها، وكان آلاف الشباب العرب على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل فلسطين كما كتب الكثير عن تلك المشاعر القومية الفياضة آنذاك. ويضيف المؤلف أن أفضل تفسير لذلك هو أن فلسطين والجزائر أصبحتا مثالين للنضال الضاري والشجاع ضد الاستعمار الاستيطاني في مواجهات ألهبت المشاعر القومية لدى الشباب العربي في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
اقتراح أميركي


يعود الدكتور إيلان بابه إلى الحديث عن أطماع بن غوريون قائلا إنه يبدو أنه شعر بالندم بسبب قرار عدم استغلال الحرب إلى أقصى حد للتوسع في الاستيلاء على أراض تتجاوز نسبة الثماني وسبعين في المائة من فلسطين التي كان يطمع فيها، ولكن العجز العربي أعطى للحركة الصهيونية فرصة لا تهدر.


أما بالنسبة للقيادة الفلسطينية فإن ما تبقى منها تمزق في فوضى شاملة وأسرع بعض أعضائها إلى المغادرة، بينما فضل عدد قليل البقاء في البلاد ومواجهة العدوان اليهودي في ديسمبر 1947 وعمليات التطهير العرقي في يناير 1948، ولكن بعضا من الأعضاء ظل وراء الستار واحتفظ بالعضوية الرسمية في اللجان الوطنية.


وكان من المفروض أن يتم تنسيق كافة تلك الأنشطة تحت إشراف اللجنة العربية العليا التي تعتبر الحكومة غير الرسمية للفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن العشرين، ولكن نصف أعضائها أيضا غادر البلاد، ووجد من بقوا صعوبة في مواجهة المشاق، ولكنهم ظلوا مع أبناء وطنهم إلى النهاية حتى من فضل منهم مغادرة فلسطين.


وهكذا لم يستطع المتطوعون العرب من داخل وخارج فلسطين أن يشكلوا أي تهديد خطير للمجتمع اليهودي لا بهزيمته في معركة ولا بإجباره على الاستسلام وذلك قبل نهاية الانتداب البريطاني، وكل ما حاولته القوات الخارجية أو المحلية حماية السكان ضد الاعتداء اليهودي ولكن دون نجاح.


ولم تترك الأحداث في شهري مارس وابريل 1948 أي خيار آخر أمام زعماء العالم العربي فبدأوا جديا في الاستعداد للتدخل العسكري. وفجأة جاءت من واشنطون أنباء غير متوقعة تفيد بأن وزارة الخارجية الأميركية تتجه نحو تناول أميركي جديد للقضية وأن ممثلي الولايات المتحدة في ميدان الأحداث أصبحوا يدركون تماما أبعاد ما يجري من عمليات طرد للفلسطينيين ولذلك اقترحوا على رؤسائهم في أميركا وقف تنفيذ خطة تقسيم فلسطين والعمل على إيجاد حل بديل.


بحلول يوم 12 مارس 1948 كانت وزارة الخارجية الأميركية قد انتهت من إعداد مسودة اقتراح جديدة تقضي بفرض الوصاية على فلسطين مدة خمس سنوات يقوم الطرفان خلالها بالتفاوض على حل مقبول. وقيل إن ذلك هو أفضل اقتراح أميركي في تاريخ فلسطين. وقال وارن أوستن سفير أميركا لدى الأمم المتحدة آنذاك: «إن الولايات المتحدة الأميركية ترى أن تقسيم فلسطين لم يعد خيارا قابلا للبقاء».


ورحبت الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بالاقتراح، وساد الإحساس بأن قرار التقسيم فشل في جلب السلام إلى فلسطين، وأنه في الحقيقة تسبب في المزيد من نزعات العنف وإراقة الدماء، ومع أن المنطق كان أحد الجوانب الجديرة بمراعاتها بذلك الاقتراح، كان هناك جانب آخر هو الرغبة في عدم معاداة لوبي قوي في أميركا وهو في هذه الحالة هو الأعظم هيمنة، ولولا نفوذ هذا اللوبي الصهيوني وضغوطه الفاعلة على الرئيس الأميركي هاري ترومان لتغير مسار تاريخ فلسطين تغيرا كبيرا.


وآنذاك عرفت الأقسام الصهيونية في المجتمع اليهودي الأميركي مدى قدرتها على التأثير على السياسة الأميركية في فلسطين وفي منطقة الشرق الأوسط كلها بعد ذلك. ويقول إيلان بابه: «في عملية أطول استمرت خلال خمسينات وسنوات الستينات الأولى من القرن العشرين نجح اللوبي الصهيوني في استبعاد وتنحية خبراء الشؤون العربية في وزارة الخارجية الأميركية، ووضع سياسة الشرق الأوسط الأميركية في أيدي وزارة الدفاع والبيت الأبيض حيث يتمتع اللوبي بنفوذ كبير».


غير أن انتصار اللوبي في وزارة الدفاع الأميركية لم يكن سهلا إذ كان خبراء الشؤون العربية في وزارة الخارجية يدرسون التقارير الواردة من صحيفة نيويورك تايمز بعناية أكبر من رجال الرئيس، ثم يبذلون محاولات يائسة لإقناع ترومان بإعطاء مزيد من الوقت على الأقل لإعادة النظر في خطة التقسيم إذا لم يقبل بفكرة الوصاية، وكذلك أخذوا يحثونه على تقديم اقتراح للطرفين بعقد هدنة مدتها ثلاثة شهور.


وفي يوم 12 مايو جمع بن غوريون مستشاريه أعضاء أداة جديدة اسمها «مجلس الشعب» الذي تحول بعد ثلاثة أيام إلى حكومة دولة إسرائيل. وكان الهدف من الاجتماع اتخاذ قرار برفض الاقتراح الأميركي، خاصة مع استمرار عمليات التصفية العرقية التي لم يسمح بن غوريون لأحد بأن يوقفها. وما لبث البيت الأبيض أن اعترف بالدولة الجديدة، ودفع الصهاينة من جديد بوزارة الخارجية إلى الصفوف الخلفية للسياسة الأميركية الخاصة بفلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iraq.forum-canada.net/
 
كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (7)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (3)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (4)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (5)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (6)
» كتاب ـ التطهير العرقي في فلسطين ـ الحلقة (8)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق للدراسات الستراتيجية :: دخول المنتديات الدراسات العسكرية والامنية والسياسية :: الدراسات الستراتيجية السياسية-
انتقل الى: